تحديات.. صعوبات.. نجاحات.. ولحظات ومواقف لا تنسى

> إذاعة صنعاء.. أثير الصمود اليمني

> تحدت الإذاعة استهداف العدو محطات بثها وانتصرت على ترسانته الإعلامية

> إعادة بث الإذاعة إلى عموم الجمهورية رهن إصلاح أضرار محطات الإرسال

> المخرج الرازحي: قنبلة “نقم” استنفرت حضورنا.. وحادثة الطفلتين التائهتين أبكتنا

> المذيعة مروة: للعدوان فوائد.. وواجهنا معاناتنا بتذكر حال المقاتلين في الجبهات

> رئيس القطاع: استطعنا كسر تعتيم إعلام العدو وتضليله.. ونتابع توجيهات صرف 40 مليون ريال

> سند الكميم: خضنا التحدي واستطعنا تقديم برنامج يومي مباشر مدته 9 ساعات

استطلاع/ جمال الظاهري

بين صمود وسائل الإعلام الوطني بوجه العدوان السعودي واستهدافه لها تهديدا وقصفا وحجبا وتشويشا وقرصنة، وبين مضامين إعلام الصمود الوطني الداحضة لأكاذيب العدو والفاضحة لتضليله .. برزت إذاعة صنعاء في مقدمة الإذاعات الوطنية، تسلحا بالصمود وشحذا له عبر الأثير بين أوساط الشعب في عموم البلاد.. فما أبرز التحديات التي واجهتها .. وكيف تجاوزتها .. وما الصعوبات التي لا زالت تعترض أداءها .. وغير ذلك مما تقصته “الثورة” في هذا الاستطلاع من أروقة إذاعة صنعاء .. نتابع:

