محمد القعود
في كل مرة ومع اقتراب إعلان جائزة البوكر للرواية العربية، يترقب الكثير من المبدعين والمتابعين في اليمن أسماء الفائزين بالجائزة سواء الفائزين بجائزة البوكر، أو أسماء الفائزين بقائمتها القصيرة.
وما أن تعلن الأسماء حتى تطغى مسحة من الحسرة على وجوه الجميع، الذين كانوا يتطلعون إلى أن تحصد بلادنا هذه الجائزة التي دارت وحطت رحالها على العديد من الدول العربية، إلا بلادنا..؟!.
خاصة أن هناك العديد من الأسماء الروائية اليمنية التي استطاعت أن ترفد مكتبة الرواية العربية بالعديد من الأعمال الروائية اليمنية التي وصلت إلى مرحلة فنية ناضجة، ولفتت إليها الأنظار بقوة، وأشاد بها النقاد والقراء.
ودوماً وعقب إعلان نتائج جائزة البوكر، تثور الأسئلة في اليمن: لماذا لم تستطع الرواية اليمنية الوصول إلى الجائزة، أو إلى القائمة القصيرة؟!، هل هو نتيجة لأن الرواية اليمنية لم تصل بعد إلى مستوى يجعلها تنافس نظيرتها العربية؟، أم لأن كتاب الرواية في اليمن لا يعرفون كيف يروِّجون لبضاعتهم بالصورة المطلوبة؟، أم لأن هناك تحيزات قطرية وتجاهل للإبداع الروائي اليمني؟!.
تلك أسئلة تثار بقوة في كل عام، ورغم أن هناك محاولات للمنافسة وخطف الجائزة، إلا أنها محاولات محدودة، وتتوقف عند القائمة الطويلة فقط.. أما بعد ذلك فلا مجال للتقدم.. ومن تلك المحاولات وصول الروائي وجدي الأهدل إلى القائمة الطويلة في عام 2008م من خلال روايته “فيلسوف الكرنتينة”، ووصول الروائي علي المقري ولمرتين إلى القائمة الطويلة، المرة الأولى من خلال روايته ” طعم أسود.. رائحة سوداء”عام 2009م، والثانية من خلال روايته “اليهود الحالي” عام 2011م.
وكذلك الروائي عبدالحبيب السروري الذي وصلت روايته “ابنة سلوسوف” إلى القائمة الطويلة عام 2014م.
الجائزة قادمة
يقول الروائي وجدي الأهدل: إنه لا بد من يومٍ سيأتي وتذهب فيه جائزة البوكر إلى اليمن لروائي، أو روائية.
ويرجح وجدي أن الجائزة ربما سيكون أول من يحصل عليها روائية يمنية، وخاصة إذا كانت هناك رواية ممتازة لكاتبة، فستحصد الجائزة.. وربما قد يكون ذلك تشجيعاً للروائيات في اليمن حسب قوله.
ويشير الروائي وجدي الأهدل إلى أن هناك تجارب فنية، وإنجازات في مسيرة الرواية اليمنية تؤهلها للحصول على الجائزة، فمن الناحية الفنية فقد حققت مستويات فنية عالية، أما من الناحية الكميَّة فما زال الإنتاج الروائي قليلاً مقارنة بالعديد من الأقطار العربية حسب تأكيده.
ورغم قلتها فقد وصلت إلى مرحلة فنية متقدمة، يجعلها منافسة وبقوة للرواية العربية.
ورغم أن الروائي وجدي سبق وأن اشترك في مسابقة البوكر، ووصل إلى مرحلة القائمة الطويلة خلال عام 2008م، فهو يأمل أن يشترك في الدورة القادمة، ويأمل من ناشر روايته القادم أن يدفع بالرواية التي ستطبع إلى غمار المسابقة، حيث وأن التقدم للمشاركة يتم من خلال ترشيح الناشر لبعض الأعمال التي يطبعها، حسب شروط الجائزة.
الرواية اليمنية لا تقل جودة عن الرواية العربية
ويقول الروائي منير طلال: هناك تدفق روائي كبير شهدته الساحة اليمنية خلال نحو قرن من الزمن، فالرواية اليمنية من حيث البداية موغلة بالقدم، فرواية فتاة قارون في بداية القرن العشرين كانت فاتحة الرواية اليمنية، وبعدها تدفقت الروايات اليمنية كماً وكيفاً، وعندما يتساءل البعض عن سر استثناء الرواية اليمنية من جائزة البوكر العربية، وأنا أعتقد بأن ذلك عائد إلى أن الروايات اليمنية المطبوعة لدى دور نشر عربية لترشحها للجائزة روايات قليلة، فأكثر الكُتَّاب يطبعون لدى دور ترشح الكُتَّاب العرب المشهورين، ولا تلتفت للكُتَّاب اليمنيين، كما أن مشاركة الدور اليمنية شبه مفقود، فهناك روايات جميلة تستحق البوكر، مثل: “صنعائي” لنادية الكوكباني، و”ظلمة يائيل” للغربي عمران، و”بخور عدني” لعلي المقري، و”السندباد” للدكتور/ حبيب سروري، فالرواية اليمنية لا تقل جودة ورقياً عن مختلف الروايات العربية الصادرة في القاهرة ودمشق وبغداد، بل إن بعضها تميز وتفرد، وأنا أعتقد بأن الرواية اليمنية ستشق طريقها نحو أعلى الجوائز العربية والعالمية، فهناك جيل روائي واعد.
جائزة هامة
وتعتبر الجائزة العالمية للرواية العربية من أهم الجوائز الأدبية المرموقة فى العالم العربي، وتهدف إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا، من خلال ترجمة الروايات الفائزة، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها، وتدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة “بوكر” فى لندن وبدعم من هيئة أبو ظبي للثقافة.
حيث يحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50.000 دولار أمريكي ويحصل كل من المرشّحين الستة فى القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار. وتترجم الرواية الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، والحصول عليها يساهم بدعم الروائي الفائز بالجائزة نحو تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.
Next Post