أكاديميون وسياسيون يرون الخروقات تقويضاً لمفاوضات الكويت
تحقيق / محمد مطير
هل سيتوقف العدوان ؟ ..هذا مايفكر به اليمنيون هذه الأثناء بعد عام وأكثر من عدوان سعودي تحت لافتة( التحالف العربي) ..عدوان فاق جبروته وسقوطه الأخلاقي كل توقعات العالم الحر..
ووسط وجع المأساة المتفاقمة التي لحقت باليمنيين جراء هذا العدوان يحبس الناس أنفاسهم أملا في نجاح التهدئة التي ترعاها الأمم المتحدة والتي ستقود في حال نجاحها إلى تفاوض ندي في الكويت ينهي العدوان ويرسي الأمن والاستقرار مجددا..
الثورة تسأل ..عن نافذة الأمل التي مدخلها التهدئة ..والسؤال لسياسيين وأكاديميين ..هل ستصمد الهدنة..وسنصل إلى محطة الكويت بسلام ؟ وإليكم الإجابات:
* الدكتور أحمد النهمي –جامعة ذمار- يقول : اليمنيون يراقبون باهتمام بالغ المفاوضات المزمع انعقادها خلال الأيام القادمة في الكويت، ولا شك أنهم يتطلعون بعد أكثر من عام من المعاناة الكبيرة الناتجة عن العدوان والحصار إلى إيقاف العدوان وإخماد الحرب وإحلال السلام والاستقرار، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
أضاف :المواطن اليمني يتوجه اليوم إلى قادة الأحزاب والمكونات اليمنية التي ستشارك في المفاوضات برسالة تقول للسياسيين اليمنيين: عليكم جميعا أن تتقوا الله في أهلكم ووطنكم ، وأن تجعلوا مصلحة الوطن مقدمة على مصالح أحزابكم، فالوطن باق، والأحزاب والأشخاص ذاهبون ..
واستطرد الدكتور النهمي: سنشكركم كثيراً إذا تنازلتم للوطن ، وسنشكركم أكثر إذا تنازلتم لبعضكم بعضا، ولكننا لن نغفر لكم ولن تغفر لكم الأجيال اللاحقة ولن يغفر لكم التاريخ إذا تنازلتم للمعتدين ، وفرطتم في كرامة الشعب اليمني ودماء شهدائه، الذين رووا بها الأرض كي تتحرر من الوصاية الخارجية، وتستقل بقرارها السيادي ، فإياكم إياكم أن تفرطوا في حلم الشهداء وطموحات أبناء الشعب اليمني.
نظرة إيجابية
الدكتور عادل الحوشبي –خبير في العلاقات الاقتصادية الدولية- يرى أن غالبية الشعب اليمني ينظرون إلى مفاوضات الكويت بإيجابية وبنوع من الارتياح والتأييد للخروج بحلول سلمية أو اتفاقات سلام، كون الشعب اليمني بالفطرة مسالماً وعريقاً وله تاريخ وحضارة ومدنية منذ أقدم العصور، فما بالك إذا كان الشعب اليمني قد أقحم في عدوان ظالم وغادر وغير متكافئ وفي موقع المعتدى عليه..
وقال: إن الأهم من عقد المفاوضات هو صدق النوايا .. وأن يتوصل المعتدي إلى قناعة بأن الحل السلمي والمفاوضات هي السبيل الأوحد للخروج من المستنقع الذي ورط نفسه به.
محذرا من مراوغة وغطرسة المعتدي كون التجارب أثبتت خلال عام من العدوان أنه يستغل فترة المفاوضات أو الهدنة لإحراز أي تقدم أو انتصار ميداني هنا أو هناك، طالما وأن أوراقه التفاوضية ضعيفة أو متساقطة لأن مصيره الفشل ..
يتابع: ومفاوضات الكويت مهددة ، طالما وقد سبقها العدوان بأحداث تطورات ميدانية تصعيدية لخلط الأوراق ، حيث يفهم من ذلك عدم وجود رغبة حقيقية لإيجاد حلول وإنهاء العدوان وفك الحصار ، مما يعني أنه كلما دخلنا هدنة فإن على الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني بشكل عام رفع مستوى الجاهزية والتأهب واليقظة والحذر.
عدو ماكر..
* الكاتب والمحلل السياسي الدكتور يوسف الحاضري يقول : إن الشعب اليمني في ظل العدوان والحصار يصبح كل يوم أقوى وأكثر صبراً وصموداً وفعالية, وكذا يزداد وعياً وفهماً بعدوه ومماطلاته وألاعيبه والعدو هذا يتلخص في أمريكا ومن يدور في فلكها والأمم المتحدة ومبعوثها والسعودية ومن معها .. وهؤلاء جميعا لا يريدون خيراً لليمن أرضاً وإنساناً .. خاصة وأن جنيف 1و2 تعطينا دروسا ووعيا بأن عدونا ماكر ومراوغ لذا لن يكون في الكويت إلا فريق يمني مكون من بضعة أشخاص وبقية الشعب سيبقون في جبهاتهم دون أن يهتموا بالكويت وما يدور فيه على الإطلاق .
