حسن عبدالله الشرفي
إِقْصِفْ أمامكَ جلمدٌ جَبَّارُ
إِقصفْ أَمَامَكَ جَحْفَلٌ جَرَّارُ
إقْصِفْ أَمَامَكَ صَامِدُوْنَ كَأنَّمَا
مِنْ طِيْنِهِا عَجَنَتْهُمُ الأقْدَارُ
إِقْصِفْ أمَامَكَ مُؤْمِنُونَ بِأنَّهُمْ
هُمْ وحدهم في العالم الأَحرارُ
يا صاحب الصاروخ هَبْ أن المدى
رَحْبٌ وعندك نُوْرُهُ والنارُ
هَبْ أنَّ قُوَتك البليدة لا ترى
في الجوِّ إِلاَّ مَنْ هو الطيَّارُ
وبأَنَّ صَوْتَ الحَقِّ في عَلْيَائهِ
مَا فيه إعْذَارٌ وَلا إِنْذَارُ
وبأنَّ هذا الكون أَصْبحَ خَيْمَةً
بيديك لا تهوي ولا تنهارُ
كنْ أنتَ حَيْثُ تُرِيْدُ وَاحْسِبْهَا كَمَا
لو أَنها الدينار والدُّوْلارُ
إِقْصِفْ، لتمنحك الطُّفُوْلَةُ عمرها
ولتستوي بجحيمك الأَزْهَارُ
إِقْصفْ،، ليحكى عنك في الآتي كَمَا
لو أنك الأضواء والأَنْوَارُ
ويقال إنك خضتها ببسالةٍ
مَنْ خَالِدٌ فيها وَمَنْ عَمَّارُ؟
وإذا سئلت عن المكان فقل لهمْ
في القدس كان العزم والإِصْرَارُ
والحزم كان هناك في ميدانها
لا حيث تَأْتِي مِنْ هنا الأَخْبَارُ
إِقْصفْ،، وقل لِأَمِيْرِكَ المغرور ما
قال الشهيد وصحبه الأَبْرَارُ
قالوا بأنَّ القدس عنك بعيدةٌ
وسواك فيها بحرها الزهَّارُ
أمَّا هنا فهنا بلادٌ مَا بِهَا
دَارٌ مُعَادِيَةٌ وَلَاَ دَيَّارُ
فيها الجوار بكل حكمته التيْ
لَهَجَتْ بِهَا الأَسْمَاعُ والأَبْصَارُ
وهنا،، هنا الإِيْمَانُ في مضمونهِ
ما شاءهُ المختار والأَنْصَارُ
وهنا الذين جعلت من أعمارهم
هَدَفَاَ لتأْتِي منهم الأَعْمَارُ
وهنا نعوش بني أبيكَ وكلهم
في ساحة البأسِ الشديدِ صِغارُ
إِقْصفْ، وقل لأَمِيْرِكَ المخدوعِ في
صنعاء شعبٌ سَيْلُهُ جَرَّارُ
هو من يُعَدِّل ميلها حتى ترى
أن الزمان بِعَدْلِهِ دَوَّارُ
وهو الذي سيكون في غَمَرَاتِهَا
مَا لا يُقَاسُ بِمِثْلِهِ إِعْصَارُ
في نِصْفِ عَامٍ كنت أنت ضحيَّةٌ
مثلي إلى أنْ تَنْتَهِي الأَدْوَارُ
أدْوَارُ من نصبوا شباك فجورهم
لِلْمُتْرَفِيْنَ وكُلُّهم أَغْمَارُ
ما جَرَّبوا الدنيا وفيها عِبْرَةٌ
حتَّى يغيب الكوكب السَّيَّارُ
* * *
إِقْصفْ وقل لِوَليِّ أمرِكَ أنها
قد ماتت الأشجارُ والأَحْجَارُ
لم يَبْقَ إلاَّ صَابِرُونَ جِبَاهَهُمْ
قِمَمٌ وشُمُّ أُنُوْفُهم أقْمَارُ
لَمْ يَبْقَ إلاَّ جَاهِزُونَ لِخَوْضِهَا
طال السرى أوْ طَالتِ الأَسْفَارُ
إِقْصفْ، هنا صنعا في تاريخها
وهم الدَّمُ الْفَوَّارُ والثوارُ
وهنا جبابرة الجهاد وعندهم
ما لا تحيط بعلمه الأسْرَارُ
مِنْ كُلِّ “تُشْكَا” كالبراقِ كَأنَّهَا
بيدِ الرجولة ثاقِبٌ مغوَارُ
مَرَّتْ بِصَحن الجنِّ ثم مضت إلى
حيث انتهى في رأسها المشْوَارُ
صنعاء- سبتمبر/ 2015م