البداية كانت مع رئيس قطاع إذاعة صنعاء الأستاذ عبدالرحمن الحمران. استهل حديثه بتأكيد انتصار الإعلام الوطني على ترسانة إعلام العدو الهائلة وكسر محاولتها التعتيم على جرائمه وتضليل الداخل اليمني والعالم. وقال: “كان الإعلام الوطني عند مستوى التحدي ورغم محدودية إمكاناته استطاع بتضحيات كادره كسب المعركة التي خاضها ولا يزال بكل قوة واقتدار”.
نضال تاريخي
وأضاف: “نجح إعلامنا الوطني بأشكاله ووسائله المتنوعة في كسر التعتيم والتضليل الإعلامي الذي حاول العدوان فرضه بشتى وسائله ومازال، وفي توثيق الأحداث ونقل الحقائق وتفنيد الشائعات والأباطيل وتوعية الجماهير وتعبئتها وتوحيد صفوفها، فعمل كادره وخاطر من دون أن يأبهوا لتهديد العدو أو صوت طيرانه ولم يكترثوا لقصفه، وقدموا في هذه الجبهة الهامة أنصع مثال حي للصبر والتحدي والصمود والثبات”.
وعن دور إذاعة صنعاء وإسهامها في هذه الجبهة قال الحمران أنها “تواصل تاريخها المشرق في صناعة التحولات الكبيرة في اليمن وكما كان لها دور ريادي في ثورتي سبتمبر وأكتوبر، كان لها حضور بارز في ثورة 21 سبتمبر التي صححت مسار ثورة فبراير، لكن أدوارها تلك لا تكاد تذكر أمام دورها في معركة الصمود والمواجهة على مدى عام كامل ضد العدوان السعودي الأمريكي على اليمن”.
استهداف مباشر
وتابع: “منذ ساعاته الأولى كانت وسائل الإعلام أهدافا رئيسة للعدوان، فقصفت طائراته محطات إرسال الإذاعة في عيبان والصباحة وشعوب (صنعاء) والمراوعة (الحديدة)، الحوبان والعروس (تعز) وجبل هيلان (مأرب)، والجبل الأحمر في صعدة، ورغم كل ذلك استطاعت الإذاعة بصمود وتضحيات الأوفياء الاستمرار فلم ينقطع أثيرها وإن أصاب العدوان من مداه لكنه لم يتوقف، ولا يزال يصل كثيرا من المحافظات على الموجات المتوسطة العاملة وعلى ترددات الـ FM”.
تجاوز التحديات
وبشأن إجراءات معالجة أضرار العدوان، قال: عند ذكرنا للعوائق أود التنويه بزيارة رئيس اللجنة الثورية العليا للإذاعة قبل ثلاثة أشهر، وقد حرر توجيها صريحا للقائم بأعمال وزير المالية صرف مبلغ أربعين مليون ريال من أي باب ممكن، وما زال رئيس القطاع التجاري في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون يتابعها حتى اليوم.
لكن الأمر لم يخل من تحديات أخرى. يقول الحمران: توقف ميزانية البرامج والنفقات التشغيلية بسبب الحصار والعدوان السعودي الأميركي أدى لغياب الخارطة البرامجية، ولكي لا نتوقف استبدلناها بالبرنامج الجماهيري التفاعلي ‘يمن الصمود’، ومؤخراً تم تطعيم البث ببرامج جديدة مواكبة للعدوان تمول من ميزانية الطوارئ. باستثناء برنامج ‘العدوان وحدنا’ والمسلسل الإذاعي ‘جارة السوء’ فتمولهما الهيئة الإعلامية لأنصار الله”.
كذلك تحدي محدودية الكادر جراء تغيب عدد من العاملين بفعل العدوان وتداعياته وما شكله من ضغط كبير على المداومين. يقول رئيس قطاع إذاعة صنعاء الأستاذ عبدالرحمن الحمران : “في شهر أغسطس من العام المنصرم تم استدعاء الموظفين الراغبين في العمل بالتناوب وفق ميزانية الطوارئ، وقد عاد معظمهم”.
عدو بلا قيم
الحديث عن صمود إذاعة صنعاء طوال عام العدوان يستدعي برنامج “يمن الصمود” ومن مقدميه التقينا الإذاعي سند الكميم. قال : “نحن اليوم نخوض معركة إعلامية مع عدو لا يلتزم بمعايير أو مهنية أو أخلاق ويعتمد التضليل وتزييف الحقائق وتلبيس الحق بالباطل، مع ذلك ومهما تعددت وسائله الإعلامية وإمكانياته المادية في التسويق لأكاذيبه وأراجيفه وباطله، فإنها حتما ستتلاشى وتنهار أمام ما نمتلكه من الحقيقة والمظلومية وعدالة قضيتنا”.
قهر الظروف
فيما يخص ظروف العمل تحت قصف العدوان  قال الكميم:”رغم الصعوبات التي واجهتنا مع بداية هذا العدوان ماديا وتقنيا وهندسيا إلا أن منتسبي الإذاعة استشعروا مسؤوليتهم أمام ما يجري في الوطن فتحدينا الصعوبات والعراقيل وعملنا لأشهر من دون أي مردود مالي ومن ثم بدأت أمورنا المالية تتحسن.
وأضاف: “مكانة اليمن في قلوبنا ورجع صدى تفاعل الناس ومحبتهم لنا هو ما ظل يمدنا بطاقة عجيبة للاستمرار. الأمر ليس سهلا، عام كامل تقريبا من دون مستحقات وساعات متواصلة من العمل والقلق والخوف، وتستمر بنفس الأداء والمستوى في ظل هكذا ظروف، هذا بحد ذاته انتصار.
إصلاح الأضرار
لكنه توقف عند ما واجهته الإذاعة تقنيا وقال: كانت الصعوبات في مسألة البث وفي الإرسالات الإذاعية التي قصفها العدوان أكثر من مرة، وكنا نتمنى أن يقوم المسؤولون بإيجاد الحلول السريعة والبديلة واعتبار ما تمر به البلاد مرحلة استثنائية وطارئة يجوز فيها اتخاذ كل الخطوات والقرارات الجريئة والسريعة لإيجاد البدائل.
وتابع سند الكميم قائلاً: “هناك الكثير من المناطق والمحافظات ? يصلها بث إذاعة صنعاء، وكان المؤمل في هكذا ظروف أن يصل بث الإذاعة إلى دول الجوار. لكن ورغم كل هذا مستمرون وشعبنا اليمني في صمودنا وتحدينا وثباتنا ووقوفنا ضد العدوان”.
توجيه معنوي
