الثورة /محمد الجبلي –
الضالع المدينة التي اعتادت أن تعيش على أزيز الرصاص وتصحو على المظاهرات وإحراق الإطارات الذي تختلط رائحته مع روائح المجاري المنبعثة وسط الشوارع وأزقة المدينة تعاني اليوم من حالة ترد في الأوضاع الأمنية والخدمات الإنسانية ومن أهم تلك الخدمات مشروع الصرف الصحي الذي لم يتم تنفيذه رغم الإعلان عن إنزال مناقصته قبل فترة طويلة ورغم ما يتكبده المواطنون جراء بحيرات وطفح المجاري بالمدينة التي تنذر بكارثة بيئية لن يحمد عقباها وذلك مع قدوم موسم الأمطار وفصل الصيف الذي ينتشر فيه البعوض القاتل والكوليرا والملاريا.
ولسان حال المواطن بالضالع يقول: بدلاٍ من أن نحرج إلى متنفسات نحرج على مجار طافحة كل يوم دون خجل من الجهات المسؤولة التي لم تحرك ساكناٍ أمام وضع مدينة الضالع.
)الثورة) زارت المدينة واطلعت على واقع نظافة وتحسين المدينة التي يزداد حالها سوءاٍ يوما بعد يوم وخرجت بالاتي:ـ
البداية كانت مع مدير عام المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بمحافظة الضالع المهندس) (قايد احمد الدرويش( حيث يقول: لم تستطع المؤسسة تنفيذ المشروع نتيجة الكلف المالية ولكن المؤسسة قامت بدورها وعملت على تصميم دراسة للمشروع وتم رفعه إلى مشروع المدن الحضرية بصنعاء وعلى ضوئه تمت بلورة المشروع للمطالبة بالدعم فمشروع المدن الحضرية قام بدوره في المطالبة بالدعم وهو التبني للموضوع فقد وفر لنا البنك الإسلامي مبلغ (ستة ملايين دولار) كما قدمت الدولة المساهمة مليوني دولار وتم إنزال المناقصة بالمشروع من قبل مشروع المدن الحضرية حيث يقوم المشروع بحسب الدراسة بربط شبكه متكاملة من مدينة الضالع إلى سنا ح وهناك سيتم عمل أحواض كبيرة إلا أن مشرع المدن الحضرية اجل فتح المظاريف حتى يتم إثبات البسط على الأرض من قبل السلطة المحلية وتسليمها للمؤسسة والتي بدورها تقوم بتسليمها لمشروع المدن الحضرية إلا أن الأمر لم يحل من قبل السلطة المحلية بسبب رفض بعض المواطنين الذي سيمر المشروع بجوارهم .. مشيرا إلى أن في إدارة المؤسسة تطالب السلطة المحلية بسرعة معالجة هذه المشكلة ما لم سوف يتم نقل مشروع النظافة والتحسين من محافظة الضالع من قبل مشروع المدن الحضرية إلى محافظة أخرى.
بحيرة من المجاري
من جانبه المهندس (أمين عبده عبدالله ) أحد سكان الحارات التي تقع بجوار بحيرة المجاري بالقول: نعيش في حياة مزرية للغاية نتيجة بحيرة من المجاري المتراكمة المجاورة لحارتنا التي تنشر الروائح الكريهة وانتشار أسراب البعوض الناقل للأمراض القاتلة.
وأضاف: تمضي أيام وتمر أعوام ونحن ننادي الجهات المختصة بالقيام بواجبها ورفع المعاناة عن كاهلنا ولكن دون جدوى ودون استجابة من احد ولعدم استجابة الجهات المعنية فقدنا أملنا جراء نفاد صبرنا طوال الأعوام ونحن نعيش بجوار بحيرة تهدد حياتنا.
أما الأخ عبده علي بن علي مساعد نائب مدير قسم السل في مستشفى النصر العام فيقول: مخرجات الصرف الصحي اكبر مشكلة تواجه محافظة الضالع بشكل عام وخصوصا المنطقة المجاورة لمستشفى النصر وهذا يشكل حالة مزرية وخطراٍ على أكبر صرح صحي والذي تحيط به البيارات التي تبعث لدى العامل الصحي والمواطن بشكل عام حالة من التقزز وعدم الشعور بحياة نظيفة وكريمة.
إهمال متعمد
وأضاف: كم سمعنا عبر وسائل الإعلام من أحاديث عن المستنقع الذي وصف ببحيرة البجع الشهيرة لكن للأسف لا حياة لمن تنادي ونتمنى من الحكومة الحالية العمل على إزالة كابوس البيارات التي تعكر صفو الحياة .. وتشعر أبناء محافظة الضالع بالإحباط وهم يعيشون في ظل هذا الوضع المزري بدلاٍ من أن يعيشوا بجوار حدائق ومتنفسات مثل ما هو حاصل في بقية المدن كما أن حرماننا من استنشاق الهواء النقي يشعرنا جميعاٍ في الضالع بنوع من التعمد والإهمال لأوضاعنا ومعاناتنا من قبل السلطة المحلية وحكومة الوفاق الوطني فيما هناك الملايين من الريالات تذهب إلى جيوب المتنفذين أضف إلى ذلك ما تقدمه المنظمات الدولية والصناديق الداعمة من مساعدات تهدر دون فائدة أما بخصوص الخطر الذي تشكله المجاري الطافحة والمستنقعات بمدينة الضالع على حياة المواطنين فإننا لم نجد من يلتفت لهذا الخطر سواءٍ من الجانب الحكومي أو من جانب المنظمات والصناديق الدولية.
انتشار البعوض
أنور فضل عبدالله الحريري معلم في مدرسة الجريذي تحدث من جانبه قائلاٍ: العقل السليم في الجسم السليم والصرح التعليمي يجب أن يكون في مكان رائع ذي هواء نقي مما يجعل الطالب أكثر نشاطاٍ وأكثر تفتحاٍ بمجرد ما يلقى إليه الدرس يستوعبه تماماٍ أما في ظل واقعنا فكيف نبني عقولاٍ والمجاري بجانب المدرسة تنبعث منها روائح كريهة وتتسبب بانتشار البعوض بشكل كثيف على ساحة المدرسة وفي الفصل الدراسية فينهال على الطلاب باللدغ ويشغلهم عن الاستماع لشرح المعلم.
وأردف: الأمراض كل يوم تزداد بين أوساط الطلاب في المدرسة وهذا كله بسبب البعوض فكيف سيستوعب عقل الطالب في هذه الحالة وهو أيضا يستنشق الهواء الملوث فكم نعاني ونحن منتظرون بفارغ الصبر أن تقوم السلطة المحلية وحكومة الوفاق بحل هذه المشكلة وغيرها من المشاكل التي يرزح تحت وطأتها أبناء محافظة الضالع.