ن والقلم .. المطر .. دموع السحب
عبدالرحمن بجاش
احرص على الاستجابة لكل رعشة تليفون في يدي, والسبب تلك الصورة المبدعة لله عز وجل, عصفورا ألوانه تخلب الألباب, تنسيق بديع, توزيع ولا أجمل, تقول سريعا: أين مصممو الأزياء ومن علمهم مزج الألوان ليروا فقط هذا الجمال الرباني وإذا لهم أعين مبدعة جميله فلينقلوا فقط تلك الألوان الربانية إلى القماش وإلى حيث يوزعون , أراهن أن من سيفعل ذلك سيفوز بأول جائزة للإبداع في العالم وليس في العالم الذي لا أسم له.
طير آخر توزع اللون الأبيض علمهم ما لا أستطيع وصفه سوى دلال الطير وهو يتمخطر بألوانه كالعروسة في ليلة زفافها, على أن ذلك الديك بعرفه الأحمر أثبت بما لا يدع مجالا للشك, أن كل أنثى ((مكلف)), فلدي لقطة لديك يمد إحدى رجليه, ودجاجته تنظفها بمنقارها !!, كلما أعرضها على امرأة لا تتوقف عن الضحك باستنكار شديد موجه للديك أو إلي كرجل أعجب بتسلط الديك
!!! . أمس الأول أفقت على يوم ندي, (( هَثَالِل )) من المطر بعضها ينقر على الزجاج يناديك أن أسرع للاستمتاع برحمة السماء مطرا لدمعة السحابة نطف, قل أغنية السماء, قل أنشودة ترددها عصافير الكون فرحة بالمطر .
اندفعت إلى الحوش لأراقب كيف تستقبل الشجيرات مطر الصبح يداعب الخدود الجميلة, ويختفي بين شعيرات الرؤوس, نسيت كل القهر, كل الجفاف, كل الحروب, كل الكره, كل الحقد, كل التناسي والنسيان, فقد اخضر قلبي وعقلي, وصرت طوال المطر كائنا اخضر ينتج سنابل أدركت اللحظة من الصبح وإلى . !! « سبول وعكاب » , ومحاجين موعد كتابة العمود سر بهجة وجه جدتي إذ يهطل المطر حبيبات من ياقوت, فتزرع في أعماقها أشجار من لآلئ , وجواهر من ألوان.
خرجت, كان الشارع يحتفي بالغيث, الأشجار تصهل كالخيل تستقبل موسم التلاقح, الجدران تخضر, صوت الرعد قطعة موسيقى من بيانو المبدعة الصنعائية فنا انديرا عطشان !!! . عز الدين من باب بقالته هناك يتابع المطر هطولا على الملابس فيلونها بلونه , وعلى رأس العم محمد الحضرمي فيحيل شواطئه إلى سهول مخضرة, والعم شرهان, وذلك الأكثر اخضرارا صاحب بعدان يقهقه بصوت عال, أدرك أنه المطر دموع السحب, كدموع الورد قناني العطر رائحة أنثى تعبق ببشارة الخير !! .
أتمنى تلك اللحظة قلم الوغد الأكبر حسن عبدالوارث, ما غيره يرسم لوحة الغيث مدرارا على النفوس المرهقة التعبى, تمنيته ليكتب عن الورد بحبر المطر أنشودة, أغنية, سيمفونية المطر كانت ترددها هيلينا من مسجل السيارة العتيقة !!!, امتلكت حينها بفضل المطر لحظتي واستعمرت الكون كله, لم أسمع صوت الطائرة يمر من فوق رأسي, كان صوت قطرات المطر أكبر, وأجمل, بدد الخوف من نفسي, فصارت مثل وادي الجنات حيث كنا ننزل فتتكحل أعيننا بألوان عصافير لم تعد موجودة, لا ندري إلى أين ذهبت !!!, ولم هجرت وادينا ؟؟ …., شبعت بالأمس مطرا , اخضرت نفسي …لله الأمر من قبل ومن بعد .