عبدالوهاب محمد شمهان
■ الأمل أقصى ما يصل اليه المواطن اليماني في ظل العدوان وغطرسة النفط والسلاح وتعاظم الفشل الذريع في إسقاط الهوية اليمانية ، بل أن علوها بصمود أمتها ضد إرهاب التحالف ، حيث لا فرق بين صنائع الإرهاب المكون من أفراد أو مجموعات ومليشيات و بين ما يقوم به التحالف من اعتداء على السكان الآمنين وقتل الأبرياء حتى اكتسب القتل شرعية دولية مع تبني أمريكا والمملكة جمع ونقل بذور روجت لها المملكة وجلبتها من الجزيرة والشام لتزرع وتنمى في أرض متسعة مليئة بالخير مرتبطة بالدين أيما ارتباط هي باكستان الحليف لسيدة العالم امريكا، ويترعرع هذا الزرع ويتعملق داخل الأراضي الأفغانية برعاية دول النفط والغاز لمحاربة الدب الروسي الذي دب فيه العجز في قيادته و في أعداد قواته وتوقف نمو تقنياته العسكرية والتكنولوجية وتحمله أعباء حركات ودول لم تحمل له الوفاء ولم تكن له سندا بقدر ما تحولت إلى متشفٍّ لحالة الأب السخي الذي امتصت قوته فسلم نفسه ضحية لصراع داخلي منشأه الاستخبارات الغربية والأمريكية تحت مسمى الاصلاح (البروستريكا) . وقبل ذلك زاد مناخ العنف في افغانستان بشدة بأس أهلها وبشدة المجاهدين بانتماءاتهم المذهبية والحركية لتتحول وبالا على الغرب وفقا لما تحدده نفوذ دولية أو خطط تقود للسيطرة على أهم مراكز الاقتصاد والتجارة والسياحة ، وفي هذا المناخ يرتفع شأن القاعدة وينتقل الإرهاب من أفغانستان إلى أحداث أبراج منهاتن في نيويورك والذي وظف لخدمة الاقتصاد الامريكي واستعراض القوة بإعلان الرئيس الأمريكي الحرب الصليبية المعاصرة بأموال عربية منطلقا من الحلقة الأضعف والقريبة من الدب السوفيتي الجريح ، وبعد ارتكاب جرائم حرب وكان احتلال افغانستان ثأرا وانتقاما بتحالف عربي تحقق أمله في ضرب العراق وحصاره ثم إعلان الحملة الثانية لاحتلاله وتهيئة الأجواء لتعزيز وجود القاعدة ومن ثم الدولة الاسلامية اللذان أوكل اليهما تدمير العراق بصراع سني شيعي ولتدخل سوريا الدولة الصاعدة اقتصاديا القابضة على مفاصل دولتها بقوة فكان الصراع والمقاومة للاحتلال الطريق لتغذية نشاط الحركات الإسلامية في سوريا وإعلان الت مرد على السلطة تحت مسمى (الربيع العربي) ذيل حمله بوش الأب والأبن وسلاح اوباما الذي أوصله إلى اليمن حاملا شرارة النار لإعلان العدوان استمرارا للحملة الصليبية الامريكية العدوانية على اليمن ولكن وفق منهج العرب أول أدواته المعدة يواكبه فتح أبواب التمويل للإرهاب على مصراعيه ويصبح حوض النيل وامريكا الجنوبية أرض المدد إضافة للقاعدة والدولة الإسلامية ، وينطلق العدوان يواكبه صمت عالمي ، ثم الارتقاء بالإرهاب الى حصار بحري وجوي وبري أشد وأعظم قسوة .
– إن تضاعف القتل والتهجير القسري باسم التحرير لم يكن إلا نتيجة لممارسة العدوان إشعال الفتنة الطائفية المذهبية المناطقية بقوة في المحافظات الجنوبية وتعز على وجه الخصوص ليصبح القتل ثقافة أصيلة تصيب المواطن الآمن برصاص تتبعه صواريخ وقذائف العدوان ، أليس هذا إرهاب أعظم من تفجيرات باريس وبلجيكا وتركيا لكن العالم لا ينظر إلى هذا الركن من جنوب شبه جزيرة العرب والحصار الخانق وضرب شرايين الحياة وأوردتها .
– عام من الإرهاب الأممي والحصار الجائر ، عام من الإرهاب الواسع على الأرض اليمنية بأيد عربية وغربية واسرائيلية ، وأيد يمانية وقعت في فخ المنفعة والمذهبية والمناطقية وفي المقابل كانت المواجهة والصمود ، ليدخل العام الثاني حاملا ذات الصمود الذي يفرض على شعوب العالم احترام اليمن ويدفعها إلى التنديد والاستنكار لتلك الدموية وإبادة الأسر ومسح المدن والقرى ومحافظات بأكملها أعلنت مناطق عسكرية لممارسة الإرهاب الذي صار نصرا للإعلام العربي وإعلام الأذناب ومدعاة لتأجير الإعلام الغربي انها الشرعية الدولية التي تحاكم الأمم وتفرض البند السابع على كل أمة يراد تأديبها ، وفي ظل هذه الغمة وهذا الضغط اللا إنساني النابع من قسوة وغلظة الوحوش لم يلتفت أحد إلى هذه الوحشية إلا بعد أن سفكت الدماء الفرنسية والبلجيكية والتركية وطال التهديد أمريكا ، هنا بدأ المجتمع الدولي ينظر إلى ما يجري في اليمن وعلى حياء وحرص من جرح دعاة العدوان ومموليه فكان الترتيب للقاء الكويت الذي لن يخرج بالسلام طالما ظل الإرهاب الدولي يأخذ مداه دون حساب .
إن الحياة الانسانية في اليمن تناشد شعوب العالم للوقوف في صفها الإنساني بموقف عادل ضد حصار أعد ونفذ برعاية الدول الغربية وموافقة دول الشرق ، ما يفرض موقفا أمميا ضد هذه البادرة من الأعمال الإرهابية التي ستكون وسيلة جديدة ضد أي شعب يتطلع للسيادة ، إن مواقف الشعوب وأحرار العالم يمكن أن تشكل ضغطا عالميا على الأمم المتحدة ومجلس الامن وتفرض رفع الحصار اللا إنساني إلى تجاوب أحرار العالم.
– إن العدوان والحصار يتحملان كل ما أصاب السياحة والتراث من أضرار بالغة أدت إلى كارثة انسانية في مناطق ومدن عدة وهو ما يدعو إلى توجيه النداء لوكالة السياحة الدولية المنظمة العالمية للسياحة أن تعيد النظر في سياسة الحصار المتبع ضد وزارة السياحة داخل الجمهورية اليمنية وتنحرف ولو بنسبة 2% عن مسارها الذي قيد تعاونها مع اليمن والعمل على مساعدة وزارة السياحة في كارثتها الإنسانية لوضع التعاون السياحي وحماية قطاع السياحة اليمنية وخدماته والعاملين فيه ضمن خطة نشاطها والإشارة إلى ما أصاب السياحة اليمنية من أضرار بالغة ليؤكد مصداقية المنظمة في تقديم خدماتها للبلدان وليس للأنظمة كرسالة حيوية تخدم السياحة والإنسان .
إن ما يجري في اليمن لا يتعدى أن يكون إرهابا دوليا أمميا منظما أضر بقطاع السياحة والتراث بعد أن حصل على ضوء أخضر ودعم لكل تصرفاته الموجهة لتدمير المعالم التاريخية والإسلامية والمواقع السياحية ، ومن ثم لاخلاف حول ما يقوم به التحالف وماتقوم به القاعدة والدولة الاسلامية الأذرع الطويلة للعدوان الذي يحقق من خلالها تدمير كل شيء بدءا بالسياحة وانتهاء بإحتلال الأرض ، وما نقد الرئيس الأمريكي لحكام شبه جزيرة العرب إلا محاولة لتحسين موقف الادارة الامريكية ورمي صناعة الارهاب وتمويله على المملكة وإمارات النفط ، وجميعهم شركاء في عدوانهم الإرهابي على اليمن وفي صناعة الإرهاب وتدريبه وتأهيله وامداده بالسلاح ومنحه الغطاء الجوي والدفاع عنه ، فهم يتبادلون الأدوار ويكذبون الف مرة حتى يصدقوا أنفسهم.
أيها العالم، مناطق ومدن هي مقاصد سياحية وقعت فريسة العم السام وحلفائه دعاة عودة الديمقراطية والشرعية إلي اليمن وهم لا يعترفون بحروف الديمقراطية ويضعون فوق لفظ الشرعية الف ستار وحجاب حتى لاتقرأه شعوبهم ، وفي سبيل ذلك قتلوا وجرحوا أكثر من خمسة وثلاثين ألفاً من اليمانيين المدنيين ومحو من الخريطة مدن وقري ومحافظات، ناهيك عن قصف العاصمة صنعاء بقنبلتين فراغيتين إحداها في جبل عطان والثانية في جبل نقم وهما مناطق سكنية مأهولة كان أثرهما كبيرا على منازل ومعالم مدينة صنعاء القديمة إحدى مدن التراث العالمي، وقياسا على ذلك كانت حالة بقية المناطق والمدن والمحافظات التي من أجلها كان حوار الكويت الذي يأمل اليمانيون فيه التقارب للوصول إلى حل لكافة جوانب الخلاف إلا أن النفوس المثقلة بالأطماع التي ترفضها أمة اليمن الرافضة للخنوع والاستسلام وعدم القبول إلا بما يحقق الأمن والاستقرار والوصول الى حلول تخدم الوطن والأمة اليمانية وتمنع العدوان والارهاب مستقبلا وتقفل أبوابه التي ستفتح أبواب السلام والسياحة والإعمار.