باريس/ وكالات
شكك خبير فرنسي في شؤون الإرهاب بقدرة القوات العراقية والميليشيات الشيعية على استعادة الموصل من “داعش”، مستبعدا تكرار تجربة الرمادي التي “سوّاها الجيش الأمريكي بالتراب”.
ويعتبر عالم الانتروبولوجيا الفرنسي الأمريكي سكوت اتران إن المشكلة تكمن في الجهة التي ستدير المنطقة لاحقا، حتى لو تمت استعادة الموصل، مشيرا إلى اهتمام البيشمركة حاليا فقط بالمناطق الكردية.
ونشر اتران، الخبير في شؤون الإرهاب، بعد أشهر من التحقيقات الميدانية، كتابا بعنوان “داعش” في فرنسا.
وعن أسباب سيطرة “داعش” سهولة على الأراضي التي يحتلها في العراق وسوريا، قال اتران في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية “في العراق، أكد جميع أعضاء العشائر العربية السنية الذين حادثتهم انهم كلهم تبعوا التنظيم في البداية، لأنهم اعتبروه حصنا ضد الشيعة المسيطرين في بغداد”.
وأضاف “حاليا، تغير الوضع، وبات علينا العمل مع معارضي التنظيم، وهم في تزايد. في البدء كان كل شيء على ما يرام، لكن بعد أسبوعين من سيطرة التنظيم بدأ الناس يختفون،لاسيما من لهم علاقة بالشرطة أو الجيش. أقدم “داعش” على خطفهم وقتلهم”.
وتابع قائلاً: “بالنتيجة، بدأ عدد كبير من أعيان العشائر ينقلبون ضدهم لاستعادة نفوذهم. لكن هذا يعني إن مواجهة “داعش”سترتب علينا التحالف مع بعض الجماعات الإرهابية المعارضة لـ”داعش” لانها تتمتع بدعم شعبي حقيقي”.
ولدى سؤاله، عن قدرة الجيش العراقي والميليشيات الداعمة له على استعادة الموصل، قال: “ستكون عملية معقدة. يقال انهم استعادوا الرمادي، لكن هذا ليس دقيقا. الجيش الأمريكي سوى الرمادي بالتراب، لم يبق مبنى واقفا”.
وأردف الخبير في شؤون الإرهاب قائلا: “لا يمكن فعل ذلك في الموصل، ثاني مدن العراق. فهذا سيثير ردود فعل طوال أجيال، والأمر اسوأ أن تم إرسال ميليشيات شيعية لقتال التنظيم”.
وقال أيضا “أضف إلى هذا الخلافات في صفوف السنة، بين الميليشيات القبلية المتحدرة من المنطقة من جهة والضباط السنة في الجيش العراقي من جهة أخرى. هذان الطرفان على خلاف. وما يزيد الطين بلة انقسام بعض العشائر بين موالين لـ”داعش” والحكومة في بغداد. المشكلة تكمن في الجهة التي ستدير المنطقة لاحقا، حتى لو تمت استعادة الموصل”.
وتابع :”هناك حوالي 8 الآف عنصر في التنظيم يدافعون عن المدينة، فيما تخطط الولايات المتحدة لتحريك 12 لواء أي حوالي 50 ألف جندي. لكنني اعتقد أن هذا لا يكفي”.
من جهة أخرى، قال اتران “الاكراد مقاتلون شرسون، فهم يمتلكون تصميما على القتال يوازي أو يفوق تصميم مقاتلي “داعش” أو جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا). لكنهم لن يغامروا بتجاوز حدود ما يعتبرونه وطنهم التاريخي، ولا يهمهم احتلال أراض خاضعة للتنظيم. فهم يناضلون من اجل كردستان، ويشيرون الى قرية أو أخرى على الخارطة، مؤكدين ‘سنتوقف هنا، لن نذهب أبعد مترا واحدا’. هناك، هي منطقة العرب”.