أهمية إعادة الاعتبار لشرطة السير.. “4”

عميد ركن/ أبو خالد الشمام

كما أوضحت في الحلقات السباقة، أنه من الأهمية بمكان إعادة النظر في مجمل الأوضاع المحيطة بعمل شرطة السير في جميع محافظات الجمهورية باعتبار أن عمل شرطة السير مرتبط ارتباطاً مباشراً بحياة جميع أفراد المجتمع، وهذا يحتم على الجميع أن يضعوا بعين الاعتبار المشاكل التي تسبب عدم قدرة العاملين في شرطة السير على أداء المهام المناطة بهم على الوجه المطلوب.
وقد ذكرت في الحلقة الماضية مشكلة نقص القوة البشرية في معظم إدارات شرطة السير في الجمهورية وحتى القوة الموجودة قد تقادم عليها الزمن ونحتاج إلى إعادة تأهيل سريعة وإعادة تدريب جديدة، خاصة وأن البعض قد أمضى عقوداً من الزمن وهو يعمل بنفس الآلية من دون تبديل أو تجديد ومن دون أن يحصل على أي دورة تدريبية أو تأهيلية من أي نوع كان وهذا يعتبر خللاً إدارياً كبيراً لأن التطور الحاصل في جميع نواحي الحياة يحتم أن يتطور الإنسان في عمله من خلال الأخذ بكل جديد، خاصة وأن التطور في مجال شرطة السير يجب أن يتواكب مع التطور الحاصل في الحركة المرورية في جميع أنحاء العالم .
وفي حقيقة الأمر نشعر بالحزن والإحباط عندما نقارن وضعنا مع وضع الآخرين في مجال تنظيم الحركة المرورية, وكيف تتم إدارتها في الدول الأخرى وكيف أننا لازلنا بنفس أسلوب عملنا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي, بل قد نكون قد تراجعنا عما, كان في ذلك الزمان.
إن تطوير جهاز شرطة السير ليس ترفاً بل ضرورة حياتية لكل مواطن وعلينا أن نستشعر  مسؤوليتنا في  هذا المجال لأن تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية مرتبط ارتبطاً مباشراً بتطوير الحركة المرورية التي تراوح مكانها منذ أكثر من ربع قرن من دون تبديل أو تطوير، وإذا لم تلتفت إلى تطوير شرطة السير فإنها سوف تصبح أحد العوائق التي تعيق التقدم في جميع نواحي الحياة.