حسن عبدالله الشرفي
ضاقت،، وكل الناس فيها ضاقوا
وتخالطت في كَفِّهَا الأوراقُ
ضاقت يقول العاقلون ومثلها
ضاقت بها وبحالها الآفَاقُ
وتقول عاصفة السفاهةِ إِنَّهَا
بيد الفجورِ العالميِّ تُسَاقُ
بالمال متسخ الجيوبِ وبالذي
يحتاجه الْمَأْجُوْرُ وَالأَفَّاقُ
بالأسرة الرعناءِ كل حياتها
نَزَقٌ وكل وجودِهَا إِمْلاَقُ
وهنا بباب الله شعبٌ كلُّهُ
قِيَمٌ وكل شؤونِه أَخْلاقُ
إِقْرأْ مَلاَمِحَهُ ولا تخدعكَ ما
صنعت به “الْبُرْصَاتُ والأَسْوَاقُ”
إِقْرأْهُ في لغة الْمَلاَحِمِ وحدها
حيث الفدى والموقف الْخَلاَّقُ
ضاقت، نَعَمْ لكنَّ في الميدان مِنْ
أَعماقه ما شاءت الأَعْمَاقُ
هَبَّ الدم المدرارُ من أرجائِهَا
فدرىْ لِمَنْ يُعْزَى وكيف يُرَاقُ
فَكَأَنَّ “صعدة” في يديه قذائف
فَتَكَاتُهَا حُمَمٌ فكيف تطاقُ؟
وَيَظُنَّ حلف الغادرين بِأَنَّهُ
مَنْ في يديه العهد والميثاقُ
وَبِأّنَّ ناصية المسار بكفه
وَبِأَنَّهُ الجبار والعملاقُ
وَمَضَى يغازل نفسه وبنفسه
ما زيَّنَتْهُ لنفسه الأَبْوَاقُ
وَتَمُرُّ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ يا ليتهم
فيها وقد أزف الرحيلُ أَفَاقُوا
وَتَمُرَّ تسعة أشْهُرٍ مسعورَةٍ
وَلَهَا جِمَال خُدَّجٌ وَنِيَاقُ
قالوا هم الدنيا بما فيها وَمَنْ
فيها وفيهم قلبها الخفاقُ
وَبِلَفْتَةٍ نحو الحدود سريعةٍ
يَدْرُوْنَ مَنْ هو فحلها السَّبَّاقُ
حيث العفاريت الذين إلى ذرى
فتكاتهم تتطاول الأَعْنَاقُ
مِنْ كل مجنون السلاح عيونُهُ
أُفُقٌ وَحَاجِبُهُ الأَبيُّ بُرَاقُ
وَبِكَفِّهِ ملمومةٌ وكَأنَّهَا
سَبْعٌ بناصية العناد طِبَاقُ
سَبْعٌ من الحسم السريع وَفِتْيَةٌ
كالجمر قالوا إِنَّهُمْ عُشاقُ
عُشَّاقُ ماذا “يَا رَبُوْعَةَ” خبِّري
مَا الحبُّ في معناهُ ما العشَّاقُ
في “صعدة” سُمُّ العدى وبصعدة
زَقُّوْمُهَا المضمون والترياقُ
كالجنِّ مَرُّوا من هناك ومن هنا
وكأنَّهُمْ للمعجزَاتِ رِفَاقُ
هُمْ فَرَّجوها بالصمود وبالفدى
فَلَهَا بحلق المؤمنينَ مَذَاقُ
صنعاء- نوفمبر 2015م