الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة ذمار ..مديرية ضوران آنس:

آنس.. معالم التاريخ ومناجم العقيق
إعداد/ محمد محمد عبدالله العرشي

أخي القارئ الكريم… يسرني أن أقدم لك في هذا المقال على صحيفة الثورة الغراء مديرية ضوران آنس التي تجسد قوله تعالى (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان) سورة سبأ، فهي ذات غيول جارية عن يمين وشمال، وتربة خصبة ووديان فيها من كل الثمرات.
أخواني وأبنائي من قراء صحيفة الثورة الغراء لقد اعتدت أن أقدم لكم في مقالاتي عن مديريات اليمن علماً من أبناء المديرية أو ممن ينتسبون إليها، وعلمنا اليوم هو المرحوم الأستاذ/ أحمد حسين المروني (1422-1338هـ/ 2001-1920م).
كتب عنه الكثير من أعلام اليمن المعاصرين له الكثير وقالوا أكثر، ونورد هنا بعضاً مما قيل عنه: نبدأ بكلام الأستاذ والشاعر الثائر المرحوم/ محمد محمود الزبيري “ولكننا لا نستطيع مهما حاولت أن تتصور عظيم فرحتنا واغتباطنا بنجاتك ليس لأنك نجوت بحياتك كأنسان عظيم ولكن لأنك قوة وطنية كبرى شدت في أزرنا ورفعت من رؤوسنا وسدت ثغرة في تجمعنا وتكتلنا ما كانت لتسد إلا بك.”
ويقول الأستاذ المرحوم/ أحمد محمد نعمان: “لقد كنت يا سيدي الصافح المحكى بحق وكنت اللسان المعبر عن كل من يريد الإصلاح الحقيقي ويريد الخير والسعادة لليمن”.
ويقول الدكتور/  عبدالعزيز المقالح – أطال الله عمره: “كان الأستاذ/ أحمد حسين المروني وما يزال من أبرز اساتذة الأجيال التي تلاحقت وصنعت التغيير الشامل الذي يكبر ويتعمق ويتجسد بالعطاء الخصب المتلاحق”.
ويقول الأستاذ/ محسن العيني- أطال الله عمره : “لقد تنقلت بين مدارس لبنان ومصر وفرنسا.. ولكنني أقسم بالله أن أحداً من اساتذتي لم يحتل في نفسي المكانة التي يحتلها السيد أحمد المروني”.
وقال عنه المرحوم الأديب الكبير/ أحمد جابر عفيف: “هذا المناضل العملاق يمثل لهذا الجيل وللأجيال القادمة قدوةً ومثلاً أعلى من حيث الفكر والثقافة والسلوك والموقف الوطني والتمسك بالمبدأ، ورفض الظلم والاستبداد والتخلف والصدق مع النفس ومع الآخرين، والإيمان بحتمية  التغيير”.
ويقول المرحوم الأستاذ/ أحمد محمد الشامي: “وكنت أنت وحدك حينذاك شاعر الوطنيين المخلص لوجهها الحر المقدس”.
وقد ترجمت له في كتابي (من بواكير حركة التنوير في اليمن، المجموعة الأدبية والصحفية للقاضي أحمد محمد مُداعس) في صفحة 259.وسنوافيكم في العدد القادم بإذن الله بترجمة للأستاذ المرحوم أحمد بن حسين المروني.. ومن يريد المزيد عن علمنا فعليه بكتابه (الخروج من النفق المظلم) المطبوع عام 2001م من قبل مؤسسة العفيف الثقافية..
مديرية ضوران آنس
مديرية ضوران آنس: تقع في محافظة ذمار في الجزء الشمالي الغربي منها. يحدها من الشمال محافظة صنعاء (مديريات: بلاد الروس، بني مطر، الحيمة الخارجية)، ومن الجنوب مديريتا: جهران، المنار، ومن الشرق مديرية جهران، ومن الغرب مديرية جبل الشرق.
