أسعار الأغذية في مارس: السكر يقفز 17% والحبوب والالبان تتراجع
تقرير/ أحمد الطيار
توقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) استمرار ارتفاع إمدادات الحبوب في العام الجاري 2016م قائلة: إن الإنتاج العالمي سيصل إلى 2521 مليون طن منخفضا بنسبة طفيفة تبلغ 0.2 % عن إنتاج العام الماضي 2015م ، الذي سجل ثالث أعلى أداء عالمي في التاريخ، وذلك طبقا لأولى توقعات المنظمة للموسم الجديد والتي نشرته الأربعاء الماضي .
ونشرت المنظمة كذلك نتائج مؤشرها لأسعار الغذاء إذ تشير المؤشرات بشكل عام لارتفاع بنسبة 1 % في شهر مارس الماضي مقارنة مع شهر فبراير مع ارتفاع أسعار السكر بشكل كبير كما أن الزيادة المتواصلة في كميات زيت النخيل عوضت بشكل كبير انخفاض أسعار منتجات الألبان.
وسجل المؤشر معدل 151.0 نقطة في مارس 2016م وهو أعلى معدل في العام 2016م ولكنه لا يزال أقل من مستواه قبل عام بحوالي 12%.
ويستند مؤشر “الفاو” لأسعار الغذاء إلى حركة التعاملات التجارية لقياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق العالمية وهي الحبوب الرئيسية، والزيوت النباتية، والألبان، واللحوم، والسكر. ويعكس انخفاضه خلال العام الماضي وفرة إمدادات الغذاء وتباطؤ الاقتصاد العالمي وازدياد قوة الدولار الأمريكي.
وانخفض مؤشر (الفاو) الرئيسي لأسعار الحبوب بشكل طفيف في مارس في خامس شهر من الانخفاض على التوالي وسط توقعات إمدادات مواتية للموسم الجديد. وكان الانخفاض ملموساً أكثر مقارنة مع العام الماضي حيث انخفض المؤشر الفرعي بنسبة 13.1% مقارنة مع مستوى مارس 2015م.
وارتفع مؤشر (الفاو) لأسعار السكر بنسبة 17.1 % مقارنة مع شهر فبراير2016م حيث وصل إلى أعلى مستوياته منذ تشرين نوفمبر 2014م.
وتعكس الزيادة الكبيرة بشكل خاص توقعات في نقص أكبر في إنتاج السكر خلال موسم الحصاد للعام الحالي، ولكن كذلك بسبب التقارير عن الاستخدام الأعلى للسكر الخام لإنتاج الايثانول في البرازيل.
كما ارتفع مؤشر (الفاو) لأسعار الزيت النباتي بشكل ملحوظ حيث ارتفع بنسبة 6.3 % مقارنة مع فبراير مع ارتفاع أسعار زيت النخيل في الأسواق العالمية بسبب الطقس الجاف الذي طال أمده في ماليزيا وإندونيسيا اللتين تعتبران أكبر دولتين منتجتين لهذا الزيت في العالم. أما أسعار زيت الصويا فقد بقيت مستقرة فيما انخفضت أسعار زيت عباد الشمس وزيت بذور اللفت.
وسجل مؤشر (الفاو) لأسعار الألبان انخفاضاً بنسبة 8.2 % ليصل إلى أدنى مستوياته منذ يونيو 2009م، بسبب انخفاض أسعار الزبد والجبن. أما مؤشر (الفاو) لأسعار اللحوم فقد بقي دون تغيير كبير مقارنة مع الشهر الماضي.
توقعات 2016م
وتقول منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة الفاو : سيحدث الانخفاض الطفيف في إنتاج العالم من الحبوب في 2016/2017م الذي توقعته منظمة (الفاو) لأسباب من أهمها انخفاض إنتاج العالم من القمح والمتوقع الآن أن يصل إلى 712.7 مليون طن، أي أقل بنحو 20 مليون طن مقارنة مع العام 2015م. ويعكس الانخفاض بشكل أساسي انخفاض المزروعات في الاتحاد الروسي وأوكرانيا بسبب الطقس الجاف.
ويتوقع أن يصل إنتاج العالم من الحبوب الخشنة إلى 1313 مليون طن أي بارتفاع بنحو 11 مليون طن مقارنة مع 2015م، مع زيادات متوقعة في إنتاج الذرة الصفراء تعوض بما يكفي وأكثر عن انخفاض انتاج الشعير والذرة البيضاء. ويتوقع أن يزيد إنتاج الذرة الصفراء بنسبة 1.1 % ليصل إلى 1014 مليون طن بسبب انتعاش المحاصيل في الاتحاد الاوروبي وتوسع المزروعات في الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته فإنه يتوقع أن ينخفض إنتاج الذرة الصفراء في أفريقيا الجنوبية والبرازيل بسبب الجفاف وظروف الزراعة المعاكسة المرتبطة بظاهرة النينيو.
أما إنتاج العالم من الأرز فإنه يتوقع أن ينتعش مع عودة ظروف الطقس الطبيعية في الجزء الشمالي من آسيا حيث أثر عدم انتظام هطول الأمطار على نشاطات الزراعة خلال الموسمين الماضيين. ويتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي، رغم تأثير الأسعار غير الجذابة، بنسبة 1.0 % ليصل إلى 495 مليون طن.
إلا أنه يتوقع أن ينخفض حجم التجارة العالمية في الحبوب خلال 2016/2017م للموسم الثاني على التوالي بسبب توافر المخزونات والنمو المتواضع على الطلب في العديد من الدول المستوردة.
ويتوقع أن يزيد الاستخدام العالمي للحبوب في 2016/2017م بشكل طفيف حيث سيزيد بنسبة نحو 1.0 % إلى 2547 مليون طن طبقا للتقديرات الأولية الجديدة.
ووسط توقعات يزيادة الاستهلاك عن الإنتاج، فإنه من المتوقع أن يتم اللجوء إلى مخزونات الحبوب لسد الفجوة. وتشير تقديرات منظمة (الفاو) الأولى لمخزونات العالم من الحبوب في ختام المواسم التي تنتهي في 2017م إلى انخفاض مرجح بنسبة 3.9 % سنويا ليصل إلى 611 مليون طن. إلا أن نسبة المخزون إلى الاستخدام للحبوب في العالم ستظل عند نسبة 23% أي أعلى بكثير من المستوى التاريخي المنخفض وهو 20.5 % والذي سجل في موسم 2007/ 2008م.