متطرفو تونس في ليبيا يخططون لهجمات انتقامية

تونس/ وكالات
أفاد وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب بأن السلطات الأمنية منعت 1800 شخص من السفر للالتحاق بتنظيم داعش في بؤر التوتر وأحالت 1400 متطرف على القضاء مشددا على أن عناصر تنظيم داعش في ليبيا يخططون للقيام بعمليات انتحارية في تونس.
يأتي ذلك في وقت تقول فيه تقارير أمنية إن سيف الله بن حسين الملقب بأبو عياض زعيم تنظيم أنصار الشريعة يشرف على تدريب العشرات من المتطرفين التونسيين في معسكرات تقع في الصحراء الليبية على القيام بعمليات انتحارية سواء عبر الأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة.
ولم تستبعد التقارير حدوث عمليات انتحارية يقودها إنتحاريون انتقاما من إحباط قوات الجيش والأمن مخططهم لـ”إقامة إمارة إسلامية” في مدينة بن قردان (جنوب) تابعة لتنظيم داعش الأم في سوريا والعراق.
وكان نحو 200 عنصر من تنظيم داعش قد شنوا في السابع من مارس سلسلة هجمات متزامنة على مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا غير أن قوات الجيش والأمن أحبطت مخططاتهم وقتلت 56 منهم.
وأكد مجدوب الذي تحدث امس الاول خلال جلسة استماع بلجنة الأمن والدفاع بالبرلمان أنه رغم النجاحات الأمنية التي تحققت في مواجهة الإرهاب إلا أن المؤشرات والمعلومات المتوفرة تفيد بوجود تهديدات إرهابية.
وأضاف إنه من بين تلك التهديدات “تخطيط مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم داعش بليبيا للقيام بعملية انتحارية تستهدف الوحدات الأمنية والعسكرية”، إضافة إلى دعوات تحريضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف الأمنيين والعسكريين والقيام بعمليات انتحارية.
وخلال العام 2015م نفذ ارهابيون ثلاث هجمات استهدف الأول المتحف الأثري بباردو بالعاصمة واستهدف الثاني فندقا بمدينة سوسة السياحية (وسط) وخلف الهجومان 147 ضحية بين قتيل وجريح من السياح الأجانب فيما استهدف الهجوم الثالث قافلة تابعة للأمن الرئاسي وسط العاصمة تونس وخلف 13 قتيلا من الأمنيين.
وأشار مجدوب، إلى أن الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك 33 خلية ارهابية تنشط في مختلف جهات البلاد.
وفككت الأجهزة الأمنية خلال العام 2015م أكثر من 50 خلية تابعة لداعش ينشط غالبيتها في مجال تجنيد الشباب وتسفيرهم إلى معاقل التنظيم الأم في سوريا والعراق.
وشدد مجدوب على أن الأجهزة الأمنية رصدت في الفترة الأخيرة توجيه تهديدات لأمنيين وعسكريين والاعتداء عليهم للتأثير على معنوياتهم مشيرا إلى رصد تحركات مشبوهة لإرهابيين في المناطق الجبلية.
وتتخذ التنظيمات الارهابية سواء منها الموالية لتنظيم داعش أو الموالية للقاعدة من سلسلة جبال الشعانبي (وسط غربي) المحاذية للحدود مع الجزائر معقلا تقليديا لها.
وكشف مجدوب أن الوزارة بصدد إعداد برنامج شامل لتعزيز الأمن من خلال تركيز كاميرات مراقبة بالفضاءات العمومية والفضاءات التجارية خلال الثلاثية الثالثة من العام 2016م مضيفا إنه سينطلق العمل في 2017م بـ 1000 كاميرا بكلفة تسعة ملايين دينار، حوالي 4.5 مليون دولا.
وأضاف: إن الوزارة انطلقت منذ العام 2015م في تنفيذ برنامج متكامل لتطوير العمل الأمني تقدر كلفته بحوالي 150 ألف دينار، حوالي 75 ألف دولا، من ضمنه إصدار بطاقة هوية بيومترية بالإضافة إلى إصدار جواز سفر بيومترى، وذلك لتسهيل عمل قوات الأمن في ملاحقة الإرهابيين.
وخلال تعرضه لتأمين الحدود الجنوبية الشرقية مع الجارة ليبيا ضد تسلل الإرهابيين قال مجدوب, إن “التنسيق الأمني مع الجزائر وثيق جدا إلا أنه على مستوى أقل مع ليبيا بسبب عدم استقرار الأوضاع داخلها”، مشيرا إلى أن “الوحدات الأمنية ووحدات الجيش تتمتعان بجهوزية عالية لمواجهة الأخطار المحتملة”.
ويتوقع خبراء أن يلتجئ المتطرفون إلى القيام بعمليات انتحارية انتقامية عبر الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ضد قوات الجيش والأمن التي أحبطت مخططهم لإقامة إمارة إسلامية في بن قردان ومقتل 59 من إخوانهم.
إلا أنهم يخففون من مخاطر هذه العمليات في ظل ترفيع تونس من جهوزيتة قوات الجيش والأمن, مشددين على أن إحباط هجمات بن قردان أكدت أن الروح القتالية لتلك القوات قادرة على التصدي لأي مخطط ارهابي يستهدف استقرار البلاد ومؤسسات الدولة وأجهزتها.

قد يعجبك ايضا