القادري: جهود ذاتية لفضح جرائم العدوان في ذمار

عندما تتعرض أي منطقة في محافظة ذمار, لدى استهدافها بصواريخ طائرات العدوان, تكون المنطقة وجهت صحفيين وإعلاميين و”عبدالرحمن القادري”, الذي تتعاظم أجندته يومياً على وقع جرائم العدوان, ليكون من خلال عمله عين المجتمع.
يرأس القادري غرفة عمليات الرصد والتوثيق للغارات السعودية وحلفائها, وعلى ضخامة الدور الذي يقوم بها إلا أنه يمضي, ثابتاً في هذا العمل, والذي يرى أنه  عمل إنساني ووطني, لكشف ما خلفته طائرات العدوان من ضحايا بين قتلى وجرحى, وخسائر مادية في المنشآت العامة والخاصة والبنية التحتية.
بجهاز حاسوب متهالك وكاميرا شخصية وإمكانيات ذاتية, يشحذ القادري همته, ليكون شاهد عيان على ما تخلفه طائرات العدوان في محافظة ذمار, من أضرار تتسرب مأساتها لتشمل الإنسان والأرض.
يرافقه في رحلة التوثيق الطويلة “عصام المفراع”, ويدير الرجلان غرفة الرصد والتوثيق وهي منظمة توثيق مدنية, تحاول أن تلملم كل المعلومات والأرقام والصور وبشيء من التفصيل عن ما يحدث في ذمار, لتكون ذاكرة حية لجرائم لا تسقط بالتقادم أو النسيان.
ومنذ بداية العدوان وحتى نهاية شهر مارس الماضي, قال القادري, إن الغرفة رصدت نحو سبعة وخمسين غارة على محافظة ذمار, بينهما أربع غارات فقط على مواقع عسكرية, والبقية استهدفت مواقع مدنية, ذهب ضحيتها (183) شهيداً جلهم من الأطفال والنساء, و230 جريحا, اثنان منهم إعاقتهما دائمة.
يمتد نشاط عبدالرحمن القادري, في العمل المدني لسنوات, ومنذ تأسيسه لمؤسسته “روح الشباب”, حجز لنفسه حيزاً كبيراً في ميدان العمل المدني والطوعي بالمحافظة. أضاف ذلك للرجل حضوراً إعلامياً من خلال عمله في عدد من الصحف المحلية قبل أن يختار النشاط المدني, ومرجعاً هاماً من مراجع المحافظة في ما يخص الرصد والتوثيق لجرائم العدوان.
لدى حديثه لـ(الثورة), أكد أن العدوان دمر 256 منزلا و17 محلا تجاريا وكذلك 42 منشأة حكومية و3 طرق عامة ومصنعاً واحداً للمواد الغذائية, وقال: وصل الدمار إلى كل شيء حتى أن طائرات التحالف قتلت 8 آلاف رأس ماشية وفي غارة واحدة قتل الآلاف من الدجاج كما دمرت مزرعة كاملة يمتلكها مستثمر.
وتمر عملية الرصد والتوثيق بعدة مراحل قبل أن تصل إلى مراحلها النهائية, ويشرح القادري تلك المراحل بالقول: عند أي قصف ننزل لتوثيق ورصد في المكان عبر استمارات تتضمن أغلب التفاصيل عن الضحايا والأماكن وذلك لحفظ حقوق الناس, ليتم تجميعها وقد أرفقت بكل التفاصيل والصور.

قد يعجبك ايضا