صوابنا ، وخطأ الآخر
عبدالرحمن غيلان
تتلقّفنا الأزمات من كل صوب .. وتنخرنا الخلافات الباهتة التي إن أمعنّا التفكير في منابتها ومآلاتها سنجد أننا أشبه ما نكون بأحمقٍ يغرس سيفه في موج البحر لينتقم من مدد الحياة . كم هي مؤرّقة هذه النزاعات الجوفاء .. وتلك المؤامرات الموحشة التي لا تكلّ ولا تملّ بحثاً عن دماءٍ جديدة تتناثر .. وعن قلوبٍ تتوقّد حقداً أهوج وانفعالات رخيصة لا تمتّ بصلةٍ للإنسانية الحقّة . ثم ماذا؟ وما الذي يمكننا أن نجنيه من تبعاتٍ هزيلة تودي بنا حيث لا نرجو .. وحيث نعضّ أصابع الندم بعد أن نبني أوهامنا على رمال الخطيئة مدّعين أننا نعمل لصالح البشريّة !. الأعجب من ذلك أننا جميعاً ندّعي صوابنا وخطأ الآخر .. بينما لو نظرنا لحقيقة تصرفاتنا وردة فعلنا المتسرّعة لاكتشفنا أننا نغرق في العاطفة السلبيّة التي تجرّنا باتجاه مربّع الشتات والحقائق المفزعة . نقول اننا نمضي باتجاه المستقبل .. بينما نحن نسعى للخلف بكلّ ما أُوتينا من قوّةٍ رديئة .. وبما حشدنا من إمكاناتٍ هائلة إن لم نع دورها ستمضي بنا لقيعان الرخو من الحظوظ البائسة . وطالما ونحن نحمل عقولاً تدرك الحق من الباطل فما الذي يمنعنا أن نراجع مسيرة أعمالنا وننتقد ذواتنا قبل أن يسلخنا الآخر ؟ فالعيب كل العيب أن تكون أفعالنا مخالفة لأقوالنا التي نرفع بها راية المحبة بينما نعمل على تثبيت الكراهية والبؤس الكامن في خطوات الواقع .