تبلغ مساحة المديرية 1008كم2.مركز المديرية مدينة ضوران الجديدة.تضم المديرية (255)قرية تشكل هذه القرى (32)عزلة، هي: أحلال، بكيل، بني الأشرم، بني حاتم، بني سويد، بني الشيعي، بني عيسى، بيت الحجري، بيت العميسي، بيت العنسي، ثمانة، الجبل، جبل السوق، الحبس، حمير، خمس بني السهاقي، خمس بني فضل، خمس حزيم، خمس الحقل، خمس الوساط، السلف، شارح، الصيح، ظليم، العارضة، عرجز، القطعة، الكعب، مخلاف ضوران، المرون، هداد، يتار.
وآنس كما ذكر القاضي المرحوم محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) بوزن فاعل وهي بمد الهمزة وكسر النون ومركز مديريتها ضوران، واسم ضوران حميري قديم وتقع في نحو النصف من مديرية آنس.
وضوران بالضاد المعجمة المضمومة على وزن غمدان. المدينة المعروفة في بلاد آنس وهي من المعاقل الحميرية الشهيرة والمدن الجبلية الزيدية ومركز قضاء الجهة الأنسية واسمها القديم الدامغ بالعين المهملة لكثرة عيون الأنهار الدامعة فيها.
ومن أشهر العزل في مديرية ضوران آنس؛ أحلال “قرية ومركز إداري من مديرية ضوران آنس وأعمال ذمار. إليها يُنسب آل الحلالي أهل صنعاء – أنظرهم في حرف الحاء.”، بكيل:”قبيل بآنس، ديارهم شمال جبل ضوران. ويقال لهم (بكيل ألهان). وإليهم يُنسب (قاع بكيل) المعروف والمشهور هناك.”، بني الأشرم: “مركز إداري من مديرية ضوران آنس. من محلاته: البرار، الضلعة، وادي حيد، الموقر، حمام سيان، الحُمره، وغير ذلك.”، بني حاتم: “مركز إداري من مديرية ضوران آنس وأعمال ذمار. من بلدانه: عاثين، حمير، أحلال التي ينسب إليها آل الحلالي.”، بني الشيعي: “مركز إداري من مديرية ضوران آنس وأعمال ذمار.”، بني عيسى: “مركز إداري من مديرية جبل ضوران وأعمال ذمار.”،الحبس: “بخفض الحاء. مركز إداري في جبل ضوران من بلاد آنس وأعمال ذمار. فيه القرى: بيت حاتم، بيت السملي، بيت الشامي، بيت العدواني، بيت السلطان، بيت معوضه، بيت الرُباعي. وإليه يُنسب (آل الحبسي) أهل ذمار ورداع، وهم من أولاد محمد بن القاسم الرِسِّي من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب. منهم العلامة المؤرخ يحيى بن علي بن محمد القاسمي الحبسي، المتوفى سنة 1104هـ، له كتاب “ذيل الإفاده” في التاريخ. ثم ولده العلامة محمد بن يحيى الحبسي، المتوفى سنة 1110هـ.”،خمس بني فضل: “منطقة في جبل ضوران آنس. تضم مجموعة قرى أهمها: حرف العُبَّاد والقُبَّه والصيح ومَوثِب. وإليها يُنسب القاضي العلامة صالح بن عبدالله بن أحمد الفضلي، المتوفى سنة 1357هـ وكان متولياً قضاء حُبيش. وولده القاضي عبدالله بن صالح تولى القضاء في عدة بلدات وأخيراً في مدينة ذمار، وكانت وفاته عام 1386هـ. ومن جملة أولاده عبدالوهاب الفضلي بمكتب رئاسة الدولة وأحمد عبدالله الفضلي مدير البنك الأهلي بذمار، وابنه الثاني القاضي أحمد بن صالح الفضلي تولى عمالات وحكومات في بلاد البستان وفي بلاد حراز وغيرهما.”، خمس حزيم:”بكسر ففتح فسكون. مركز إداري في جبل ضوران ومن أعمال ذمار. يشمل القرى التالية: شبانه، بيت الجوفي، هجرة الشاوري، المحرم، حرثان، بيت السدرة، الحسن، الحرابه، وغيرها. وقد يقال لها: حزيم الوسط.”