القبيلة السياج القوي لحماية المجتمع..

من السبت إلى السبت

أحمد الأكوع
في منتصف الثمانينيات على ما أذكر كتبت عن القبيلة وقلت: إن نفسي تطمئن إلى القبيلة أكثر من أن تطمئن إلى الحزب.. أو الأحزاب بشكل عام.. وكان أول من قرأت له عن القبيلة هو المرحوم عبدالملك الطيب الذي كتب تحت عنوان: “أيهما الأفضل الحزب أم القبيلة”؟، كما أن الكتابات ضد القبيلة أو القبائل أو العشائرية كما يطلقون عليها في بعض البلدان بعلم كتبوا أو بدون علم عن القبيلة وبعضهم سخروا من القبيلة أو خرجوا عن عاداتها وتقاليدها بحكم التطور كما يقولون وبأن القبيلة عبارة عن موضة قديمة لا تعرف المدنية التي يتغنون بها والبعض منهم وخاصة الذين تلقوا دراساتهم في الخارج وعادوا إلى أوطانهم وقد تأثروا بما رأوا وعرفوا فأنكروا كل شيء عن وطنهم بما فيه القبيلة وكذلك ما قام أو يقوم به المتعصبون للأمية والأميون والحزبيون الذين سعوا لتدمير المجتمعات لكي يبنوا أنفسهم على أنقاض الآخرين وغيرهم ممن تحاملوا على القبيلة ووصفوها بالتخلف والجهل، مع أن القبائل كانوا سبباً للوقوف في وجوه المخربين وأصحاب الأطماع والذين كانوا ينوون السيطرة على الحكم بالقوة في كل زمان ومكان كما أن القبيلة كانت المصدر الوحيد لدعم خزينة الدولة بالأموال من الحبوب وكل أنواع الزراعة في سائر المدن اليمنية حيث كانت “المدافن” تمتلئ بالحبوب وكان الموظف يستفيد من هذه الحبوب حيث كان يجري له من قدح إلى عدة أقداح ومن هنا نجد أن القبيلة كانت الممول الوحيد للدولة.. فالقبيلة هي حلقة ذات نظام من السلسلة الاجتماعية البشرية تجمعها أرض ويجمعها نسب وتسود فيها أعراف وتحكمها في داخلها وفي علاقاتها مع الآخرين تقاليد وأعراف إسلامية واجتماعية والإسلام، ولهم آداب وسلوك وتشريع وتعامل وهو السائد في المجتمع اليمني كله وهو الذي يهذب العلاقات في القبيلة وبينها وبين الآخرين.
وتجد الإشارة إلى أن القبيلة أصبحت اليوم أكثر تنظيماً ذلك بعد صدور وثيقة الشرف القبلية والتي تضمنت تسعة بنود منها أولاً مبدأ التكافل الاجتماعي وإعلان البراءة والعقوبات القانونية وكذا العزل الاجتماعي وأمن ساحة القبيلة والصلح العام وتعتبر الوثيقة ميثاق شرف دائماً وغير ذلك من النقاط التي تضمنتها هذه الوثيقة القبلية، وفي القرآن الكريم قول الله تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ” الحجرات. فالقبيلة كيان قائم لا يمكن زواله بالكراهية والمؤامرة والكيد والتشويه والنظريات الباطلة واليمن أكثر اعترافاً للقبيلة وبأنها السياج المنيع لحماية الشعب من كل المؤامرات..
نعمة الأمطار.!
الأمطار نعمة من الله يسوقها إلى عباده المؤمنين وإلى كافة الناس، والأمطار التي شهدتها اليمن هذه السنة لم تشهدها من قبل ولذلك فأنه يجب المحافظة على هذه النعمة وتقييدها بالشكر لله وعمل السدود واجب وطني للحفاظ على هذه المياه المتدفقة من أمطار السماء ولذلك فقد كان لسبأ جنتان نتيجة الأمطار ولما اعرضوا بدلهم الله بسيل العرم.

قد يعجبك ايضا