رافضو السلام
عبدالمجيد التركي
وفد الرياض يتهرَّب، مُجدداً، من تأييد بيانٍ للأمم المتحدة بتثبيت الأعمال العسكرية خلال ثمان وأربعين ساعة، رغم أن العدوان ومرتزقته يخرقون الهدنة منذ أول يوم من الاتفاق على وقف إطلاق النار.
يرفضون مقترح الأمم المتحدة بوقف الأعمال العسكرية وكأنهم مستفيدون من الصراع الداخلي، أو كأنهم تجار حروب وسيخسرون في حال توقف الاقتتال!!
يرفضون رغم أنهم يُداسون في كل جبهة من قِبل الجيش واللجان الشعبية، ويُقصفون من قِبل طائرات العدوان التي دائماً ما تقصف مرتزقتها وتدَّعي أن القصف كان بالخطأ، ورغم ذلك يتم قصفهم ولا نرى لهم أيَّ احتجاج أو تنديد بهذه الطائرات التي تقصفهم بنيران صديقة.
تحدث اشتباكات في تعز بين المرتزقة والحوثيين فيظهرون في الفيس بوك ينددون ويصرخون بأن الحوثيين يقصفون تعز.. وحين تقوم الطائرات بقصف تعز وتقتل عشرات المدنيين تراهم يبتلعون ألسنتهم ويسكتون كأن على رؤوسهم الطير، وكأنهم راضون كل الرضا عمَّا تفعله الطائرات!!
يرفضون وقف إطلاق النار لأنهم يريدون للقاعدة أن تشتغل، ويريدون أن تستمر الأموال التي تتدفق إلى جيوبهم دعماً لما تسمَّى بالمقاومة، وبذلك لن يكون إيقاف الحرب في صالحهم.
احتجوا كثيراً على الجيش واللجان الشعبية في عدن، وطالبوهم بالخروج منها، وحين قيل لهم إن القاعدة في عدن ويجب محاربتها قالوا أخرجوا فقط، فليس في عدن قاعدة، وبمجرد خروج الجيش واللجان رفرفت أعلام القاعدة في عدن، وازدهرت الاغتيالات والتفجيرات، ورغم ذلك لم ينتقد أحد ما تقوم به القاعدة، في تواطؤ فاضح ومُخزٍ.
وفد الرياض يبحث عن إطالة الحرب لتتعدَّد موارد التمويل باسم الشرعية والمقاومة.. ومفاوضات الكويت هي المحك والماء الذي سيكذِّب الغطاس.