“بعد فشل ميدي !!!
النظام السعودي ينقلب على هدنة الكويت
مطهر الاشموري
النظام السعودي يريد بالتأكيد الخروج من مستنقع اليمن ويتمنى ذلك, ولكنه مثلما اكتشف لاحقا أو متأخرا أن دخول مستنقع اليمن مشكلة له, فالخروج أيضا بات مشكلة أكبر.
إذ وصل في التفكير إلى واقعية ووعي أن مسألة الخروج باتت مشكلة له في تداعياتها وتبعاتها وأبعادها أكبر من البقاء أو الاستمرار في العدوان تصبح أفضليته الاستمرار في العدوان مادام ذلك أهون الشرين أو المشكلتين في قراءته أو تقديره.
أستطيع من هذا التأكيد والجزم بأن النظام السعودي بعد فشل ثمانية زحوفات على ميدي لم يعد يريد هدنة الكويت المفترض أن تبدأ في في العاشر من إبريل الحالي 2016م وهو لا يقبلها بل ويرفضها.
كل ما في الأمر هو أنه لا يريد لا مباشرة رفضها كطرف ولا أن يمارس الرفض بخرقها كما الهدنات السابقة خاصة والهدنة هذه المرة جاءت من توافق دولي وتحديدا أمريكا وروسيا بما يجعل لاختراقها تبعات لا يريد النظام السعودي الدخول في دوامة حساباتها.
ولذلك فهو وبعد فشل الزحف الثامن على ميدي سارع لتبني تغيير فكرة الهدنة من أساسها لتفرغ من مشمولها وجوهرها وتصبح اللاهدنة وإن بمسمى”هدنة”.
لقد ضغط على المندوب الأممي “ولد الشيخ” أن يتبنى مقترح الهدنة كمجرد إعلان للأمم المتحدة يدعو الأطراف اليمنية فقط إلى التهدئة والذهاب إلى حوار الكويت, فيما تعهد النظام السعودي أن يقوم ومن خلال واشنطن ولندن وباريس بتأييد بديلة كهدنة “اللاهدنة” كمقترح للمندوب الأممي إلى اليمن “ولد الشيخ” يصرف كلاما للأطراف ليغريها على طريقة أن عبدربه هادي لم يعد في عنتريات جنيف1 وجنيف2 أو يقول على الأطراف اليمنية انتهاز الفرصة المواتية وربما النادرة في حوار الكويت للسير باتجاه الحل السياسي وبما يقرب الحل.
سيقول الكثير من هذا الكلام ليجعل المؤتمر وأنصار ألله يسيرون في حوار الكويت دون تحقيق شرط وقف العدوان وبالتالي فولد الشيخ يمهد بهذا الأرضية اليمنية لتقبل بمقترحه الذي هو في الأصل فكرة وتفكير النظام السعودي.
عندما تعلن الأمم المتحدة أنها ستبدأ من العاشر من إبريل 2016م فيما حوار الكويت في 18 من ذات الشهر فذلك يؤكد أن هذا الإعلان الأممي ذاته قد اشترط ومن ذاته وقف العدوان أو الحرب من أجل التئام الحوار وفاصل الأسبوع كهدنة لتحقق شرط التئام الحوار وهو إيقاف العدوان أو الحرب.
وبالتالي فإيقاف العدوان أو الحرب هو شرط أممي في الإعلام ولم يعد شرطا يمنيا وذلك ما يعمل النظام السعودي من خلال استجابة المندوب الأممي”ولد الشيخ” لأي طلب له على إلغائه كشرط أممي للأمم المتحدة أو مجلس الأمن, وبالتالي نسف الهدنة ونسف الحوار وباسم الهدنة وباسم الحوار.
أعتقد أن المؤتمر الشعبي وأنصار ألله في كامل الاستيعاب لما يجري وما يرتب من قبل النظام السعودي, ويعنيني ذلك كوعي أكثر ما يعنيني ما سيسيران فيه كقرار سياسي.