مراجعات للمشهد العبثي ..!!
عبدالله الصعفاني
* أبرز سؤال يمكن أن تسمعه هذه الأيام .. هل سيتفقون في الكويت أم أن كل حوار يمني ينبغي أن يفضي إلى حرب وإلى عدوان؟
* والجواب في يقيني يعتمد على مسألتين .. الأولى النوايا الطيبة والإرادة المستقلة النافذة لمن يديرون الخنادق والفنادق على السواء .. والثانية رغبة المخرج الإقليمي والدولي بما تم من برنامج القتل والتدمير والإفقار .
* المخرج الدولي بئره عميقة لأن سيناريوهات السياسة الأمريكية طويلة الأجل، تحركها المصالح القريبة والبعيدة ، وما عدا ذلك من المشاهد ليست سوى تفاعلات وإرهاصات وحرائق واستنزاف مزدوج يدفع ثمنه الجميع .. لا فرق بين كبار وصغار وبين متجبر ومستضعف أو بين بائع ومشتر والضحية على الدوام أوطان أوكلت أمورها لكل من هب وكل من دب وكل من طب .
* ودائماً الزعامات السياسية والجهوية الذكية هي التي تتخلص من شرانق الارتهان للممولين وتتراجع عن تنفيذ مخططات أخذ بلادها نحو المجهول على النحو الذي يراد لليمن حتى بعد أن دفع هذا الشعب المظلوم ثمنه آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المصابين ونازحين ومشردين وفقراء بالملايين ، بالإضافة إلى تدمير كثير مما تم تشييده منذ عشرات السنين .
* إذا كان من غير المناسب التعويل على الأمريكيين إلا في حدود بعد أن بكى باراك أوباما وهو يشاهد فلم كبير الخدم فيما لم تهتز له شعرة لما حل باليمنيين من كوارث العدوان فإن مما يجب عدم التفريط به هو التمسك بما تبقى لدى أبناء اليمن من عرى الشراكة في الوطن، وعدم الفصل بين السياسة والأخلاق ، والانتماء للوطن المكلوم حيث لا حل ينهي المشهد العبثي غير العودة إلى الكلمة السواء ووضع اليد باليد ومغادرة مشهد الوصاية العبثي إلى دروب المحبة والوفاق والخير والسلام .
* عيون وأفئدة الشعب ترنو إلى تفاهمات يلتئم فيها الجميع داخل سرب وطني يخرس الأصوات الناعقة ويصحح هذه المسارات العابثة ويسترجع ما فقدناه من روح الانتماء بكريم الطباع وقدرة الإصغاء للآخر واستعادة عرى الأخوة والصداقة .
* مهم جداً التراجع عن اعتقاد كل طرف بأن كل شيء أصبح في ملكه لأن المآل هو الخسارة .. خسارة الذات وخسارة الوطن ، ومهم جداً عدم إغفال كون التوافق والتسامح يحول دون هذا التحنط العقلي ويقضي على محفزات الصدام والعدوان، والتأسيس لمستقبل لا نورث فيه للأجيال مزيداً من الأحزان .
* وليكن في علم وحلم الجميع أن الحوار الذي ليس فيه وقف للعدوان والإحتراب لا يستحق أن نتابع أو نعد جلساته خاصة بعد الذي رأيناه من زيف أحاديث الهدنة وتوتير الأجواء حد اظهار كما لو أن الحوار نفسه تكثيف جديد لدواعي الصراع .
* ولا يمكن مخاطبة السياسيين دون التوقف أمام أقلام وميكروفونات بروبجندا تضليلية مسترزقة تعبث بالعقول وترقص على الأشلاء بطريقة تثير استفهاميات حراقة.. كيف ينام هؤلاء في الفنادق ويتسبحون ويهرفون دونما سماع لصرخات المظلومين ؟ وكيف للواحد منهم أن يفتل شاربه أو يمسح وجهه أو يدندل رجله وهو يحرض من قنوات الفتنة دونما إدراك لخطورة ما يفعله ؟
* الجميع في انتظار معرفة أي نوع من رجال السياسة والإعلام هناك .. ومن هو الإطفائي الذي يخاف الله ويرفق بوطنه ويتحرر من الوصاية، ومن هو حمالة الحطب؟