تجميد للقرار2216
من جهتها أكدت الأستاذة آمال الثور -رئيسة حزب الربيع العربي- أن ما أصدره الفار هادي من قرارات أخيرة يعد عملاً غبياً لأنه غير مدرك لتبعاته- فقد جمد القرار2216 .. لأنه لم يعد هناك حكومة شرعية كما نص القرار وكما كان يستنجد التحالف به للاعتداء على اليمن بحجة عودة الشرعية فلم يعد هناك حكومة شرعية ممنوحة الثقة.. وكذا هادي انتهت فترته الرئاسية قبل سنتين.. وبالتالي فإن هذه القرارات تهدف الى تعزيز الصراع الداخلي إلى مالا نهاية.. وهذه القرارات الغبية تؤكد انتصار الشعب اليمني وصموده تجاه العدوان..
مناورة سياسية
*فيما يرى معاذ اليافعي-محلل سياسي- أن اسم دولة الكويت ارتبط في ضمير ووجدان الإنسان اليمني قديما وحديثاً بصورة إيجابية ومشرفة.. فقد احتضنت الكويت سابقاً كثيراً من الشرفاء والساسة وقدمت الكثير من أجل إعادة الوحدة اليمنية ولمّ الشمل.. وفي العهد القريب لن ينسى الشعب اليمني ما قدمته الكويت من أجل التنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني.. وأن ما حدث مؤخراً من انضمام الكويت لتحالف العدوان نحن كيمنيين ندرك حقيقة الأمر ..والكويت شعرت بفداحة ذلك.
وحول التهدئة ومفاوضات الكويت يقول: بخصوص المفاوضات القادمة نحن لا نعول عليها كثيراً وعلى يقين تام بأنها لن تأتي بجديد لكونها لا تمثل سوى مناورة سياسية جديدة وذر الرماد على العيون.
ومضى يقول : ندرك تماماً بأن الحل لن يأتي إلا بأفواه البنادق ومن ثم الجلوس مع عدونا الحقيقي وصاحب القرار الأول في الاعتداء وهو أمريكا ولا سواها.. وكذا ندرك أن الحوار يجب أن يكون مع هؤلاء حتى وإن كانت حوارات سرية أو علنية وفي أي مكان كان وما عدى ذلك فهو مضيعة للوقت أو سيناريو سياسي غير مجد.. ولا ننسى في هذا المقام أن نذكر بأن قرارات مرتزقة الرياض واستمرار جرائم العدوان جميعها تقف عائقاً في طريق أي تسوية واتفاق ، وخصوصًا ونحن على بعد أيام قلائل من لقاء الكويت.
واعتبر التهدئة ومفاوضات الكويت مناورة سياسية يريد العدو من خلالها إظهار قضيتنا الرئيسية والمتمثلة بهذا العدوان والدمار على اليمن أرضاً وإنساناً ..على أنها خلافات يمنية يمنية.. أو خلافات على سلطة ونزاعات عرقية.. فيما الحقيقة أنه عدوان ظالم جائر من كل قوى الإمبريالية المقيتة.. كون اليمنيين لا خلاف بينهم مطلقاً وهذا ما أكدته كل الجماهير التي خرجت ترفض الظلم والاستعباد في ذكرى مرور عام على بداية العدوان.
حسن نوايا
* أحمد جغمان –كاتب ومحلل سياسي- يقول: من المضحك في الزمن المبكي أن تطلق العنان ليراعك ليحدث العالم ويعلم البشرية فنون الصمود الأسطوري في وجه عدوان غاشم لا يراعي أبسط الحقوق الإنسانية.. والمبكي أنه يدعو إلى مفاوضات وحوار..!!
يؤكد جمعان أن أي مفاوضات لا تسبقها حسن النوايا من الطرف المعتدي فهي بالنسبة لنا ضحك على الذقون وبهذا فنحن نثبت للعالم بأسره أننا سواء في ظل حوار ومفاوضات أو حرب وإبادة لازلنا وسنظل صامدين ندافع عن كرامتنا وبلادنا التي تخلى عنها الأخ والصديق بل المجتمع الدولي بأسره من أجل حفنة من المال المدنس. .
ويرى أن الشارع اليمني لا يعول كثيراً على مفاوضات بقدر ما يعول على رجاله في ميادين الشرف والبطولة والذين بتفوقهم جعلوا من العدو يستجدي المفاوضات, فهؤلاء لا يراعون حواراً أو اتفاقاً لأنهم ينقضون العهود من زمن الرسول -عليه وآله أفضل الصلاة والسلام- وهذا لا يعني أننا لا نريد مفاوضات لوقف حرب الإبادة, ولكن وكما قيل سابقاً: (لا يصلح العطار ما أفسده الدهر).. وإن غداً لناظره قريب.