نائب رئيس لجنة المخترعين العرب: الشاب اليمني يتصدر المراتب الأولى دون منازع
الثورة نت/..
يرفع اسم اليمن عالياً في أكثر من محفل عربي ودولي ، تم تكريمه مؤخراً في المعرض الدولي للمخترعين الذي استضافته مصر مؤخراً بجائزة أفضل اختراع عن مشروعه في مجال البيئة والتقنية الحيوية ، لم يتجاوز الثلاثين من عمره ولديه أكثر من ستة اختراعات منها اختراعان مسجلان باسمه ، وأخرى لم يتم تسجيلها بعد لخصوصيتها وحفاظاً على سرية النتائج التي توصل لها..
في حوار خاص مع/ ” شباب ومهارات ” قال المخترع اليمني المهندس أسعد عطاء : بداية أحب أن أنوه إلى أن عملي في جانب البحث العلمي أكثر من جانب الاختراع ، حيث اعمل في مجال البحث العلمي منذ كنت في دراستي الجامعية وكنت شغوفاً جداً في العمل البحثي. وعن أول ابتكار له قال عطاء : أتذكر أنني بدأته في عام 2009م أثناء عملي في بحث التخرج بقسم التقانة الحيوية وتكنولوجيا الأغذية بجامعة ذمار ، حيث كنت أعمل على دراسة تأثير مضادات حيوية تم استخلاصها من الثوم والبيض على عدد من الميكروبات المرضية، وقد توسعت مداركي في العمل البحثي ومنها خرجت بستة ابتكارات في البحث، إلا أني لم أستطع تسجيلها كونها تنصب في الجانب البيولوجي والتي لم أجد طريقاً لتسجيلها وفي آخر المطاف اضطررت إلى حفظها دون أن أقدم على تسجيلها رغم وجود عروض من دول عربية لتسجيل الابتكارات التي وصلت إليها خوفا مني على كشف النتائج التي توصلت إليها .
أما عن دور المدرسة والأسرة في حياته العلمية رجح عطاء دور الأسرة على دور المدرسة كون الأخيرة تعتمد في عملية التدريس على طريقة التلقين فقط، منوهاً بأن أسرته متعلمة فوالداه استكملا دراستيهما الأساسية ووالده مثقف ومطلع على العديد من الكتب العلمية وقد ساهما بشكل كبير في وضعه هو وإخوانه في المسار الصحيح لتحصيل العلم وله أخ فائز بعدة جوائز منها جائزة رئيس الجمهورية للشباب في مجال القصة القصيرة ، وأضاف بأن قدوته العلمية في العائلة هو عمه البرفسور منصور على عطاء، أستاذ الإحصاء الحيوي بجامعة صنعاء ، ولم ينسَ عطاء صديق درب الاختراع منذ الطفولة ورفيقه في معرض المخترعين والمعارض السابقة المخترع ميثاق التام الذي عمل معه منذ أن كان عمره تسع سنوات في عدة اختراعات أبرزها طائرة صغيرة وجهاز إنذار واختراعات كثيرة .
وبطموح كبير تحدث عطاء عن حلمه قائلاً : هناك العديد من النقاط التي أسعى إلى تحقيقها ، لكن لا أستطيع ذكر أهم حلم لي ، واكتفي أن أقول احلم بأن أخدم (الإنسان) دون النظر إلى العرق أو الجنس أو الديانة أو اللون ، وذلك من خلال توجيه الأبحاث التي اسعى لعملها لخدمة البشرية كما عمل العالم الشهير لويس باستور وجورج مندل . كما استعرض واقع الشباب اليمني اليوم واصفاً إياه بأنه واقع صعب للغاية ومحبط من كل النواحي مستعرضاً ما استجد خلال السنوات السابقة إلى الآن من ازدياد البطالة والفقر والحروب وظهور الجماعات الإرهابية التي جعلت من الشاب لقمة صائغة لاستخدامه كأداة للقتل وتدمير الوطن والإنسان . ومن موقعه كنائب للجنة المخترعين العرب وحضوره العديد من المعارض والمؤتمرات المحلية والخارجية يؤكد عطاء أن الشاب اليمني يتصدر المراتب الأولى دون أي منازع رغم وجود شباب من دول العالم توفرت لهم المادة والمال إلا أن الشاب اليمني ذو الإمكانيات البسيطة والمهمش من الدولة يتميز دوماً معدداً، مشاركات شباب اليمن خلال العام الماضي وفي ظل الحرب والحصار على اليمن في عدة معارض دولية كمعرض ماليزيا والكويت ومصر للاختراع واستطاع شباب اليمن أن يحصدوا المراكز الأولى دون منافس .
