> تدمير لحاضر اليمن ومستقبله
تقرير/يحيى الحلالي
على مدى عام كامل كشف العدوان السعودي الأمريكي الغاشم عن حقد دفين غير مبرر على اليمن وشعبه، تجلى في استهدافه الممنهج للإنسان والبنيان ومقدرات اليمن كافة وفي مقدمها منشآت التعليم الجامعي والفني والتقني بعموم المحافظات، على نحو جسد سعي العدوان الى تدمير حاضر اليمن ومستقبله.
غايات تدميرية
ما من مبرر بنظر مراقبين لتدمير الجامعات وكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية في عموم اليمن عدا “حرمان الإنسان اليمني من الاعتماد على الذات وأن يكون متعلما وحرفيا مؤهلا وماهرا في مختلف مجالات الحياة”.
بدا ذلك هدفا لتحالف العدوان السعودي بتعمد طائراته طوال عام قصف منشآت التعليم الجامعي وكليات المجتمع وغالبية المعاهد المهنية الفنية والتقنية والتجارية والصناعية والزراعية في مختلف محافظات الجمهورية بلا استثناء .
53 منشأة
بلغ عدد منشآت التعليم المهني والتقني وكليات المجتمع ومكاتب التعليم الفني
والتدريب المهني التي دمرها العدوان كلياً أو جزئياً 53 معهداً مهنياً وتقنياً وزراعياً وكلية مجتمع في 17 محافظة، منها 41 معهداً وكلية عاملة و12 منشأة قيد الإنشاء والتجهيز.
من تلك المنشآت 44 معهداً تقنياً وصناعياً و6 كليات مجتمع، و3 مكاتب لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني. ووفقا لتقديرات حكومية فإن كلفة مباني وتجهيزات التعليم الفني المدمرة جراء العدوان السعودي بلغت 111 مليارا و370 مليون ريال.
جغرافيا التدمير
وبتتبع مواقع المعاهد المهنية والفنية وكليات المجتمع المستهدفة بقصف الطيران والأضرار التي لحقت بها، يتبين أن العدوان السعودي الأمريكي يستهدف اليمن كاملا واليمنيين جميعهم بلا استثناء لمنطقة أو فئة بعينها كما يزعم إعلامه.
كانت محافظة الحديدة الأكثر تضرراً فدمر العدوان ثمان منشآت هي: كلية المجتمع في اللحية، والمعهدان المهنيان في الحوك والدريهمي، والمعهدان المهنيان الصناعيان في الخوخة وباجل، والمعهد التقني ومشغل نسوي في الحالي، ومشغل نسوي في كمران.
صنعاء 7 منشآت
وجاءت محافظة صنعاء في المرتبة الثانية حيث تعرضت 7 منشآت للقصف، هي: المعاهد المهنية في كل من مناخة وجحانة وبني مطر وهمدان، والمعهد التقني التجاري في الحيمة الداخلية، وكلية المجتمع في بلاد الروس بمديرية سنحان، وكلية المجتمع في صرف.
6 منشآت في أبين
وجاءت في المرتبة الثالثة محافظة ابين بواقع ست منشآت هي: المعهد المهني في الخديرة، والمعهد المهني الأوراس في زنجبار، والمعهد التقني الصناعي في الكود، والمعهد التقني الزراعي في جعار، والمعهد المهني في الكود، ومكتب وزارة التعليم الفني بأبين.
الأمانة 5 معاهد
وتلت أبين أمانة العاصمة حيث تضررت جراء قصف العدوان خمسة معاهد هي: المعهد التقني الصناعي في ذهبان، المعهد الوطني للسياحة والفندقة، المعهد الحرفي اليمني التركي في حي نقم، المعهد اليمني الكوري بحي صوفان، المعهد التقني الصناعي بحي سعوان.
لحج والبيضاء وتعز
وتساوت محافظات لحج وتعز والبيضاء بواقع 4 منشآت في كل منها، ففي لحج دمر العدوان ثلاث منشآت، هي: معهد بومدين للتدريب المهني، المعهد الزراعي والتجاري في صبر، المعهد المهني الصناعي في الحوطة، كلية المجتمع في الهجر بمديرية القبيطة.
