لهذا قتلوك يا حسن
عبدالفتاح علي البنوس
ها هي أيادي الإرهاب والإجرام والدعشنة تواصل ممارسة هوايتها وتأدية الأدوار والمهام الموكلة إليها من قبل أعداء الحياة هناك في مملكة الشر وأسيادهم الصهاينة والأمريكان والتي تستهدف الرموز والقامات والهامات الوطنية المستقلة الإرادة والقرار والوطنية الولاء والطاعة واليمنية الانتماء والهوية والثابتة المواقف والرؤى والمستنيرة الفكر والإدراك والواضحة الطريق والمسلك والنظيفة العقل والفهم والوسطية الثقافة والمنهج لأنهم وأسيادهم يدركون بأن هذه الكوادر الوطنية هي من يعول عليها في بناء الوطن والوصول إلى التوافق الوطني الذي يقود إلى الخروج بالوطن من أزمته السياسية الراهنة.
هذه المرة كان الضحية هو السياسي المخضرم والحزبي الخلوق والوطني المخلص الشهيد الأستاذ حسن محمد اليعري مستشار محافظ ذمار ورئيس مجلس شورى الإصلاح بذمار الذي امتدت نحوه أيادي الغدر والخيانة بعد خروجه من المسجد ليسقط شهيداً في واحدة من أقذع جرائم الاغتيالات السياسية في اليمن والتي تذكرنا بجرائم اغتيال البروفيسور أحمد شرف الدين، والدكتور عبدالكريم جدبان، والدكتور محمد عبدالملك المتوكل، والأستاذ عبدالكريم الخيواني، وغيرهم من شهداء الوطن العظماء.
قتلوك يا حسن لأنك رفضت أن تقتات من موائد الرياض، وأن تبيع نفسك ووطنك ودينك من أجل المال المدنس، قتلوك لأنك رفضت على نفسك المذلة، وعلى وطنك الخيانة، وعلى شعبك الإبادة والحصار والخراب والدمار، قتلوك لأنك مددت يدك للسلام، ورفضت أن تكون ذمار مسرحاً للقتل والخراب والدمار، قتلوك لأنك رفضت أن تكون في فنادق الرياض مرتزقاً تدين بالولاء لصاحب البلاط والجلالة المهاب تبارك العدوان وتشعل النيران من أجلها حمالة الحطب وزوجها أبي لهب.
قتلوك يا حسن لأنك الصفاء والطهر والنقاء، وشمعة الأمل، وبلسم الألم؛ لأنك التقي بيننا من قال: لا للحرب والخراب، وشلة العقال والغراب من بايعوا الشيطان بأن يقتلوا ويشردوا ويدمروا اليمن الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة، قتلوك يا حسن لأنك أشرف منهم، والحذاء التي كنت تنتعلها عندما سقطت مضرجاً بدمائك الطائرة أشرف وأغلى وأثمن منهم، قتلوك لأنك صفعتهم على وجوههم المكفهرة، وأظهرت لهم معدنك الأصيل وقمت بتعريتهم أيها اليعري الخلوق فرداً فرداً، فكنت حتى آخر لحظات حياتك مع الوطن ومنه وإليه، قتلوك يا حسن لأنك من وقفت شامخاً مناهضاً للغزو واللئام، وكنت واضحاً بأن غزو أرضنا وقتل شعبنا حرام، وأننا لن نحصد السلام إلا إذا توحدت قلوبنا، وتطهرت نفوسنا، وصار كل فرد منا يدين بالولاء للوطن، ويلتقي الجميع تحت رايته، ويعملون من أجل خدمته.
قتلوك كي تموت لكنهم لم يدركوا بأنهم بفعلهم وجرمهم جعلوك حياً عند ربك، وفي قلوبنا، ومنحوك رتبة ومكانة ومنزلة رفيعة، وهي الشهادة.
رحمك الله يا أستاذ حسن لقد فزت بوسام الشهادة، وهو وسام لا يمنح إلا لمن اصطفاه الله ورضي عنه، فهنيئاً لك الشهادة، والخزي والعار والمهانة والمذلة لكل من تآمروا على قتلك، وأرادوا أن يكون دمك الطاهر بذرة للفتنة والصراع في ذمار، ولكنهم خابوا وخسروا، فدمك الطاهر سيعود وبالاً عليهم، وسيعجل من زوالهم، وتطهير البلاد من رجسهم.
ووالله إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا حسن لمحزونون.. رحمة الله تغشاك، وطيب الله ثراك، وجعل الجنة سكناك.
ولا نامت أعين القتلة والخونة والجبناء.