تكريم عطاء عن أفضل اختراع وعن مشاركته الأخيرة في المعرض الدولي الثاني للمخترعين الذي استضافته القاهرة يقول : لقد شارك اليمن بوفد تكون من سبعة مخترعين تنوع الوفد بأن ضم نخبة من الشباب من معظم المحافظات اليمنية خاصة عدن وحضرموت وذمار وإب وتعز، وبالرغم من عدم وجود دعم حقيقي لهذا الوفد إلا أن وجود دعم جزئي من قبل المؤسسة العامة للاتصالات وبنك اليمن والكويت خفف قليلاً عن الوفد ، شارك الوفد بعدة اختراعات وهم :- سليم ثابت المياح عن اختراع الكهرباء نشوان عبدالماجد الحميري عن اختراع مرياح ، صادق محمد الفقيه عن اختراع طاقة الرياح ، فهد عشن باعشن عن اختراع كبينة الحياة ، فياض بن طالب عن اختراع تكرير النفط بالزيوت النباتية ، ميثاق محمد التام عن اختراع ميثاق تاك ، وقد تميز المخترعون كل باختراعه . كما أكد لنا بأنه حصل على عدة عروض من مؤسسات وشركات طبية لتبني واستثمار بعض الأبحاث التي أنجزها خاصة المتعلق بتنقية مياه الصرف الصحي YEMDISH والمضاد الحيوي ذو الفعالية الواسعة على الميكروبات YEMCIN ” التي فازت بجائزة أفضل اختراع في المعرض الدولي الثاني ”
واضاف بأن معظم العروض مغرية جداً منها عرض يسمح له باستكمال أحد الأبحاث الذي أنجزها بإجراء تجارب في سويسرا ، لكنه رفض كل تلك العروض ، لافتاً إلى أنه تلقى عرضاً من أحد المراكز البحثية الغربية لأحد الابتكارات التي توصل لها لكنه مازال رافضاً للعرض رغبة باستثماره في وطنه ، إلا أنه يقول قد أضطر للموافقة عليه في حال ظل الوضع هكذا مع عدم وجود دعم جاد من قبل الحكومة للمبدعين ، وسيكون آخر الخيارات التي امتلكها هو الموافقة على العرض وأتمنى أن لا أصل إلى ذلك الخيار .
عطاء لم يتجاوز الثلاثين من عمره ولديه أكثر من ستة اختراعات منها اختراعان مسجلان باسمه ، وأخرى تتعلق بمجال الطب والبيئة لم يتم تسجيلها بعد لخصوصيتها وحفاظاً على سرية النتائج التي توصل لها . وكما يبدو فإن أسعد لن يتوقف عن العطاء ولن يكتفي بما حققه من نجاح فلديه الكثير من الأبحاث التي يعتزم إنجازها خاصة المتعلق بالخلايا السرطانية والتي أن كتب لها النجاح فستحقق طفرة في علاج الخلايا السرطانية على مستوى العالم كما أشار إلى ذلك البرفسور ” هارلد سون ” الحاصل على جائزة نوبل في الطب 2008م بعد أن اطلع على جزء من خطة البحث التي قدمها له أسعد عطاء .
وعلى الصعيد العربي اختتم عطاء حديثه بالقول : نحن نعمل مع نخبة من المخترعين والباحثين العرب لإنشاء أكبر كيان عربي يخص المخترعين والباحثين في الوطن العربي ، وقد قطعنا شوطاً كبيراً ، وسيتم التحدث عنه بالتفصيل حال الانتهاء منه . وبالرغم من عمله كمعيد في كلية العلوم التطبيقية بجامعة ذمار إلا أنه يفكر جدياً باستكمال دراساته العليا والتخصص في مجال نادر واستغلاله في مجال الأبحاث التي يحب العمل فيها.