،السلف: “مركز إداري من مديرية ضوران آنس. من محلاته: أسلع، الأحصم، بوقه.”،الصيح: “مركز إداري في جبل ضوران من بلاد آنس من أعمال ذمار. من بلدانه: الخرابه، هجرة الصيح، بني سند، بني صبر، سمح، حصن الحرف، قاع بكيل. وممن نُسب إليه: الفقيه العلامة سعيد بن سند الصيحي أحد أعيان القرن الحادي عشر الهجري. وفي منطقة الصيح كانت الوقعة المشهورة بين السلطان المنصور عمر بن علي بن رسول، وبين قبائل بكيل وألهان والصيح وعساكر الشريف الحمزي، وكانت الدائرة عليهم وذلك سمة 647هـ.”، ظليم: “بضم ففتح فسكون. بلدة في جبل ضوران بالشمال الغربي من مدينة ذمار. سُميت نِسبة إلى ظُليم بن ألهان بن مالك بن زيد ين أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. تُشكل في أعمالها مركزاً إدارياً من مديرية ضوران.ويسكن ظُليم طائفة من (آل العياني) من ذرية الإمام المنصور القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم الرسي الحسني، المتوفى سنة 393هـ.”، العارضة: “عائلة من أبناء جبل ضوران آنس عرفوا بهذا اللقب نسبة إلى قرية العارضة.”،القطعة: “بضم فسكون ففتح. مركز إداري من مديرية ضوران آنس وأعمال ذمار. من ساكنيه: آل الكاملي وآل المغربي. كما أن من قراه: جرف طاهر وبيت أيوب وبيت فرحان وهجرة الشرقي.”،مخلاف ضوران: “ضوران جبل مشهور في آنس وهو المعروف بالدَّامغ. وفي سفحه الشمالي تقع بلدة “ضوران” التي كانت تحمل اسم (الحُصين) ثم غلب عليها اسم جبلها. وهي مركز علمي مشهور اتخذها الحسن بن الإمام القاسم بن محمد لإمارته وبها توفي سنة 1048هـ، ثم اتخذها الإمام المتوكل إسماعيل ابن الإمام القاسم عاصمة مُلكه وتوفي بها سنة 1087هـ. والمدينة قائمة في جبل بركاني حيث تَعرَّضت – في فترات مختلفة من تاريخها – إلى الكثير من الهزَّات الأرضية والزلازل كان آخرها الزلزال المدمر الذي شهدته المنطقة عام 1982م وأدى إلى تهدم بلدة (ضوران) بالكامل. وقد أقامت الدولة مدينة جديدة تحمل نفس الإسم (ضوران) في منطقة بكيل بجوار بلدة (البُستان). وتشكل مديرية ضوران التابعة لمحافظة ذمار عدداً من المراكز الإدارية.”، المرون: “بفتح الميم فسكون ففتح. بلدة ومركز إداري من مديرية ضوران آنس وأعمال ذمار. وهي من المناطق ذوات الآثار، وقد وصفها العلامة الفاضل محمد بن عبدالملك المروني فقال: هي من أجمل المدن اليمنية وأعدلها منظراً، لأنهارها وأشجارها كالبن والجوز والموز والرمان وغيرها.. وبها ثلاثة مساجد ومن أجملها الجامع الكبير يجري إليه غيل المرون العظيم. وهي من الهجر (هجر العلم) التي كان يقصدها الناس لطلب العلم بها؛ وقد تخرج منها جماعة من العلماء النبلاء.وإلى هذه البلدة ينتمي (آل المروني) أهل صنعاء، وهم من بيوت العلم الشهيرة، ويرجع نسبهم إلى العلامة أبو القاسم ناصر الدين بن صلاح الدين بن محمد بن مطهر بن إسماعيل بن هاشم بن صلاح بن يحيى بن محمد بن منصور بن يحيى بن علي بن منصور بن المفضل بن الحجاج عبدالله بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن يحيى بن أحمد ابن الإمام الهادي يحيى بن الحسين أبن القاسم الرسي ابن إبراهيم طباطبا ابن إسماعيل الديباج ابن إبراهيم الشبه ابن الحسن المثنى..
