صرخة في الفراغ العربي الأجدب ..!!
عبدالله الصعفاني
لا أريد التسليم بأن مسار هذه الأمة العربية المضروبة في عيونها وصل إلى نهاية الطريق المسدود .. ومبعث هذا الرفض أمران .. الأول قول حكيم بإمكانية أن يبزغ من العدم طريق جديد، وزمن جديد ، وأجوبة جديدة باستفهاميات معلقة مصلوبة على أعمدة الكهرباء والهاتف الثابت .. والأمر الثاني هو الرغبة في عدم التسليم لقناعات عميان هذه الأمة ممن تحجرت قلوبهم في مستنقع الكراهية والحقد والمتاجرة بدماء الشعوب !
· وعذرا لهذا التهور المتفائل من وسط شلالات الدم وغرف التآمر تنفيذاً لمشروع أوسطي كبير تجري فيه إرهاصات تمزيق الدول العربية ونهب ثرواتها لتبقى إسرائيل هي القوة الوحيدة في المنطقة، إذ لا بديل عن الإمساك بأي خيط لوحدة الأمة أو تعاونها تنفيذاً للأمر الرباني بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر حتى بعد الذي نشاهده من أفعال تتقلب بين الفاشي والنازي ضد بعضنا .
· ومن جديد أرجوكم ألا تستسلموا للطريق المسدود وقناعات العميان حتى ومعكم كل الحق بصعوبة مخاطبة ضمائر زعامات بليدة ومرتهنة ضد تجنب أي مخططات لأخذ هذه الأمة نحو المزيد من المجهول ولكن .. لا غنى ولا مفر من رمي ما تيسر من الأحجار في المياه العربية الراكدة إلاّ من ارتهان لم ينقلنا من عهد رمادي إلى عهد عدمي فحسب وإنما أعادنا إلى ما هو أسوا من حقب الانحطاط بكل هذه الدماء النازفة بشرايين ومقدرات الفقراء .
· ولا يمكن إعادة الحياة إلى هذه الأمة وإعادة صيغة العلاقات بين الدول العربية عموماً ودول الجوار على وجه الخصوص دون شجاعة تثأر من سنين الجبن والنذالة التي حولت مجاميع كبيرة من الشعوب إلى مجاميع من الهبل، بل وحولت نخبا ثقافية وإعلامية إلى أسرى حالة من البلاهة مدفوعة الأجر.. ولن نسترق أحد خيوط الضوء ونسحبه دون الاعتراف بأن إشكالية بلدان ما سمي بالربيع كانت في أن ذلك الربيع قام على مقدمات غير دستورية وغير قانونية بل وحتى لا تمتلك شيئاً من نُبل الثورات بقدر ما مثلت شريعة قابلة للتكرار، بل أن زعاماتها ومن التفوا حولها انطلقوا من الفكرة الفاسدة التي تعتقد بوجوب الهدم ليتاح البناء، فإذا بالهدم لا يقود إلا إلى المزيد من الهدم على النحو الذي نعيشه اليوم حيث الأمريكي هو الذي يقود أدوات المشهد العبثي والدموي .
· وفي وقفة استدعاء خيط الضوء المتلاشي غضباً وراء سحب الدخان لا أعرف مدى الجدوى من التذكير بأصل الدين الذي يرفض أن تستدعي الدوائر الأمريكية مواقف فتنة مذهبية وطائفية لا علاقة لها بالإسلام ،ويرفض فيها العقل السوي والفطرة السليمة أن يغطي الهدم أي فكرة للبناء والترميم الذي لا يزرع إلا المزيد من العدوان والتناحر على هامش عالم يعمل هناك في أعالي البحار على إنتاج العلم، والفن ، والثراء ، والتصنيع لنبقى عند ذات الاستهلاك للسلاح ، وإهدار الثروات ، وظلم ذوي القربي، وإعادة إنتاج أنفسنا ذلاً، وعقماً ، وفجوراً، وما إلى ذلك من المشاريع القاتلة .