الثورة / أحمد الطيار
بدت مسألة توفير المياه للأسر في العاصمة صنعاء في غاية التعقيد حاليا في الوقت الذي تجاهد الأسر لتأمين تكاليف معيشتها اليومية وسط تصاعد في التكاليف بشكل لم يسبق له مثيل.
فمسألة شراء خزان للمياه لتوفير الماء لمنزل أو شقة في عمارة سيكلف 70 ألف ريال على الأقل قيمة خزان بسيط وبطارية ولوح شمسي ومولد لضخ المياه فيما من لم يستطع توفيره عليه الجري نحو خزانات السبيل والانتظار لدوره لتعبئة الدبات بما تيسر له .
قصة الحصول على قطرة ماء باتت من اكبر المشاكل التي تواجه الأسر اليمنية بالعاصمة صنعاء مع ضعف امدادات المياه من مؤسسة المياه من جانب وصعوبة دلو المياه من الخزانات الأرضية للمنازل من جهة وعدم وجود كهرباء لتشغيل المضخات للأدوار العلوية في العمارات والبيوت ذات الطوابق الأكثر من اثنين .
في العمارات هناك مشكلة أخرى أكثر قلقا فالشقق وخصوصا المستأجرين يواجهون مشكلة إما خيار الشراء المتواصل لوايتات المياه وتحمل تكاليف رفع المياه من الخزانات الأرضية عبر الدينمو (الشفاط) وهذه مبالغ باهظة في الشهر أو اللجوء لدبات الماء فئة 10أو 20 لتر عبر الدلو وهي عملية مجهدة للعضلات من جهة ومثيرة للشفقة وتؤدي للمشاحنات بين الأسر المستفيدة وهنا مكمن المشكلة.
وفقا لدراسات حديثة قالت الباحثة الاجتماعية إيمان شرهان إن نحو 13.5 مليون إنسان يمني يعانون من شحة المياه الحادة في 2015م ،في العاصمة صنعاء تقدر الحاجة للمياه بنحو 90% وفقا للمقاييس العالمية،وتضيف الحاجة لمياه الشرب تتفاقم في العاصمة صنعاء نظرا للصعوبات التي تواجه إمدادات المياه من المؤسسة العامة للمياه وفروعها.
تكلفة
حين يقرر رب أسرة ما شراء خزان إضافي أو امتلاكه لأول مرة عليه أن يعرف انه سيحتاج راتب شهر أو شهرين مقابل تمكنه من الحصول على خزان يستوعب 10 براميل حيث سيكون بـ25 ألف ريال وحين يقرر ربطه بدينمو لرفع الماء إلى الأعلى في العمارة أو المنزل البسيط سيكون عليه دفع 15000ريال كقيمة الديمنو الخاص بالطاقة الشمسية وهناك 35 ألف ريال قيمة بطارية 100 أمبير ولوح بـ20000 ريال فيما ستكلف الانانبيب 1000 ريال وعندها ستكون القيمة 100 ألف ريال يحتاج شهور طويلة لتوفيرها فما نوع هذه الحياة والهم الذي تلاقيه الأسر .
فجوة
كان سكان صنعاء قبل الحرب يعانون من مشكلة المياه ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يصل نسبة السكان الذين يحصلون على مياه الشرب النقية في أمانة العاصمة بسهولة ويسر بحوالي 26% فقط. ويتوقع أن يكون حوض صنعاء أول حوض تنفذ منه المياه الجوفية وذلك خلال فترة قد لا تتجاوز الـ20 عاما. لكن هناك من يذهب إلى أن غياب التكنولوجيا اللازمة لتقدير حجم الاحتياطي المائي بدقة مثل الرادارات والأقمار الصناعية وغيرها يجعل تحديد فترة النفاذ صعبة وان كان لا يقلل من حجم المشكلة.
طبيعة المشكلة
تظهر المشكلة بصنعاء من ناحيتين الأولى ارتفاع تكاليف المياه بنسبة 100% خلال عام 2015م بسبب ما يعرف بارتفاع الديزل والوقود والثاني بسبب توقف إمدادات مؤسسة المياه أو عدم انتظامها بالشكل المطلوب مما خلق زيادة في الطلب على المياه المشتراه من القطاع الخاص وهذه مرتفعة وتبلغ قيمة الوايت الواحد 3000 ريال فئة 25 برميلاً .
ومما زاد من المشكلة هو صعوبة الحصول على الماء للمنازل بسهولة أو كما هو معهود عبر شبكة من الخزانات إلى المطابخ والحمامات ،فهذه فقدها كثير من المنازل نظرا لانعدام الكهرباء وأيضا لتعدد الأسر في العمارات والاهم ارتفاع التكلفة حيث يتعين على الأسر دفع مابين 9000-6000 ريال شهريا لضمان إمدادات بحدها الأدنى وهذا مكلف على الأسر البسيطة وذات الدخل المحدود كالموظفين.
شحة المياه
تظهر شحة المياه بالعاصمة صنعاء واضحة للعيان في كل شارع وحي فحين تدخل الشوارع الخلفية ترى طوابير لا تنتهي عند خزانات السبيل يقوم بها الأطفال والنساء للحصول على المياه المجانية ورغم أنها حسنة تسجل لأصحابها إلا أنها تكشف علميا مدى النقص الحاد الذي تعيشه العاصمة صنعاء ومدى حاجة الأسر لإمدادات المياه ،ومدى المعاناة التي تخلفها هذه المشكلة.
تصوير/ فؤاد الحرازي