الثورة / عبدالقدوس طه
> مستشارة اوكسفام : الحرب على اليمن دمرت كل شيء وخلفت كارثة تفوق قدرة منظمات الاغاثة
اوضحت مستشار السياسة الانسانية في منظمة اوكسفام سلطانة بيجوم أن الحرب على اليمن تسببت في كارثة حرجة تفوق قدرة منظمات الاغاثة في تلبية احتياجات السكان مع استمرار تجاهل المجتمع الدولي للعمل على انقاذ المدنيين. وقالت سلطانة بيجوم في حوار مع قناة “TV.” N الالمانية ، الاربعاء 6 ابريل ، في برنامج خصص لمناقشة الحرب والكارثة التي يتعرض لها الشعب اليمني جراء العدوان : أن الحرب التي تقودها السعودية خلفت عددا مماثلاً من المحتاجين الذين خلفتهم حرب سورية: فمنذ عام والمملكة السعودية تدمر اليمن وبالكاد تستوعب منظمات الإغاثة مثل أوكسفام دفع المعاناة الناجمة عن ذلك. وأضافت بيجوم أن السكان بحاجة الى 90 % من المواد الغذائية لكن الحصار على المؤانى والمنافذ تسبب في انعدام الاحتياجات الأساسية والمواد الغذائية والدواء. ولافتت الى أن الدمار لحق بالمصانع والجسور والطرقات والأسواق وبالتالي لم يعد يصل للبلد أي شيء على الإطلاق “وإن حدث ووصل شيء عن طريق الصدفة فيصعب إيصاله إلى المحتاجين بسبب الطرق والجسور التي دُمرت. وقد أدى ذلك إلى نقص في المواد الغذائية والأدوية والوقود”. وتحدثت مستشارة اوكسفام البريطانية: “مر عام من الحرب الوحشية وبالطبع من قبل هذا التصعيد كان عشرة ملايين شخص في اليمن لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء ، إذ لم يعد بمقدور الكثيرين هناك شراء الغذاء الجيد لأنهم فقدوا وظائفهم. والمحلات التجارية لم تعد توفر الإمدادات بالمواد الغذائية لأن الناس لم يعودوا قادرين على الدفع على أية حال “. وذكرت أن التحالف السعودي يواصل قصف اليمن بصورة منتظمة حيث يشن غارات جوية يوميا . ولفتت الى أن المناطق الحدودية خاصة صعدة وحجة تعاني نقص شديد في المواد الغذائية كما أن المناطق الساحلية تعرضت لدمار كبير ولا يحصل المواطنين على الخدمات الأساسية. وأكدت أن خطط المنظمة باتت محدودة للغاية وخاصة في العاصمة صنعاء، “التي يتواجد مقرنا الرئيسي فيها ولكن مايزال لدينا عدة مكاتب في مناطق عديدة في البلد نسافر إليها من صنعاء. فمنظمة أوكسفام تعمل في عدة مجالات: بدءاً بتوفير مياه الشرب النظيفة ومروراً بتوفير المواد الغذائية الجيدة ووصولاً إلى توفير الخيام للعائلات المشردة”. وأشارت سلطانة بيجوم الى جملة من التحديات الخطيرة التي تواجه عمل المنظمة في المناطق الجنوبية حيث تنتشر الجماعات الارهابية. وقالت :”هناك العديد من المجموعات المختلفة التي تنشط في اليمن والتي تشكل جزء من التحديات التي تواجه البلد ، يوجد في بعض الأجزاء من البلد فراغ أمني، وخاصة في الجنوب. وهذا لا يجعل عمل منظمة الإغاثة سهلاً هناك. وقد يكون من المجازفة الذهاب إلى هناك لتوزيع مواد الإغاثة أو تقديم المساعدة. وكلما طال أمد هذه الحرب، كلما زاد ظهور هذه الجماعات وزاد استغلالهم للثغرات”. ورأت سلطانة بيجوم أن هناك بعض التفاؤل في أن يتوقف إطلاق النار ويتم عقد محادثات السلام “كما أن من الواضح أيضا أن هذه المرة يجب أن تعقب الأقوال الأفعال حتى الآن، لا يشعر أحد بالأمان من مجرد إعلان عن عقد محادثات السلام”. وتابعت “شهدنا للأسف خرق عمليات وقف إطلاق النار قبل أن تبدأ فعلا ، لكن هذه المرة نأمل أن تكون موثوقة حقا حتى يتمكن الناس من التحرك بحرية وتتحرك عجلة التجارة والشراء في البلد وغير ذلك”. واستدركت:” حتى إذا انتهت الحرب غدا، سيبقى هذا الحال بالضبط: إذ سيستغرق أمر إعادة البنية التحتية للمياه والخدمات الصحية والمدارس والأسواق والمحلات التجارية عقوداً من الزمن. فالمجتمع اليمني تراجع إلى منتصف الطريق. ولن يكون من السهل تجنب ذلك خصوصا مع الأزمة المالية وانهيار الاقتصاد في البلد”.