الثقافة والإبداع والقضايا الوطنية
د/ محمد علي بركات
في ظل الظروف والأحداث الجسام التي يمر بها الوطن ومن منطلق ضرورة التفاعل الإيجابي للمجالات الإبداعية الفنية والثقافية مع القضايا الوطنية ، ينتظر أن يبادر المبدعون بمختلف تخصصاتهم وكذلك الجهات المعنية لأداء دورهم الطليعي الفاعل في هذه المرحلة من تاريخ اليمن فهم ضمير الأمة .. وصوتها المعبر عن قضاياها وهمومها الخاصة والعامة .. وعادة ما تكون الإبداعات الفنية والثقافية هي الوسيلة المثلى للتعبير عن تلك القضايا والهموم الوطنية .. لما تشكله من تأثير فاعل بين جميع الأوساط الجماهيرية وعلى كافة المستويات سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية ..
ولذلك فالجميع مطالبون باتخاذ الموقف الوطني الصائب والتعبير عبر إبداعاتهم المختلفة في شتى المجالات الفنية والثقافية .. سواء في مجال المسرح أو الموسيقى أو الإنشاد أو الفنون التشكيلية .. وكذلك في مجالات الشعر والقصة والرواية ومختلف أشكال التعبير أكانت فنية أو ثقافية .. التعبير عن هموم الوطن وتجسيد ما يتعرض له الشعب من آلام ومعاناة سواء جراء العدوان الغاشم والحرب العبثية ، أو جراء تفشي الفساد في أوساط ضعاف النفوس وعديمي الضمائر الإنسانية والوطنية ..
والتعبير عما يجب أن يكون عليه الوطن وكيفية المواكبة لمعطيات العصر وعدم التفريط بالمصالح الوطنية التي تعلو على كل مصلحة أكانت ذاتية أو حزبية أو تنظيمية .. وتجسيد أهمية الحرص على أمن الوطن واستقراره ورخائه وتقدمه إضافة إلى التوعية بالمفاهيم السليمة للحرية المسؤولة والديمقراطية .. بعيداً عن التعصب والأنانية .. وإيثار المصالح الذاتية سواء كانت ممارستها في السلطة أو في أوساط المعارضة التي يفترض أن تسهم في بناء الوطن بفاعلية وإيجابية .. فمصلحة الوطن هي النبراس والمبدأ الأساسي الذي لا خلاف عليه إضافة إلى المبادئ الدينية والوطنية .. والقيم الإنسانية السامية ..
تلك هي الثوابت والمنطلقات لأي عمل وطني في أي من المجالات السياسية .. أو الاجتماعية أو الثقافية ..
ومهما كانت صعوبة الأوضاع وجسامة الأحداث والتضحيات فلا بد أن تتجاوز اليمن هذه الظروف العارضة المؤلمة بعون الله وتوفيقه وبعزيمة وثبات أبناء اليمن المخلصين على الحق ، وإصرارهم على تقديم المصلحة الوطنية على الخلافات السياسية أو الحزبية أو المصالح الذاتية .. ودائماً ما تنتصر إرادة الشعب لأنها الدرع الواقي للوطن .. لمواجهة أي خطر يهدد المصلحة الوطنية العليا لليمن .. بلد الإيمـان والحكمة على مر الزمن ..
حفظ الله هذه البلدة الطيبة والشعب المناضل الجسور وحماه من شر الفتن ، ومن شر الهيمنة الاستعمارية .. وتلك هي القضية .