دموع فيدريكا
حميد حسين القطواني
السيدة فيدريكا موغريني الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي ذرفت دموعها بغزارة أثناء حديثها في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل أيام عن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسل.
لم تستطع هذه السيدة الوقوف أمام عدسات الكاميرا فتوارت عن الأنظار لتجهش بالبكاء والعويل على الضحايا الذين سقطوا جراء ذلك العمل الإرهابي.
لقد عم الحزن القارة العجوز عندما ذاقت من نفس الكأس التي شربتها الشعوب العربية التي ظلت ضحية للتطرف والإرهاب المستمر للجماعات المتطرفة.
لم يجد المواطن العربي تعاطفا أوروبيا أو حتى إدانة صريحة لما ترتكبه الجماعات المتطرفة في الكثير من الدول العربية, بل على العكس ينُظر إلى تلك الجرائم باعتبارها نتاجاً عربياً خالصاً يرتبط بالقناعة للجماعات وليس إرهاباً عابراً للحدود وها هو يضرب أوروبا في أكثر من مدينة وأكثر من عملية.
الأشقاء والأصدقاء العرب والأجانب بخلوا طوال محنتنا ولم نشاهدهم يذرفون حتى دمعة واحدة تسقط على أشلائنا عندما تعرضت مساجد وساحات وأسواق الوطن لمثل تلك الأعمال الإرهابية.
أجزم بأن هذه الأعمال الإرهابية لم تستهدف مواطني بروكسل فحسب, بل استهدفت مسلمي بلجيكا وكذلك الدين الإسلامي والذي يحظى بدعم حكومة هذا البلد في إطار الحقوق والحريات المكفولة في قوانين ودساتير العديد من الدول الأوروبية, ومثل هذه الأعمال الإرهابية تلقى رفضاً قاطعاً كما تجرمها جميع القوانين والديانات الأخرى.
أخيراً نسأل من الله الرحيم أن يعم الخير والأمن جميع البشرية وأن يسود السلام والسعادة جميع الأقطار على هذا الكوكب وأن لا نرى دمعة على أي وجه لرجل كان أو سيدة.