من المستفيد من دمار اليمن؟
عبدالسلام الحربي
* حب الوطن من الإيمان.. والحفاظ عليه واجب وطني وإنساني والمساهمة في بنائه ونهوضه وتطوره فرض عين على الجميع من أبنائه.. على اعتبار أن أي تطور أو رقي أو أمن أو استقرار يعم الوطن هي مكاسب تعود ريعها ومنافعها وخدماتها على أبناء الشعب..وأي أضرار أو خراب أو دمار أو عدوان أو أحداث سواء من الداخل أو من الخارج هي أضرار تعود أضرارها على أبناء الشعب وهو من يتحمل أعباءها وظروفها اليومية وخصوصاً أصحاب الدخل المحدود وبعض الشرائح الاجتماعية الفقيرة.. باستثناء أصحاب المال والثروة والشركات الاستثمارية من رجال المال والأعمال في القطاع الخاص والقطاع العام لأبناء كبار القوم في أجهزة الدولة ومرافقها المدنية والعسكرية الذين كانوا ضمن الحكومة ومن أصحاب صنع القرار السياسي الذين عملوا على استخدام موارد البلاد إلى أجندة وأرصدة خاصة وشراكة وطنية مع رجال الأعمال في القطاع الخاص وهم من أسهموا في رفد القطاع الخاص بالمال على إقامة شراكة تجارية واستثمارية في داخل الوطن وفي دول الخارج.. ولا اختلاف بين تجارة المال العام من خزينة الدولة لحمران العيون من وزراء وقادات وأحزاب ونخب قيادية فيها وبين تجار رؤوس الأموال الخاصة ومن استثمروا عرق الجبين وسنوات الجهد والعمل والاغتراب خارج اليمن.. بل الفرق هو تسمية هذه المشاريع والمصانع والفنادق والمحلات التجارية بأسماء مستعارة .. خوفاً من أن ينكشفوا أمام أبناء الشعب.. واحتياطات من أن يثور الشعب أو يطالب بتحرير إرادته الوطنية من استبداد نظام الدولة وقياداتها الذين عملوا سنوات بنظام المنافع والمصالح الخاصة وحافظوا على كرسي الوزارة والمؤسسة والوحدة العسكرية لهم ولمن يتبعهم من القرابة والأولاد والأحفاد.. ظناً منهم أن الوطن ملك خاص.. غير مدركين أن للصبر حدود وسياسية التجويع والفقر والبطالة لابد لها أن تنفض غبار من عملوا على جعلها هكذا.
* ومن كل العوامل والظروف والمعاناة لهذا الشعب.. الذي كان قدره المحتوم في إزالة رواسب الماضي في يوم كان الشعب مع قدرهم المحتوم أولئك المرهبات وسلاطين الدولة أن الزمن قد ولى والوقت قد حان للتغيير واستبدال ما ينفع الشعب ويمكث على الأرض من رجال مخلصين وقيادات وطنية نزيهة وشريفة بديلة لمن أثقلوا الشعب بالفقر والبطالة وإشعال الفوضى والحروب الداخلية وإلهاء الشعب عن فسادهم ونهب أموالهم من خيرات وثروات بلادهم ووطنهم وهم يتقهقرون إلى أبسط الخدمات ووسائل الحياة الاقتصادية المناسبة..فكان انتصارهم لثورتهم في التغيير .. في الحادي عشر من فبراير العام 2011م يتطلعون إلى يمن جديد ودولة يمنية حديثة.. تغيير إلى الأفضل وتحقق احتياجات أبناء الشعب اليمني كل الشعب.. دولة العدالة والمساواة والحرية والكرامة والنهوض والرقي والازدهار في كل المجالات الوطنية وعلى كل أرجاء الوطن اليمني.
* ومع أن التغيير والمطالب لأبناء الشعب جاءت من كل سنوات الظروف والهموم والاحتياجات وإنهاء كل أحداث الماضي وتطلعهم إلى وطن جديد آمن ومستقر ودولة خالية من الفساد والمفسدين وطن يحتضن الجميع وقيادات ولاؤها للشعب ومكاسبه بعيدة عن الولاء لقوى الخارج وأنظمتها، إلا أن من فقدوا مصالحهم ومن قام الشعب بثورته ضدهم ومن كانوا يحصلون على الأموال من الخارج.. حولوا ثورة الشباب ومطالب الشعب إلى أحداث ورهانات سياسية وتداعيات القوى الخارجية للعدوان على بلادنا وشعبنا من قبل السعودية وأمريكا ومن تحالف معهم في تدمير مكاسبنا ومقدراتنا وقتل أبناء شعبنا أكثر من عام كامل ولا يزال دون أي مواقف تذكر حياله ودون أي ضمير إنساني أو أخلاقي أو وطني حيال ما يتعرض له شعبنا من أحداث ومواجهات وظروف إنسانية صعبة.
* وفي ظل ما تشهده بلادنا وأبناء شعبنا من عدوان سعودي وأمريكي متواصل وأحداث ومواجهات في معظم المحافظات اليمنية وظروف إنسانية صعبة واستمرار الدمار والخراب لكل شيء في بلادنا .. وفي ظل رهان القوى السياسية وأطراف الحوار السياسي.. وفي ظل الأجندة من أصحاب المصالح والعمالة .. وغياب بعض القوى الوطنية والوجهاء العقلاء وأصحاب الرأي ورجال الدين من العلماء عن القيام بدورهم الوطني والإنساني حيال كل ما تمر به بلادنا هذه الأيام.. فإن السؤال الذي يطرح نفسه أمام الجميع.. من المستفيد من كل هذا العدوان والقتل والدمار والظروف الإنسانية الصعبة.. وهل يدرك الجميع أن كل ذلك لن يفيد أحد باستثناء أصحاب المصالح والعمالة.. وأن المتضرر الوحيد هم أبناء شعبنا البسطاء الذين يتحملون كل هذه الأحداث وقصف العدوان ودماره على بلادنا وأبناء شعبنا..