وألهان مخلاف كبير، وهو ما يعرف اليوم بناحية آنس. وقد اقتصر استعمال ألهان أخيراً على جبل في مخلاف حمير من ناحية آنس. وورد عند ياقوت في (البلدان) أن ألهان: بوزن عطشان: اسم قبيلة وهو ألهان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعة بن الخيار بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وألهان: هو أخو همدان سمي باسمه، مخلاف باليمن، بينه وبين العُرف ستة عشر فرسخاً، وبينه وبين جُبلان أربعة عشر فرسخاً.
وضوران جبل أختطه ملك اليمن “الحسن بن الإمام القاسم بن محمد” في (القرن الحادي عشر الهجري) وبنى فيه الحصن وسماه الدامغ بالغين المعجمة وعمر المدينة وسماها الحصين وأحياء أرضه وأوديته وأجرى إليها الأنهار حتى صار جنة وفعل فيه نحو (عشرين نقيلاً) مدرجة إلى الجهات والمزارع وقد توفى “الحسن بن القاسم” في ضوران عام (1048 هجرية) ثم أتخذه صنوه المتوكل على الله “إسماعيل بن القاسم” وبنى فيه دور ومناظر، وكان مقر دولته إلى أن مات فيه عام (1087هجرية)، واليوم قد تهدمت وأصبحت خراباً.
وكانت بلاد آنس تُعرف قديماً باسم مخلاف (ألهان) نسبةً إلى: ألهان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعه بن الخيار بن زيد بن كهلان.ومياه آنس تسيل إلى وادي رماع الذي يسقي أراضي الحسينية من تهامه. كما تسيل إلى وادي سهام الذي يسقي أراضي المراوعة والقُطيع من تهامة, أما مياه الجبال الشرقية من بلاد آنس فتصب في قاع جهران ثم تذهب مع مياه الحدا وذمار إلى مأرب. ولأن أراضيها زراعية شديدة الخصوبة فهي تشتهر بوجود مزارع وعيون جارية وفي أوديتها أشجار البرتقال والموز والبن بالإضافة إلى مزارع الحبوب من الذرة والبر والشعير والعدس كما توجد مناحل كثيرة لإنتاج العسل.وفي آنس أشهر حمامات اليمن الطبيعية المعدنية، وهو حمام علي ومياهه معدنية ساخنة، يقصده الناس للاستشفاء.
ولعل أهم المعالم الأثرية في المنطقة تتمثل في جبل ضوران المعروف قديماً باسم الدامغ، وكذا في حصن أشيح الذي سكنه سبأ بن أحمد الصليحي ويعرف الآن بجبل ظفار. ثم جبل ألهان وبه معدن العقيق الذي يستخدم في أدوات الزينة، ثم حصن هداد وحصن الدروع في بني قشيب.
من أشهر أودية آنس
تعتبر مديرية ضوران آنس من المديريات المشهورة بالزراعة وخصوبة أراضيها وكثرة وديانها،  ومن أشهر وديانها:
وادي رِمع: والذي ينبع من مشارف مديرية معبر وغربي ضوران آنس وشرق وشمال عتمه وجنوبي ريمة، ويتجه من جنوب ضوران وجبال آنس والمصنعة وجبل الشرق والمنار وحمام علي، ويمر بمدينة الشرق ويفصل بين ريمة وعتمه ووصابين ويلتقي بمياه جبال ريمه وجبال  وصاب حتى يأتي إلى الرباط فيروي السهول الشمالية لبيت الفقيه ويتجه غرباً إلى الساحل حتى ينتهي إلى وادي الجاح من الجهة الغربية ثم يصب في البحر.
