الكويت باد من عنوانه !
محمد السقاف
صدقوني ليس تشاؤماً ولا قنوطاً ولا يأساً من فرج الله لا والله ولكنها مجرد قراءة بديهية للعناوين البارزة التي يرسلها لنا عدونا البغيض من خلال ممارساته الغادرة التي ينحوها في الآونة الأخير بينما يتحدث عن بوادر هدنة ومفاوضات جدية حقيقية لإيقاف الحرب وبينما كان يوهم الجميع أنه يتوجه حاملا حمامة السلام وهي أيضا ما يمكن أن يفهمه ويشعر به المواطن اليمني الذي بدا لوهلة وجيزة متفائلا بالخلاص القريب وبأن محنته العصيبة شارفت على الانتهاء في الثامن عشر من الشهر الجاري في دولة الكويت.
فبالله عليكم كيف يمكن لهذا المواطن الجريح في هذه الظروف المحبطة أن يحافظ على شمعة أمله متقدة إلى ذلك الموعد الموسوم وريح العدوان الباغي لا تكل عن مداهمته كل حين للفتك بتفاؤله من كل جبهة وصعيد أو كيف يمكن إقناعه أن السعودية ومن وراءها صادقة في نواياها البيضاء المزعومة وهو يشاهد بعد كل مجزرة قبيحة هنا مجزرة أخرى أقبح هناك ومن وراء كل زحف لمرتزقته في مآرب زحفا تاليا أتعس من الذي قبله في ميدي أو في ذوباب أو الجوف وزد على هذا وذاك القرار الفندقي الأخير باستبعاد النزيل خالد بحاح من غرفتيه في الجناحين العلويين الفاخرين وإنزاله في سرير أصغر في الطوابق السفلية وتأجير واحدة منهما لجنرال عجوز مطرود من رحمة الوطن وأخرى لمرتزق خائن لنفسه وعشيرته والناس أجمعين.
المهم وفي خلاصة هذا المقال صدقوني يا شعب بلادي فإن الذي أفلح في إطفاء اللقاءات السابقة في عمان وفي جنيف وتكفل بغذاء نار الحرب لأكثر من عام لن يرضى عن الكويت ولا عن غيرها حتى ولو كانت عائلة آل سعود هذه المرة قد عزمت فعليا على التخلص من وجع رجالكم والفرار من المصيبة على أرضكم التي التهمت الجنود والحديد ودفنت تحت ترابها الضباع والوحوش والأغبياء من كل الجنسيات فالكويت وإن أخبروكم إنه مختلف عن جنيف وعمان إلا أنه كما ترون باد من عنوانه وأسياد بني الصباح وآل سعود وبني الكلاب المسعورة الذين يوفرون لهم السلاح والسكاكين سيكونون هناك في الكويت بالمرصاد وجاهزون لذبح أي اتفاق مطروح على الطاولة.وعليه أقول: لا تركنوا إلى الذين ظلموا واركنوا فقط إلى القوي العزيز الذي يحبكم وتحبونه.. اذهبوا إليه واهرعوا له ومعه فهو أهل لثقتكم وتفاؤلكم وهو كفيل بنصركم والقصاص العادل لكم وله والشافي لغليل صدوركم فهل أنتم به مؤمنون وعليه معتمدون؟