لماذا نسينا اليمن؟

في الوقت الذي لا يزال اليمن يشهد حربا منذ عام، لا يزال أيضا الصمت يخيم على البلد. فاليمن يتعرض لحرب بلا توقف، غير أنه لا يلقى اهتمام وسائل الإعلام العالمية مثلما يحدث في سوريا التي احتلت اهتمام وسائل الإعلام بشكل كبير، ومع ذلك يكاد يكون اليمن معرضا للخطر بشكل أكبر من سوريا.
عندما أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة الماضية، بأنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار في 10 أبريل المقبل وذلك كشرط مسبق لمفاوضات سلام جديدة ترعاها الأمم المتحدة والمزمع عقدها في دولة الكويت في 18 أبريل المقبل، شهدت مدينة عدن الجنوبية سلسلة من التفجيرات التي هزت المدينة. وبعدما كانت سوى عملية عسكرية صغيرة ستجري في اليمن لإعادة ما يسمى “الشرعية” بنظر السعوديين، أصبحت الآن في مستنقع كبير غير مرئي.
قبل أيام أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تنفيذ ثلاث تفجيرات انتحارية في مدينة عدن الجنوبية وقتل على إثرها أكثر من  20 شخصا، وكل ذلك يجري في الوقت الذي تواصل فيه قوات التحالف بقيادة المملكة السعودية على رأس ائتلاف من تسع دول عربية، منذ عام، عملية “إعادة الأمل” في اليمن، والتي كانت تهدف بحسب الرياض إلى إعادة ما يسمى “شرعية” عبدربه منصور هادي)، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية وانتهاء ولاية حكمة.
تعتيم مدبر من قبل السعوديين:
إن نتيجة الحرب التي تتعرض لها اليمن مأساوية بدرجة كبيرة في حين سقط أكثر من 6000 شخص قتيل، معظمهم من المدنيين، وذلك في الوقت الذي أصبح هناك ما نسبته 82 بالمائة من السكان اليمنيين في حالة طوارئ إنسانية، بالإضافة إلى 2,5 مليون شخص من اليمنيين أصبحوا نازحين بسبب النزاع الدائر في اليمن. وعلى ذلك، يقول حسن بوشمين، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، لصحيفة ” لو جورنال دو ديمانش”  الفرنسية، أنه ” لا يزال هناك متسع من الوقت لفعل شيء في اليمن قبل فوات الأوان. فاليمن تعيش كارثة حقيقية غير أنه لا يزال المجتمع المدني قويا ومصمما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن في الحقيقة أصبحت اليمن ثقبا أسود”. ومع هذا، أطلقت ست منظمات غير حكومية دولية “صيحة إنذار” إلى المجتمع الدولي الذي اتهمته بالتقصير إزاء الأزمة الإنسانية في اليمن بعد سقوط آلاف المدنيين قتلى وجرحى وتدمير البنى التحتية وتزايد سوء التغذية.
في المقابل، يخيم الصمت العالمي على ما يجري في اليمن وما تتعرض له من حرب راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، وكل ذلك بسبب أن اليمن لا يُعرف بشكل جيد على عكس سوريا أو العراق. ولكن وفقا لديفيد ريغولي روز، الباحث في المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي (IFAS)، فقد قال “السعوديون يريدون منا أن نتحدث أقل ما يحدث في هذا الجزء من العالم، ومستشارون الدول الغربية يسيرون، أيضا، في نفس الاتجاه، وفرنسا، على سبيل المثال، لأن هناك علاقات خاصة بين باريس والرياض”.
في حال تم وقف إطلاق النار قبل المشاورات المقبلة بين الأطراف المتصارعة في اليمن في دولة الكويت، سيكون ذلك الأمر مهما أيضا للمملكة العربية السعودية التي لم تحصل على انتصار كبير على الأرض بضرباتها الجوية القاتلة والعشوائية. ومع هذا يقول الباحث الفرنسي ديفيد ريغولي روزر إن “الفراغ السياسي في اليمن جعلها أرضا خصبة حقيقية للتنظيمات الإرهابية”.

صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية
ترجمة: وائل حزام

قد يعجبك ايضا