بين مقتل الايطالي وذبح اليمنيين!!
عباس غالب
قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن بسبب مقتل الباحث الإيطالي في العاصمة المصرية مطلع العام الجاري، خاصة بعد أن عجزت السلطات الأمنية في قاهرة المعز إقناع الجانب الإيطالي بالروايات المختلفة عن أسباب وظروف مقتله.
ولقد تصاعدت الأزمة بين العاصمتين الإيطالية والمصرية بعد أن عاد الفريق المصري من روما بخفي حنين، خاصة بعد أن ارتفع سقف المطالبة الايطالية، حيث كان من أبرز طلباتهم الحصول على تسجيلات مكالمات قرابة مليوني شخص يقطنون في دائرة مقتل الباحث الإيطالي.
وبطبيعة الحال فإن الأمر مفتوح على كل الاحتمالات ومنها قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتحديداً بعد أن رفضت السلطات المصرية تقديم تلك التسجيلات واكتفت بتقديم البراهين على أن مقتل الباحث الإيطالي تم على يد عصابة للتقطع والسرقة تم اكتشافها والتعامل مع أفرادها الذين قتلوا جميعاً في تلك الاشتباكات.
إلى هنا والأمر طبيعي وله ما يبرره من الشد والجذب بين المسؤولين في البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية طويلة، لكننا نتساءل عن قيمة الإنسان العربي الذي يتم اغتياله يومياً ودون مبرر ولا أحد يستفسر عن مسببات هذا الجرم الذي يلحق بالمواطن العربي وكأن الحكومات العربية غير معنية بمواطنيها البتة لا من قريب أو بعيد!.
وفي الوقت الذي يحترم فيه المرء موقف الحكومة الإيطالية ومعها الحكومات الأوروبية على مواقفها المنافحة عن حقوق مواطنيها في شتى بقاع الأرض.. في نفس الوقت الذي يعصر المرء الألم ويستبد به الحزن جراء المواقف الأوروبية المتخاذلة تجاه مظلومية اليمنيين الذين تعرضوا ــ ولا زالواــ يتعرضون لعدوان ظالم وحصار جائر لمدة أكثر من عام كامل ودون إن ينبس أيمن الأوروبيين ببنت شفه، خاصة وإن هذه المظلومية قد بلغت حداً لا يطاق احتماله، إذ بلغ عدد شهداء وجرحى هذا العدوان أكثر من 30 ألف مدني يمني، فضلاً عن تشريد نحو مليوني مواطن داخل وخارج اليمن وكذلك تخريب بنية المجتمع الأساسية وهدم عشرات الآلاف من المساكن..
كل ذلك ولم تحرك هذه المآسي الإنسانية الحكومات الأوروبية التي دوماً ما نسمع ضجيجها الإعلامي عن حقوق الإنسان ولكننا نجدها في واقع الأمر متخفية وراء صفقات الأسلحة ومخططات التقسيم وتصدير الحروب في العالم الثالث.. ولعل صفقات الأسلحة المحرمة دولياً القادمة من المصانع الأمريكية والأوروبية لقتل الشعب اليمني خير دليل!.