عام من الغارات السعودية

قتل الكثيرون- من بينهم كثير من المدنيين- منذ بدء شن غارات التحالف العسكري بقيادة السعودية قبل عام على اليمن.  ولكن هناك أمل في وضع نهاية لهذه الحرب.
عندما سُمع صوت الطائرات الحربية في منطقة مستبأ في حجة اندلع الذعر. ركض الناس في سوق خميس هرباً في كل الاتجاهات. كانوا خائفين من قنابل جديدة. كانوا يوما ما هنا. في المنطقة التي تبعد 125 كيلومتر من شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء. كانوا يبيعون الخضار والأسماك والقات. وبعدها أتت الطائرات.
قتل هنا، في منتصف مارس 2016، أكثر من 100 شخص – بينهم 24 طفلا بغارات جوية. سقطت القنبلة الأولى على مطعم مزدحم بالناس. وهو اليوم مدمر تماما مع المتاجر التي بجانبه، مثلما دُمرت أيضا حياة كثير من الناس هناك. وكل شيء يشير إلى أن من شن هذه الغارات هي قوات التحالف العسكري بقيادة السعودية. ذلك التحالف الذي ظل يحلق بطائراته منذ عام، منذ ليلة 25 مارس 2015 فوق اليمن ويشن الغارات على المدنيين.
أوضاع فوضوية وأحوال إنسانية طارئة:
وفقاً لأرقام الأمم حوالي 9000 شخص من مدنيين.. على الرغم من أن قوات وحلفاء هادي تمكنوا من استرداد عدن جنوب البلد إلا أن حديث المراقبين في المدنية الساحلية، التي يفترض أنها بيد الحكومة، يدور حول أوضاع تسودها الفوضى.
الهجمات جزء من الحياة اليومية:
فرع شبكة القاعدة الإرهابية نشط هناك جدا تماماً مثلما تنشط ميليشيا تنظيم “الدولة الإسلامية”.. وأصبحت الهجمات على السياسيين والمدنيين تتم بصورة مستمرة.
كما يتحدث السكان عن ميليشيات وعصابات تستغل الفراغ في السلطة لصالحها. يقول بعض سكان المدينة، يسود النظام نوعا ما في المناطق والمحافظات الشمالية والغربية.
قضى مايكل فينتر الألماني أربعة أسابيع في عدن. سافر كجراح لدى منظمة أطباء بلا حدود إلى منطقة الحرب. ولأن ثاني أكبر مطار يمني مغلق، توجب على فينتر السفر من الدولة الإفريقية في الجهة الشرقية من اليمن بحراً، جيبوتي.
استرجع الطبيب فينتر رحلته إلى المستشفى قائلا: “في كل ثالث ركن يوجد نقطة تفتيش يجلس فيها جنود يحملون السلاح.”. قصف العديد من المنازل. ولا يمكن المكوث خارج المستشفى – لأسباب أمنية. عندما كان الرجل البالغ من العمر 43 عاما في اليمن، قامت جماعة من المسلحين بهجوم على دار المسنين الذي لا يبعد عن مقر عمله كثيراً وقتلوا 16 شخصا من بينهم أربع راهبات كاثوليك. واختطف كاهن السالزيان. الذي أفادات أبناء متواترة بأنه تم صلبه.
محادثات جديدة توحي بالثقة:
بعث الاتفاق الآن بين أطراف النزاع الأمل في أن تنتهي الحرب تماماً: فبدءاً من يوم 10 ابريل القادم سيتوقف إطلاق النار في كل أرجاء اليمن. وبعد ذلك بأسبوع ستعقد محادثات السلام. الغارات الجوية مازالت مستمرة وأدان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، رعد الحسين، قصف سوق في منطقة مُستبأ ووصفها أنها واحدة من “الحوادث الدموية” التي اُقترفت في هذه الحرب.
أصيبت أمينة محسن في يدها اليمنى. وكذلك الجانب الأيمن من جسدها يحمل آثار الإصابة في الغارات على سوق الخميس. قالت أمينة، إحدى سكان القرية إنها بعد أن سمعت سقوط القنبلة الأولى ذهبت إلى المكان.
وحكت عن الغارات التي قتل فيها زوجها وأخوها وابنه وعمه وابن عمه قائلة: “ثم تكرر القصف مرة أخرى وسقطت على الأرض. رأيت الجثث في كل مكان.”هذه الغارات الجوية مستمرة منذ عام. هذه الغارات تحمل اسم عملية “إعادة الأمل”.

صحيفة فينر تسايتونج النمساوية
ترجمة: نشوى الرازحي

قد يعجبك ايضا