القمة العربية.. العودة بعد الفاصل؟!
علي الريمي
انتهى شهر مارس وهو الشهر الذي اعتاد فيه العرب على متابعة فصول المسرحية “الشهيرة” المعروفة بالقمة العربية التي شهدت في السنوات القليلة الماضية حالة من الثبات بالنسبة لآلية الانعقاد في النصف الأخير من شهر مارس من كل عام في الأعوام الأخيرة.
إلا أن نتاج تلك القمة ظل عقيما وبعيداً تماماً عن الآمال والطموحات التي كانت الكثير من الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج تعليها على مخرجات تلك القمم.. ولكن لا حياة لمن تنادي .. إذ تحولت تلك القمة في المرحلة الماضية.. إلى “مولد .. وصاحبه غائب” بمعنى أنها أصبحت قمة تصب في خدمة أو تحقيق رغبات بعض الأنظمة والحكام المحسوبين على العروبة والعرب ولم تعد تؤدي ذلك الدور المناط بها في خدمة القضايا التي تهم الشعوب العربية في حل الخلافات والتباينات في ما بين العرب وبعضهم البعض للأسف الشديد.
ولعل الجميع يتذكر بمرارة ما خرجت به القمة الأخيرة التي انعقدت في 28 و29 مارس 2014م في مدينة شرم الشيخ المصرية، إذ شرعنت تلك القمة سيئة الصيت العدوان الهمجي على اليمن التي كانت السعودية قد دشنته قبل يومين فقط على موعد انعقاد تلك القمة سيئة الصيت العدوان الهمجي على اليمن التي كانت السعودية قد دشنته قبل يومين فقط على موعد انعقاد تلك القمة بما عرف بالتحالف العربي الذي شكلته مملكة آل سعود تحت مسمى إعادة الشرعية للرئيس الفار عبدربه منصور هادي الفاقد لأي شرعية “أصلاً” ليستمر في حكم اليمن!
لكن ذلك التحالف فشل فشلا ذريعا في تحقيق ذلك الهدف “غير الشرعي” رغم مضي أكثر من عام على بداية ذلك العدوان الغاشم الذي دمر الحجر والشجر وقتل وشرد البشر في بلادنا ومازال مستمراً في حربه القذرة على اليمن واليمنيين دون أي مسوغ قانوني أو أخلاقي!
وبالعودة للحديث عن القمة العربية لهذا العام التي كان مقرراً لها أن تقام في المملكة المغربية بحسب الآلية المتبعة في تنظيم أعمال القمة من قبل جامعة الدول العربية “المختطفة” مؤخراً إلا أن الأشقاء في المغرب تقدموا باعتذار رسمي إلى الأمانة العامة للجامعة بداية العام الجاري عن عدم رغبتهم في استضافة القمة للعام الجاري 2016م بداعي انعدام أي مؤشر باتجاه نجاح أعمال القمة لهذا العام فكان أن أصبحت موريتانيا هي البديل لاحتضان القمة “غير المأسوف عليها” وذلك بحسب الآلية المشار إليها في ميثاق الجامعة العربية!
وبالتالي فقد أدى الوضع العربي الراهن المتأزم جداً في أكثر من دولة عربية إلى حرمان الأشقاء في جمهورية موريتانيا من شرف استضافة أو تنظيم القمة العربية في العام الحالي 2016م!
آخر السطور
خلاصة القول.. سواء انعقدت القمة العربية أو لم تعُقد فالأمر سيان لا فرق، فغيابها لا يختلف عن حضورها!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق:
أين ذهب دور جامعة الدول العربية أو الأمانة العامة لهذه الجامعة, ولماذا لم يسع الأمين العام المنتهية ولايته نبيل العربي إلى العمل على انعقاد القمة قبيل مغادرته لمنصبه رسمياً في شهر مايو المقبل وتقلد مواطنه أحمد أبو الغيط للمنصب للسنوات الأربع القادمة على الأقل كان عقد القمة هذا العام سيُحسب للعربي خصوصاً بعد أن حصل على 7 ملايين دولار كمكأفاة له على كل الأدوار التي أداها خلال فترة ولايته كأمين غير أمين للجامعة العربية!
هل يمكن القول أن غياب القمة العربية لهذا العام سيكون غياباً اضطرارياً مؤقتاً وبالتالي فإنها ستعود للانعقاد في العام القادم ولكن بعد انقشاع الغمة التي تمر بها الأمة العربية راهناً، وستكون عودة تلك القمة بعد مرور هذا الفاصل المرير الذي حل بالعرب عموماً وجامعتهم تحديداً.