الثورة نت / عبدالله بجاش
(أطباء بلا حدود) منظمة طبية إنسانية دولية تقدم الرعاية الطبية الميدانية دون النظر إلى العرق أو الدين أو الانتماء السياسي لكل الشعوب المتضررة من العنف أو الإهمال أو الأزمات أو في النزاعات المسلحة أو الأوبئة أو سوء التغذية أو الحرمان من الرعاية الصحية أو الكوارث الطبيعية هذه المبادئ الإنسانية لم تشفع للمنظمة أمام جبروت تحالف العدوان السعودي على اليمن والذي دخل عامه الثاني وطال بغاراته الجوية مستشفيات ووحدات طبية وصحية تنشط فيها المنظمة في أكثر من محافظة يمنية في ظل الصمت الدولي الكامل عما يرتكبه العدوان السعودي من خرق للقانون الإنساني الدولي باستهدافه المستشفيات والذي يصنف جرائم حرب .
ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود فإنها ترسل بشكل دوري البلاغات إلى تحالف العدوان السعودي بالإحداثيات الجغرافية للمواقع الطبية التي تعمل فيها المنظمة وتضع شعاراتها على سطوح المباني وتتواصل بشكل مستمر مع التحالف للتأكد من أنهم يدركون وطأة العواقب الإنسانية والحاجة إلى احترام العمل الطبي . لكن الغياب الكامل للمساءلة الدولية شجع التحالف السعودي بصورة مستمرة على قصف المستشفيات التي تشرف عليها منظمة أطباء بلا حدود في مختلف المحافظات بل تكرار قصف عدد منها أكثر من مرة بهدف شل الرعاية الطبية للمرضى وضحايا العدوان السعودي علي اليمن وفقا لمراقبين محليين واقليميين ودوليين.
تدمير مستشفى حيدان في أكتوبر الماضي قصف التحالف السعودي مستشفى حيدان في محافظة صعدة ووقعت الضربة الأولى في الجناح الأيسر للمبنى فخرج جميع المرضى والعاملين بالمستشفى من المبنى وكان عددهم لا يقل عن 12 ثم أسقطت مقاتلة للتحالف خمس قنابل أخرى على المستشفى منها قنبلتان لم تنفجرا وبقيتا داخل المبنى وثلاث دمرت حجرة الطوارئ بالكامل وأقسام المرضى المقيمين والمعمل الطبي وجناح الولادة، وأضرّت كثيرا بما تبقى من جدران المبنى.
هذا الاستهداف المباشر شكل صدمة لدى مسؤولي أطباء بلا حدود واعتبروا أن وحشية القصف رسالة مفادها أن جميع المنشآت الطبية والعاملين بالمجال الطبي والمرضى عرضة لخطر داهم خاصة وأن أطباء بلا حدود أمدت التحالف بإحداثيات المركز الصحي قبل 6 أشهر كإجراء متّبع دائما لتفادي الاستهداف بالغارات وكذلك يتم تأكيد الإحداثيات مرتين على الأقل كل شهر منذ ذلك الحين. وأيضا كان على سطح المستشفى شعار المنظمة. لكن كل هذه الإجراءات والمحاذير لتجنب استهداف المبنى لم تقف عائقا أمام وحشية عدوان التحالف السعودي مع أن المستشفى هو المنشأة الطبية الوحيدة في دائرة نصف قُطرها 80 كيلومترا، ويستقبل في العادة 150 حالة طوارئ في الأسبوع. منذ مايو 2015 لكن المستشفى الآن مغلق. مع أن تحالف العُـدْوَان يعرف أن المستشفى تابع للمنظمة وأن استهدَافه حرم عدداً كبيراً من أي رعاية طبية .
استهداف عيادة طبية بتعز وفي ديسمبر استهدف طيران العُـدْوَان السعودي عيادة طبية متنقلة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في منطقة / الحوبان / بمحافظة تعز ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 10 آخرين بينهم موظفان في المنظمة. وحينها أكدت مصادر محلية أن المخيم ليست فيه منشآت عسكرية ولا أسلحة وإنما عيادة متنقلة في المخيم يقطنه نازحون التجأوا إليه جراء غارات العُـدْوَان السعودي الأمريكي على مناطقهم ومدنهم وقراهم والعدوان يعرف أن العيادة تابعة للمنظمة وأن استهدَافها سيحرم عدداً كبيراً من أي رعاية طبية. منظمة أطباء بلا حدود أكدت ذلك واشتكت أكثر من مرة من استهدَافها في في اليمن وقال رئيس المنظمة / ميجو ترزيا / إن ما شاهده في الـيَـمَـن “مخيف” و”مرعب” والوضع أسوأ من سوريا.. وأكد ترزيان في تصريح صحفي سابق أن تحالف العدوان لا يحترم القوانين الدولية والإنسانية، وأن معظم الضحايا هم من المدنيين الأطفال والنساء.
مستشفى شهارة لاحقا جاء القصف الدموي لمستشفى / شهارة / ليخرج الأمين العام للأمم المتحدة / بان كي مون عن صمته ويسارع لإدانه قصف تحالف العدوان السعودي للمستشفى الذي تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود في مديرية رازح بمحافظة صعدة مطالباً بإجراء تحقيق مستقل وحيادي في الجريمة. وقال الأمين العام للأم المتحدة في بيان نشرته المنظمة حينذاك إن هذا الهجوم يعتبر مقصودا ويعد / انتهاكا خطيرا / للقانون الإنساني الدولي والذي يحمي المستشفيات والعاملين في المجال الطبي ..
وأشار البيان إلى أن الأمين العام قلق للغاية إزاء محدودية الحصول بشكل متزايد على خدمات الرعاية الصحية الأساسية لليمنيين. استهداف سيارة إسعاف وفي الوقت الذي لم يكن قد جف حبر بيان إدانة الأمين العام للأمم المتحدة شن طيران التحالف السعودي الأمريكي في الحادي والعشرين من يناير سلسلة من الغارات على سيارة إسعاف تابعة لأطباء بلا حدود بمحافظة صعدة ما أدى إلى استشهاد سائقها و6 اخرين وجرح العشرات .
مثلت هذه الغارات تحديا صارخا لكل النداءات والإدانات الدولية والأممية الداعية لوقف العدوان واستهدافه للمرافق الطبية والصحية من مستشفيات ومستوصفات وعيادات ثابتة ومتنقلة وكذا سيارات الإسعاف التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عمدا وعدوانا على القوانين الدولية والإنسانية في دك وتدمير كل ما له صلة بحياة الإنسان اليمني طبيا وصحيا بهدف إخضاع اليمن أرضا وإنسانا تحت الوصاية السعودية والأمريكية.
استمرار أطباء بلا حدود وعلى الرغم مما تعرضت له منظمة أطباء بلا حدود من عدوان غاشم أفقدها عددا من العاملين والمنشآت والإمكانيات الطبية وسيارات الإسعاف إلا أنها أكدت استمرار عملها الإنساني في اليمن والذي يعاني من قصف جوي شرس دمر ما يقارب ( 220 ) منشأة طبية خدمية فضلا عن حصار بحري وبري وجوي لوقف تدفق الدواء والمستلزمات الطبية ستقدم ما تستطيع تقديمه كونها منظمة طبية دولية غير متحيزة لأي طرف وتعمل وفقا للأخلاقيات الطبية وخدماتها الإنسانية في مختلف الظروف الصعبة.