وادي سهام: يعتبر هذا الوادي مجمع للسيول المتدفقة من بلاد آنس والحيمة الخارجية، وفي هذا الوادي نهر جاري لاينقطع وهو بين جبل الضامر وجبل برع وعرضه ثلاثة أمتار في عمق 30سم، ومخارج الوادي بين ضوران والمنشية حيث يتجمع سيل وادي سهام في قاع الحقل وما جاوره من ناحية الشمال ويصب من حمام قمعه فيقطع الفرش من بني سويد وتنضم إليه أودية وعلان وعافش فتتجه غرباً وأودية بني مطر الجنوبية، حيث تلتقي بأودية ضوران ووادي صيحان فتصب جميعاً في الوادي.
من المعالم التاريخية والحضارية في مديرية ضوران آنس
مدينة ضوران آنس مدينة قديمة مشهورة، فهي من المعاقل الحميرية الشهيرة واسمها القديم الدامغ ويقال أنه الدامع بالعين المهملة لكثرة عيون الأنهار الدامعة فيها. ومن أهم المعالم التاريخية والحضارية في مديرية آنس،ما يلي:
مدينة ضوران القديمة وجبل الدامغ: ومدينة ضوران القديمة قد تهدمت في زلزال عام 1982م وقد بنيت خارج موقعها مدينة جديدة بنفس الاسم في منطقة بكيل بجوار بلدة البستان، كما تهدم جامعها الآثري المشهور وكان من أجمل الجوامع الإسلامية وفيه من البنى والزخرفة مالايوصف وكان يشابه جامع الروضة وكان فيه مصحف خطي مذهب ليس له نظير في اليمن، قال أبو محمد الحسن الهمداني في الجزء الثامن من كتابه (الإكليل)، (جبل الدامغ وهو ضوران جبل آنس الهان بن مالك بن ربيعة بن اوسله بن الخيار بن الحارث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام)، ويضيف (وألهان وهمدان إخوان أبناء مالك بن ربيعة) وهنا يتضح جلياً أن ضوران هو الاسم التاريخي للجبل وأن جبل الدامغ هو جبل تتدفق عيون المياه (غيول) من عدة جهات في أسفله ولذلك يسميه بعضهم بـ: الدامع ويقال أنه لم يبق من هذه الغيول سواء غيل واحد وهو عين جارية كانت تغطي احتياجات (مسجد العكفة) الذي بني في عصر المتوكل إسماعيل بن القاسم بن محمد ومن المسجد الذي أصبح أطلال يسقي حوله من المزارع، وإن ما ذكر بعض المؤرخين المعاصرين من أن في ذروة جبل ضوران جبل صغيرة يسمى (آية) فهو خطاء فآية هذه فهي السائلة التي يتدفق عبرها سيل كبير تتجمع مياهه وتنحدر من هذا الجبل والدامغ وبعض أودية جبل ضوران وتصب في السد الشرقي لمدينة ضوران، وسميت آية لأن السيل يظل يتدفق منها بعد توقف المطر لنصف نهار تقريباً..  وجبل الدامغ الذي يعتلي جبل ضوران يقع عند المدخل الوحيد إلى جبل ضوران ويتحكم بالطريق منه وإليه، ولهذا جعله الأتراك قبل الدولة القاسمية مركز شرطة أو نقطة تفتيش وسموه بالتركية (كركون) ولا يزال أبناء المنطقة يطلقون عليه الاسم. ومن رأسه تشاهد مدينة ذمار وجبال النبي شعيب وعانز وقاع جهران المحجوب بالجبال، وقمته أرض مبسوطة زراعيه وصخرية وفيها قريتين آهلتين، ولأن قمة الجبل كذلك فقد قال عنه الوزير في كتابه طبق الحلوى ما معناه (إن هذا الشيء ليس جبلا بل أرضاً في سماء) وفي الجبل