عيد العمال
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
غداً هو الأول من مايو، عيد العمال العالمي.. ولكل العمَّال- وبالأخص عمال النظافة- : كل عام وأنتم بخير.
لم يعد العامل يجد التكريم المناسب له في يوم عيده الذي يأتي مرة في العام، رغم أنه يعمل طوال العام، فحين ننام في هذا اليوم لا يتوقف عامل النظافة عن العمل، مع أنه لا يحظى بمرتب يساوي جهوده التي يبذلها في تنظيف الشوارع وتلميع وجوهنا أمام أنفسنا.. ولا يحظى بـ”بدل علاج”، كونه يتعامل مع الجراثيم والمخاطر والأمراض، والأسوأ من ذلك النظرة الدونية لعامل النظافة في أغلب المجتمعات العربية.
حين يغيب رئيس الجمهورية وتبقى البلد دون دولة وحكومة فذلك لا يؤثر مُطلقاً على سير الحياة، ونتذكر قبل ثلاثة أعوام حين توقف عمال النظافة عن العمل، كيف تحولت المحافظات اليمنية إلى مكب نفايات كبير.. ويحدث الآن، أيضاً، في لبنان التي لم تتأثر بغياب الدولة قدر تأثرها بتوقف عمال النظافة.
عامل النظافة يحتاج إلى تقدير لعمله، وإلى كلمة شكر كلما صادفناه في الشارع، لأنه يتحمل كل حماقاتنا ويلمُّ كل وساختنا التي نرميها في الشارع، وأحرى بنا، من باب الذوق، أن نضعها في الأكياس السوداء المخصصة لها، بدلاً من نثرها على الأرصفة والشوارع.
والأنكى من كل هذا أن يُطلق عليه في بعض الدول العربية تسمية “الزبَّال”، مع أنه عامل نظافة.. فإن كان هناك مَنْ هو “زبَّال” فإننا نحن الزبَّالون فعلاً، لأننا نلقي بالزبالات ولا نحترم الحياة والبيئة.
في كندا يستلم عامل النظافة مرتباً يساوي مرتب الوزير، لأنهم هناك يعرفون جيداً قيمة العمل الذي يقوم به هذا العامل الذي لولاه لما كانت الدنيا جميلة ونظيفة.
كل عام وأنتم بخير يا عمال النظافة.