حقائق يؤكدها الواقع
الثورة/ أمين العبيدي
منذ عقود طويلة في التاريخ البعيد بين اليمن ونظام آل سعود وهم يتربصون بهذا الشعب ومقدراته الدوائر، فهم كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم، لا يتقنون إلا قتل الأطفال والنساء، وتشريد الآمنين، فسياستهم الهمجية لا تفكير لها، إلا كيف تخضع هذا الشعب؟، وكيف تدمر مؤسساته ومنشآته الخدمية؟، حتى أصبح شغلهم الشاغل كيف يجعلون اليمن كاملة تابعة لهم؟!، متناسين أن هذا الشعب لا يقبل الوصاية من أحد، فهو شعب لا يعرف التبعية إلا لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. حول خروقات العدوان، وأهمية الوفاء بالعهود والمواثيق في الإسلام.. استطلعنا آراء طليعة من الخطباء والمرشدين، فإلى التفاصيل:
الوفاء بالعهود خلق نبوي كريم
– في البداية تحدث إلينا العلامة محمد السياغي –خطيب جامع النور- بقوله: الوفاء بالعهد شرف يحمله المسلم على عاتقه، وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، وهو الذي انعدم في أخلاق مملكة الشر، مملكة آل سعود، قتلت النساء والأطفال، فعهودهم كذبة، وكم نسمع أزيز الطائرات، وخروقاتهم وزحوفاتهم المستمرة، ولكن أعين الجيش واللجان الشعبية لهم بالمرصاد.. الشاهد أنهم لا عهد لهم ولا ميثاق ولا ضمير ولا إنسانية باعتدائهم الظالم على أفقر الشعوب العربية مالاً وأغناها عزيمة وإرادة وصموداً وقوة وصبراً.
وأشار السياغي إلى أن هذا الخلق العظيم الذي هو عنوان لكل يمني حر أصيل صادق في حبه وانتمائه لهذه الأرض الطيبة، الوفاء بالعهود والمواثيق هو أصل الصدق وعنوان الاستقامة، والوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين، ومنقبة من مناقب المخلصين، وهو أدب رباني حميد، وخلق نبوي كريم، وسلوك إسلامي نبيل، الوفاء بالعهد من شعب الإيمان، وخصاله الحميدة، ومن أهم واجبات الدين، وخصال المتقين، وخلال الراغبين في فضل رب العالمين، فمن أبرم عقداً وجب أن يحترمه، ومن أعطى عهداً وجب أن يلتزمه؛ لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه، وسعادته في أخراه، وهو كذلك من صفات الله جل وعلا، فهو أحق أن يتصف به حين قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً)، فبشراكم يا لجاننا وجيشنا وشعبنا حين تتمسكون بهذا الخلق العظيم بالنصر والفتح القريب، لا أقول بتحرير أرضكم من دنس سياسات مملكة الشر، باستخلاف الله لكم في الأرض، الوفاء من شيم الكرام، ومن سمات المصلحين في الأرض، حيث يقول الله تعالى: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا).
وهو سبيل للوصول إلى أعلى الدرجات والقرب من الله، والذي يقول عز من قائل عليماً: (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً).
نظام آل سعود حاضن استعماري
– وفي نفس السياق يقول الشيخ محمد عبدالغني مصطفى –إمام وخطيب مسجد الحسن بن علي-: لو رجعنا قليلاً إلى الوراء لرأينا ما قام به النظام السعودي الفاشل سنة 1934م، من الاستعانة بسلاح الجو البريطاني إبان احتلال بريطانيا لجنوب اليمن سابقاً، وقام آنذاك النظام الفاشل باحتلال الثلاث المحافظات “جيزان، ونجران، وشرورة” تحت الغطاء الجوي المكثف، والذي على إثره سقطت الثلاث المحافظات، ثم امتد هذا العدوان إلى مدينة الحديدة وسواحلها، ولكنه فشل ولم يستطع بسط نفوذه في محافظة الحديدة، ولا ننسى منفذ الوديعة فهو أرض يمنية.
وحول خروقات الهدنة يقول مصطفى: كانت البداية وقفاً فورياً لإطلاق النار، ثم تحولت إلى هدنة، ولم تلبث إلا نصف ساعة حتى تم خرقها وهذا يتنافى مع قول الله تعالى: (وأوف بالعهد إن العهد كان مسؤولاً).
وأضاف مصطفى: نحن نتمنى من كل قلوبنا أن تنتهي هذه الحرب، وينعم الناس في أمن وسلام، متعاونين لا يعرفون الانقسام فيما بينهم، يجمعهم وطن واحد هو اليمن الموحد.
وأخيراً أقول لنظام آل سعود: عندما نقض المشركون العهد في صلح الحديبية كانت النتيجة تأييد الله للموفين بالعهود، وتعجيل النصر والفتح القريب لهم، وفي الحديث الصحيح والمتفق عليه أن آيات المنافق ثلاث: “إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان”، وفي رواية: “وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”.
جنوحنا للسلم تطبيق لأمر الله
– أما العلامة عبدالقيوم الموشكي فأردف قائلاً: كثر الكلام هذه الأيام عن الهدنة، وكثرت الاستفسارات عنها، حيث إن آل سعود لا عهد لهم ولا ميثاق، فالاتفاقات تبرم وتكتب، وهم مصرون على قتل وتشريد وتجويع وإرغام هذا الشعب لسياساتهم الهمجية التي تستهدف المواطن البسيط، يريدون هذا الشعب السبئي الحميري المعروف بالحكمة والإيمان أن يكون راكعاً لهم.. كلا وألف كلا..
وأشار الموشكي بقوله: إن اتفقنا معكم ليس رضوخاً أو استسلاماً، ولكن نحن قوم نهتدي بالقرآن الذي قال الله تعالى فيه: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)، فيا شعبنا اليمني الصامد أمام أكبر ترسانة سلاح اقرأ ما قال الله تعالى في كتابه: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم)، فإذا كانت أمريكا وإسرائيل مع مملكة الشر، فالله معكم وناصركم ومؤيدكم.
فمملكة الشر منذ عقود طويلة لا تفي في تاريخها البعيد مع اليمن بعهد ولا ميثاق، فهم كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم، فهم ملعونون بنقضهم للعهود (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية)، فهم ملعونون أصحاب قلوب قاسية لا تجرؤ إلا على قتل الأطفال والنساء.
وواقعهم الذي يشهد على خيانتهم ونقض عهودهم وفسادهم وتدميرهم لمنشآت وخدمات ومؤسسات الشعب اليمني، وكذلك إشعالهم للفتن في أغلب الدول العربية، ويكفي أن نشير إلى خيانتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمته من يوم وطئت قدماه مكة والمدينة، فبدل أن يكونوا سند المسلمين في كل مكان وفي كل بقاع الأرض، كانوا سنداً لأمريكا وإسرائيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.