وفي محافظة البيضاء دمر طيران العدوان السعودي الأمريكي أربعة معاهد هي: المعهد التقني الصناعي في القرشية، والمعهد التقني التجاري في البيضاء، والمعهد المهني الصناعي في البيضاء، والمعهد المهني في السوداية.
أما في محافظة تعز فقد دمر طيران العدوان وأعوانه 4 معاهد فنية تقنية، هي : المعهد التقني الصناعي في الحوبان، ومعهد الخطوة في الأعروق، والمعهد التقني الصناعي والمعهد التقني التجاري في الحصب.
تدمير ممنهج
كذلك الحال في بقية محافظات الجمهورية دمر العدوان السعودي الغاشم في عدن ثلاثة معاهد تقنية وصناعية وبحرية وتدريبية، وفي محافظة صعدة دمر العدوان معهدين تجاري وتقني صناعي ومكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني.
ودمر العدوان في ذمار كلية مجتمع والمعهد الصناعي، وفي إب كلية مجتمع، وفي مارب المعهد المهني، وفي المحويت المعهد التقني الزراعي، بينما دمر ثلاثة معاهد تقنية في كل من حجة وشبوة والضالع، ومكتب وزارة التعليم الفني في عمران.
أضرار الجامعات
ومثلما دمر طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، مختلف منشآت التعليم الفني والمهني، لحقت بمنشآت التعليم العالي والبحث العلمي أضرار كبيرة جراء قصف طيران العدوان على المدن والاحياء السكنية.
ويقدر عدد الجامعات المتضررة بصورة مباشرة وغير مباشرة جراء العدوان السعودي وبصورة أولية بنحو 22 جامعة في مختلف المحافظات. فتضررت الجامعات والكليات الحكومية ومنها جامعات صنعاء والحديدة وإب وصعدة وعدن والبيضاء وذمار وحجة.
كما لحقت أضرار بالغة بجامعة تعز التي توقف فيها التعليم وكذا جامعة حضرموت جراء تعرضهما لأعمال نهب من قبل عناصر ومليشيا العدوان وعناصر تنظيم “القاعدة” الإرهابي.
كما تضررت العديد من الجامعات والكليات الأهلية، والتي بلغ عددها (12) جامعة وكلية والتي كانت أبرزها جامعة الملكة أروى وجامعة آزال، والإماراتية الدولية وتونتك الدولية واللبنانية والعربية للعلوم والوطنية فرع تعز وفرع جامعة الحضارة بعدن والشرق الأوسط وسبأ والأكاديمية اليمنية وكلية اكسفورد، كما طال الدمار الناجم عن قصف طيران العدوان المكتبات والأجهزة الدراسية والمعامل في مختلف الكليات العلمية والأدبية.
خسائر فادحة
وفي حين تقدر مراكز دراسات الخسائر المادية للأضرار التي لحقت بالجامعات والكليات جراء قصف طيران العدوان بـ “مئات الملايين من الدولارات”؛ فإن أضرار الجامعات لم تقتصر على البنى التحتية والخسائر المادية، بل طالت أيادي العدوان الغاشم عددا كبيرا من الطلاب والكوادر التعليمية، كما تسبب قصف العدوان في حرمان أكثر من 360 ألف طالب وطالبة من مواصلة دراستهم وتوقفهم لأشهر في الجامعات الحكومية والخاصة بمختلف المحافظات.
لكن ورغم كل ذلك، إلا أن الدراسة سرعان ما استؤنفت في الجامعات وكليات المجتمع والمعاهد الفنية والمهنية وأجريت اختبارات العام الدراسي المنصرم، وبدأ العام الدراسي الجديد، في ظل إصرار وثبات من قبل المعنيين والطلاب والطالبات وذويهم، ما أكد للعالم أجمع صمود الشعب اليمني في وجه العدوان وتمسكه بحقه في الحياة والتعليم وفي العيش بحرية والعمل والنماء.