الثورة نت/ زهور السعيدي
زهور السعيدي الأطفال ليسوا من يقرر إشعال الحرب لكنهم دائما من يتحملون أعباءها هذا ما تقوله المنظمات الدولية المعنية بحقوق الطفل وهم يستعرضون أوضاع الطفولة في اليمن بعد مرور أكثر من عام على العدوان الذي يشنه تحالف العدوان على اليمن منذ الـ26 من مارس من العام الماضي.
جاء التقرير الأخير لمنظمة الطفولة والأمومة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة “اليونيسيف” الذي أوضحت فيه مدى الآثار المآساوية التي نجمت عن الحرب على قطاع الطفولة وتشير اليونيسيف إلى أن ثلث الضحايا من المدنيين في اليمن منذ بدء العدوان هم من الأطفال ويقول جوليان هارنيس ممثل اليونسيف في اليمن بأن الأطفال ليسوا بمأمن في أي مكان في اليمن حتى اللعب والنوم يمكن أن ينطوي على مخاطر.
ويوضح التقرير بأن 6 أطفال يقتلون أو يصابون بجروح يوميا في اليمن منذ بدء العدوان مشيرا إلى أن أكثر من 900 طفل قتلوا وأصيب أكثر من ألف وثلاث مائة آخرون بجروح إي بزيادة سبعة أضعاف عن مجمل الضحايا من الأطفال خلال العام 2014 .. غير إن هذا الرقم ليس دقيقا إذ تشير إحصائيات رسمية إلى أن ضحايا العدوان من الأطفال تزيد عن ذلك بكثير.
كما استعرض التقرير حجم المعاناة التي بات يعيشها الأطفال جراء تردي المؤسسات الخدمية ومرافق البناء الأساسية وانعكاس ذلك على حياة الأطفال مشيرة إلى أن قرابة عشرة آلاف طفل تقل أعمارهم عن الخمس سنوات ماتوا نتيجة أمراض بسبب غياب اللقاحات أو لعدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.
ويضيف التقرير الدولي إلى أن قرابة خمسين ألف طفل يموتون سنويا في اليمن قبل أن يبلغوا عامهم الخامس وأن نحو 63 مركزا طبيا على الأقل تعرضت للقصف كما أن كثيراً من الأطفال باتوا خارج المدارس. هذا وقد تبنت المنظمة الدولية اليونسيف ترميم 184مدرسة متضررة من العدوان في نطاق أمانة العاصمة بتكلفة تصل إلى 3 ملايين دولار بينما لا تزال أكثر من 1600 مدرسة مغلقة بسبب انعدام الأمن ونزوح الكثير من العائلات ما جعل مئات الآلاف من الأطفال خارج أسوار المدارس .
أضرار خطيرة وبات ملايين الأطفال عرضة لأمراض الطفولة نظرا لعدم توفر الأمصال الطبية ضد أمراض الحصبة وشلل الأطفال وغيرها من أمراض الطفولة ويؤكد تقرير اليونسيف بأن نحو 320 ألف طفل معرضون لسوء تغذية حاد يمكن أن يسبب الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي وأمراض أخرى تنتقل عن طريق المياه .
كما يحتاج عشرة ملايين من أطفال اليمن إلى مساعدات إنسانية لتلافي المزيد من تدهور الأوضاع بشكل اكبر في المستقبل إذا ما استمرت الحرب وتؤكد اليونسيف بأن نحو 10 ألاف طفل تحت الخامسة استشهدوا العام الماضي بعد إصابتهم بأمراض كان يمكن الوقاية منها.
ولا تتوقف الأضرار عند هذا الحد فقط فقد شملت مجالات أخرى تتعلق بحياة الأطفال ومنها ما يكون لها آثار عميقة وخطيرة في حياتهم المستقبلية ومن تلك الآثار كما يقول الأطباء والمختصون ما تكون منذ مرحلة مبكرة في حياة الطفل حتى وهم أجنة في بطون أمهاتهم ويؤكد المختصون بأن الأطفال يظلون أكثر الفئات الاجتماعية تأثراً بما تخلفه الحروب من آثارٍ نفسية. آثار الحرب وتظهر الآثار التي خلفها العدوان على الطفل بحسب التقرير في عدة صور منها على سبيل المثال لا الحصر الفزع الليلي ومعاناة القلق والشعور بعدم الراحة والإصابة بحالة “الفوبيا” أو الخوف من الأصوات والظلام. وكذلك الانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللاإرادي أو زيادة في التبول إلى جانب ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر والكذب..
وظهور مشكلات في الكلام، كالتلعثم أو الفقدان الوظيفي للكلام وكذا حدوث اضطرابات الأكل. وغير ذلك من الآثار التي يتسبب بها العدوان بتعمده استهداف الأطفال اليمنيين كما يقول سياسيون وأكاديميون لخلق جيل مضطرب غير قادر على القيام بدوره في حياة البلد السياسية والاجتماعية. ويشير أخصائيو الطب النفسي بأن هذه الآثار قد تتحول إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها.