التعاون العسكري.. وجه جديد للتطبيع السعودي الصهيوني

هدير محمود •

نمط جديد من أنماط التعاون والتطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني، ففي الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية تضييق الخناق على الاحتلال الصهيوني، فتحت العديد من الدول العربية نوافذ جديدة للاحتلال؛ ليتنفس من خلالها، وكان التعاون العسكري هو النافذة الجديدة بين الاحتلال والسعودية.
“مجتهد” يكشف الالتفاف السعودي
كشف المُغرّد السعودي المعروف بـ “مجتهد”، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن إعلان وزارة الدفاع السعودية إنشاء مصنع لإنتاج الطائرات بدون طيار بالتعاون مع جنوب إفريقيا لن يكون إلا حيلة لشرائها من إسرائيل عن طريق جنوب إفريقيا.
وأكد المغرد السعودي أنه رغم الخلاف السياسي بين جنوب إفريقيا وإسرائيل، إلا أن التعاون العسكري لا يزال بكامل قوته بين البلدين، ومن ضمنه طائرات الدرون “طائرات بدون طيار”، مضيفًا إن ما سيحدث هو أن تشتري السعودية الطائرات الإِسرائيلية باسم جنوب إفريقيا، ثم تصدر مفككة عن طريق جنوب إفريقيا للسعودية، وتركب كاملة في المصنع السعودي، وبهذه الطريقة يقترف الملك السعودي بن سلمان غشًّا وخيانة. ويكمن الغش في ادعاء تصنيع كاذب. أما الخيانة فهي تنفيع إسرائيل بشراء الطائرات منها.
وعلى صعيد متصل كشف مجتهد أن أيام قائد القوات البحرية السعودية باتت معدودة، بعد أن اكتشف ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير، محمد بن سلمان، أنه رتب عمولة ضخمة لنفسه في صفقة طائرات هيلوكوبتر بحرية دون التنسيق معه، وكان قائد البحرية قد حبك العمولة بأن لم يجعلها في أصل الصفقة، بل في عقود تدريب الطيارين والفنيين وقطع الغيار وتطوير البنية التحتية للطيران البحري، والخطوة الأولى لابن سلمان هي مصادرة العمولة لنفسه، والثانية هي إقالته؛ لأنه لم يبادر بإعطائه حصة الأسد من العمولة، ولم يخبره عنها.
تعاون سعودي جنوب إفريقي
قبل أيام قليلة، وبالتحديد في 27 مارس الجاري، افتتح ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، بجانب رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، في محافظة الخرج التي تبعد 70 كيلومتر شمال غرب الرياض، مصنعًا لإنتاج القذائف بالمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار.
ويشمل المصنع تسعة مباني صناعية، خُصِّصَ كل مبنى لعملية إنتاجية محددة، مثل التجهيز والتعبئة والتجميع والتغليف والمعالجات الحرارية. وقالت تقارير إن المجمع الصناعي ينتج القذائف العسكرية بدءًا من القذائف ذات العيار المتوسط، مثل قنابل الهاون عيار 60 ملم، 81 ملم، 120 ملم، مرورًا بقذائف المدفعية عيار 105 ملم، 155 ملم، وحتى القذائف الثقيلة، مثل قنابل الطائرات التي تتراوح أوزانها من 500 رطل حتى 2000 رطل.
من جانبه قال رئيس المؤسسة للصناعات العسكرية، محمد بن حمد الماضي، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المجمع وبحضور رئيس جنوب إفريقيا: إن المؤسسة تمكنت من إنتاج العديد من المنتجات المتنوعة، ومن أهمها صناعة الأسلحة الخفيفة، والذخيرة بجميع أنواعها الخفيفة والمتوسطة، والعربات المدرعة، وأجهزة الاتصال العسكرية، والطائرات بدون طيار الاستطلاعية، والملابس والتجهيزات العسكرية. واليوم نحتفل بتدشين أحدث مصانعها؛ لإنتاج قذائف المدفعية وقنابل الطائرات بأعيرة متنوعة؛ لتلبية احتياجات قواتنا العسكرية.
