قنابل أمريكية وراء ضربة سعودية قتل فيها مدنيون يمنيون

كريم فهيم وجيم تشايفرز

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته الأربعاء إن تحالفاً عسكرياً تقوده المملكة  السعودية استخدم قنابل مستوردة من الولايات المتحدة في هجوم على سوق في اليمن الشهر الماضي أسفر عن مقتل 119 مدنياً على الأقل بينهم 25 طفلاً.
وقالت المنظمة: إنها عثرت على شظايا قنبلتين أمريكيتين الصنع في السوق، في مديرية مستبىا الشمالية، موجدةً للمرة الأولى رابط بين الولايات المتحدة وبين الضربات الجوية التي وقعت يوم 15 مارس والتي يعتـُقد أن تكون أعنف قصف من قبل قوات التحالف خلال الحرب التي تشنها على اليمن منذ عام . وإن ارتفاع حصيلة القتلى، إلى جانب صور الأطفال الذين قتلوا في القصف ، أشعلت الغضب الدولي والدعوات إلى إجراء تحقيق في الواقعة.
وقد ظل التحالف الذي تقوده السعودية يتعرض لانتقادات واتهامات  بسبب تنفيذ الغارات الجوية العشوائية التي ضربت الأسواق والمستشفيات والمنازل.
وتسببت الغارات الجوية بسقوط معظم القتلى من المدنيين ، وفقا للأمم المتحدة، وأدت إلى تصاعد الدعوات في أوروبا لفرض حظر على بيع الأسلحة للمملكة السعودية. وكانت غارة جوية على سوق أخرى، في فبراير قرب العاصمة اليمنية صنعاء، جعلت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدعو لإجراء تحقيق.
وكان الجدل في الولايات المتحدة بشأن الضربات الجوية قد ظل أكثر صمتاً بكثير مما هو عليه في أوروبا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن إدارة أوباما لم تقدم سوى بعض التفاصيل حول دورها بالضبط في الحملة الجوية. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يقدمون المساعدة للتحالف، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية من طائرات استطلاع بدون طيار وصهاريج الوقود المحمولة جوا والذخائر المتطورة.
ويتم تنسيق المساعدة من قبل مجموعة تخطيط عسكري أمريكية قوامها 45 فرداً مع أفراد الجيش في المملكة  السعودية والبحرين والإمارات المتحدة، وفقا لمسؤولين أميركيين.
وقال خبراء: إن مشاركة إدارة أوباما في الحرب ظلت تؤجج الغضب المتنامي على الولايات المتحدة في شمال اليمن ، حيث تركزت الغارات الجوية على المدنيين .
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها إن الولايات المتحدة  مسؤولة عن انتهاكات خاصة بجرائم حرب لمشاركتها “في عمليات عسكرية محددة، مثل تقديم المشورة بشأن اتخاذ قرارات الاستهداف والتزود بالوقود جوا، خلال غارات القصف.”
“يجب على الولايات المتحدة أن تحقق في الهجمات التي شاركت فيها والتي يُزعم أنها غير مشروعة” حسبما قالته المنظمة.
وقالت منظمة هيمون رايتس وواتش إن باحثيها وجدوا شظايا لما قالوا إنها قنبلة أمريكية الصنع حجمها 2000-رطل وتسمى MK-84 خلال زيارة قاموا بها إلى السوق في 28 مارس.
وقد استعرضت المنظمة صور ولقطات تظهر أجزاء من قنبلة ثانية، وجدها صحفيون من شبكة التلفزيون البريطانية أي تي في، وتوصل إلى قرار بأنها أيضا من نوع MK-84.
وقالت المنظمة: إنه تم تحديد حجم الذخائر ويعود بعض الفضل في ذلك إلى استعراض صور الحفر التي أحدثتها قنبلة.
وقال شهود عيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن القنبلتين سقطتا في وقت الظهر تقريباً، بفارق خمس دقائق[بين الأولى والثانية]. وقد وقعت الأولى بالقرب من بائع طماطم والأخرى بالقرب من مدخل السوق.
وكان محمد البوكيلي، الذي كان قد ذهب إلى السوق في ذلك اليوم لشراء الطعام، من بين الضحايا، حسب ما قال أبوه منصور علي الوكيلي.
وقال الأب: إنه توجه نحو السوق بعد سماع الضربة الجوية الأولى، وعند وصوله، بعد وقوع الضربة الثانية “كان الغبار في السوق قد تحول إلى سواد”.
ولم يتم العثور على محمد البوكيلي (البالغ من العمر 18 عاما) في أي مكان. وقال السيد البوكيلي إنه خلال الأيام القليلة التالية للحادث وجد أجزاء يعتقد أنها من جثة ابنه التي تناثرت في كل أرجاء السوق.

*(صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ترجمة: خالد النظاري)

قد يعجبك ايضا