آثار حميرية كثيرة وبأسفل في جبل الدامغ مخازن بينت من حجار الحبش العظام وسقوفه بها ومدافن منحوتة في الجبل لخزن الحبوب ويسميها الأهالي مدافن جهنم لسعتها فقيل أن المدافن الكبيرة منها يتسع لألف قدح، وتنتشر في الجبل مدافن أخرى في جهة الشرق الشمالي وبجوارهن أطلال القرى بنيت في عصر الدولة القاسمية وعند مدخل الجبل في الطرق المطل على المدينة بقايا أحجار ضخمة وأساسات لقصر سبائي قديم ويقع مقابل جبل الدامغ وبينهما الطريق الرئيسي الوحيد للجبل وهو أحد الثلاثة المذكورة في التاريخ والقصر الثاني يقع في وسط أو منتصف الجبل موقع المدينة التي اندثرت بكارثة الزلزال عام 1982م في موقع يسمى تاريخياً (المصنعة) وتعرف باسم (المصينعة) بإضافة الياء، وأما الثالث فهو في أسفل عتبة المصنعة ولا تزال أحجار أثاره قائمة. الاسم التاريخي لمدينة ضوران التي اختطها الحسن بن القاسم هو الحصين وغلب عليها اسم ضوران وهو اسم الجبل، وقد هدمت هذه القصور الأحباش أثناء احتلالهم اليمن وأحرقوا أخشابها وقد قيل أن الدامغ هو الجبل الأشهب.
الهان: وفي مديرية ضوران آنس جبل الهان وهو في عزلة حمير حيث ذكر القاضي المرحوم محمد علي الأكوع في تحقيقه لكتاب (صفة جزيرة العرب) بأن جبل الهان أخصب تربة من آنس ولكن أصبحت الشهرة اليوم لآنس وكانت الشهرة في القديم لالهان وضوران هو في جبل آنس، وقد ذكر في معجم البلدان لياقوت الحموي أن الهان بوزن عطشان وهو اسم قبيلة وهو الهان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعه.
العقيق ( العقيق البقراني): تشتهر آنس بمعدن العقيق ومن المعروف أن العقيق اليمني من أشهر انواع العقيق في العالم ويوجد في عزلة بني قشيب وفي مخلاف الهان، ويستعمل العقيق في الخواتم ومقابض الخناجر والسيوف كما توجد في بعض فصوص العقيق بعض الصور الطبيعية للأشجار والنخيل ويقال أنها حميرية.
الحمامات الطبيعية: وتنتشر الحمامات الطبيعية في مديرية ضوران أنس منها:حمام علي ويوجد في آنس جنوب ضوران على بعد 10كم وهو من الحمامات الشهيرة يؤمه جمع كبير للإستشفاء. وهناك حمام أخر بالجهة الغربية منه في وادي الحمام المذكور. وحمام قمعه في فرش آنس، وحمام بني سويد في آنس جهة الفرش أيضاً.
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الموسوعة اليمنية)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (اليمن الكبرى/ حسين بن علي الويسي/ الطبعة الثانية 1991م)، (هجر العلم ومعاقله في اليمن/ للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع/ الطبعة الأولى 1996م/ دار الفكر بدمشق)، (الخروج من النفق المظلم.. معالم سيرة ذاتية/ أحمد حسين المروني/ الطبعة الأولى 2001م/ مؤسسة العفيف الثقافية)، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م.أحمد غالب عبدالكريم المصباحي…

alarachi2012@yahoo.com

قد يعجبك ايضا