متنفس إسرائيل
التقارير التي تشير إلى التعاون السعودي الإسرائيلي تأتي في الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية فرض عزلة اقتصادية وسياسية على الكيان الصهيوني، حيث تصاعدت حركات المقاطعة الدولية للبضائع الصهيونية، والتي كان آخرها قرار المجلس الوزاري في الاتحاد الأوروبي مقاطعة ما تنتجه المستوطنات الإسرائيلية من بضائع بشكل تام، واستثناء الأراضي المحتلة عام 1967م من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الإسرائيلي والأوروبي، إضافة إلى سحب الاستثمارات، وقرار الاتحاد الأوروبي وسم منتجات المستوطنات، بجانب القرارات الأوروبية التي أدانت السياسة الاستيطانية للاحتلال، ناهيك عن اعتراف العديد من الدول الأوروبية والغربية بالدولة الفلسطينية خلال العام الماضي.
كل ذلك دفع الاحتلال إلى البحث عن مخارج جديدة والتوجه إلى دول أخرى، بعيدًا عن تلك الدول الأوروبية التي فهمت جيدًا السياسة الصهيونية الخبيثة، وأبت أن تتعامل معها؛ وذلك في محاولة لتعويض الخسائر والتخلص من العزلة الدولية، التي باتت تشكل خطرًا استراتيجيًّا كبيرًا على الأمن القومي الإسرائيلي.
الحديث عن تعاون عسكري بين السعودية وإسرائيل لم يكن الأول من نوعه، حيث سبقه العديد من الأحاديث التي دارت والتقارير التي نُشِرت على مدار السنة الماضية، تؤكد وجود تفاهمات عسكرية بين الكيان والمملكة، لم تعد الأخيرة، تحرص على سريتها كما كان من قبل. وكان أبرز تلك التفاهمات ما نشرته قناة فوكس نيوز في أكتوبر الماضي، حول مفاوضات تجري بين دول مجلس التعاون الخليجي والاحتلال لشراء منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ بواسطة شركات أمريكية.
وأشارت فوكس نيوز إلى أن المنظومة الإسرائيلية سترسل إلى الدول صاحبة الشأن عبر شركة “Raythen” أكبر مزود للمؤسسات العسكرية في الولايات المتحدة، وعبر شركات أمريكية أخرى كانت قد عملت بالاشتراك مع شركة “Rafael” الإسرائيلية في تطوير القبة الحديدية؛ للحماية من ترسانة غزة الصاروخية وحزب الله اللبناني. وقالت القناة التليفزيونية الأمريكية إن هذه الصفقة ستكلف دول الخليج عشرات المليارات من الدولارات وربما مئات المليارات، مؤكده أيضًا أن هذه الدول تنوي الحصول على منظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية “مقلاع داوود” والمنظومة المضادة للصواريخ من طراز «حيتس 1» و«حيتس 2».
وفي ذات الإطار خرجت تقارير مع بداية العدوان السعودي على اليمن تؤكد أن هناك أسلحة حديثة متطورة وعتادًا حربيًّا نقلته طائرات نقل عسكرية إسرائيلية إلى السعودية؛ لاستخدامها في العدوان. وكشفت مصادر دبلوماسية حينها أن إسرائيل تشارك بأشكال مختلفة في الحرب ضد اليمنيين، حيث تقصف مواقع يمنية من عرض البحر، إضافة إلى وجود عدد من المستشارين العسكريين الإسرائيليين في الأراضي السعودية. وأضافت دوائر استخباراتية وقتها: إن طيران التحالف يقوم بقصف أماكن ومواقع يمنية بقنابل وصواريخ إسرائيلية، قادرة على اختراق الدشم والملاجئ والكهوف في جبال اليمن.

• كاتبة وصحفية مصرية

قد يعجبك ايضا