سألناه عن تجربة برنامج يمن الصمود فقال: “البرنامج بدأ مع بداية هذا العدوان وواكب يومياته ومثل رافدا للمواطن اليمني بكل جديد ومستجدات العدوان، وترسيخ مبادئ الصمود والتحدي والثبات والتصدي للعدوان  وفضح جرائمه وتفنيد شائعاته وادعاءاته، وكان أيضاً بمثابة توجيه معنوي لشحذ الهمم ورفع معنويات الناس. وتطرق إلى العديد من المواضيع التي تتعلق بصمود واستمرارية ثبات المواطن في كل نواحي الحياة اليومية”.
شبح تلاشى
وأضاف: كان التحدي الذي واجهنا في برنامج يمن الصمود  بعيداً عن الإمكانات والتقنيات وتنقلنا المستمر، هو مدة الزمنية للبرنامج التي تصل إلى 9 ساعات مباشرة على الهواء يوميا مكرسة في العدوان وتداعياته وهو ما شكل شبحا من الخوف لدينا.الخوف كان من أن يصل المواطن إلى مرحلة من الملل وفتور الرغبة في استمرارية متابعة البرنامج خصوصا والوقت طويل جدا للبرنامج.
وتابع: لكننا وجدنا أن البرنامج في كل يوم يمر يكتسب مستمعين أكثر ويمتلك شعبية وقاعدة جمهور أكبر، وهذا كان يعطينا دفعة قوية للاستمرار، وكنا نؤمن في كل يوم أن فضل الله وتوفيقه يحفنا ويرعانا، لأن صدى الرسالة التي نوجهها كان يسعدنا وبقدر فرحنا كان رعبنا، فقد كنا نشعر بمسؤولية أكبر أمام هذا القبول والرضا من الناس، حتى أصبح البرنامج أنيساً ومرافقاً يومياً لكل اليمنيين.
عوامل نجاح
يعزو الإذاعي سند الكميم هذا النجاح إلى “اعتمادنا على الشفافية والمصداقية في نقل كل الأخبار والمواضيع، وحب وعشق اليمنيين وولائهم الفطري لوطنهم، بهذا نلنا بفضل الله على ثقة جمهورنا الكبير، حتى أصبح البرنامج أنيساً ومرافقاً يومياً لكل اليمنيين. ونتشرف بهذه المكانة التي وصل إليها البرنامج في قلوب اليمنيين”.
وإجمالا يرى أن الجبهة الإعلامية اليمنية الوطنية أثبتت والحمد لله أنها جديرة بهكذا تحدي بوجه ماكنة العدو الإعلامية وإنفاقه عليها ملايين الدولارات، واستطعنا فضح كذبهم وزيفهم ودجلهم وجعل إعلامنا اليمني عنوانا للمصداقية والتحدي وتفنيد الأكاذيب”. مضيفا: التحية لكل المسئولين القائمين على العمل الإذاعي والذين أعطونا مساحة من الحرية لنتناول كل المواضيع بأريحية وكان عنوان العمل: اليمن هي الأهم في هذه المرحلة”.
لحظات مؤثرة
من أهم المواقف واللحظات التي عاشها مع زملائه خلال العام المنصرم يتذكر سند: “في بداية العدوان والقصف مستمر وكثيف على العاصمة صنعاء كنا نصل إلى مقر العمل وننطق الشهادتين، وعند مغادرتنا وتسليم المناوبة لزملائنا، لحظة الوداع والدعاء لهم بأن يحفظهم الله، كانت صعبة جداً”.
يضيف: من أصعب وأهم المواقف التي عشتها عندما تعرضت لحادث عرضي لم أكن أعلم أني تعرضت لكسر في رجلي، وأصررت على الذهاب إلى العمل رغم ما كنت اشعر به من ألم، حينها كان موقف زملائي مؤثرا فأصروا على إنهاء البرنامج لإسعافي ورفضت المغادرة وبقينا إلى نهاية البرنامج وبعدها أسعفوني ليتضح بعد الكشافة أني مصاب بكسر نظيف وهناك مواقف أخرى كثيرة ? يتسع المجال لذكرها وسيأتي الوقت المناسب لسردها”.
في ختام حديثه معنا، وجه الإذاعي سند الكميم رسالة لكل الإعلاميين قائلا: أتوجه بالشكر والتقدير لجميع فرسان الجبهة الإعلامية الذين صمدوا في مواجهة العدوان وأقول إن هذه المحطة التي نمر بها وشعبنا ووطننا، ليست للتوقف وعلينا جميعا أن نجعل منها بداية لتجديد النشاط وانطلاقة جديدة، ومناسبة لتصحيح الأخطاء وتطوير الأداء والرقي بمستوى وعي مجتمعنا وبما يعزز من التلاحم والحفاظ على وحدته وتماسكه”.
فوائد العدوان !
من جهتها، المذيعة مروة نجم الدين، أبرزت فوائد للعدوان. قالت: الذي يجب أن يعرفه الجميع، العدو قبل الصديق، أنه مثل ما كان للعدوان الظالم على بلادنا آلام وأحزان إلا أنه كان له بعض المكاسب، فمحنة العدوان عملت على غربلة الناس وعرت الأدعياء وكشفت زيفهم وأظهرتهم على حقيقتهم، وفي نفس الوقت أبرزت المغمورين من أولئك الصادقين والأوفياء لوطنهم”.
19 ساعة عمل
وتابعت: استفدنا من العدوان الكثير، مثلاً أعطيت فرص لزملاء كي يبرزوا مواهبهم ما كان لهم أن ينالوها بعد عشر أو خمس عشرة سنة، اختفت الكلفة بين المسئول والعاملين معه وأنصهر الجميع في هم ونشاط واحد، تعلمنا ما معنى التحمل والصبر كنا نعمل في الأشهر الأولى 19 عشر ساعة متواصلة. كما أن العدوان جعلنا نعرف ماذا يعني الوطن وما الذي تعنيه التضحية لأجله خاصة عندما يكون معتدى عليه”.
نجاح التحدي
وعن العمل في ظروف العدوان والحصار، قالت : في بداية العدوان حدثت ضغوط كبيرة على من استمروا في عملهم، فكانوا يعملون تحت القصف المتواصل فيما المباني تهتز ومحطات الإرسال تقصف والانفجارات في أكثر من مكان وكان الواحد منا لا يعرف متى سيعود إلى أهله وما هي حالتهم، ما كنا ندري، نقلق على أنفسنا أم على أقاربنا، فعلا كان الوضع صعب جدا.
وتابعت: بقدر ما كانت الأوضاع التي نعمل في ظلها صعبة كان تحدينا لأنفسنا يزداد كل يوم يمر والحمد لله نجحنا في الامتحان الصعب وتعدينا الصعاب. صار الأمر طبيعيا، تكيفنا على العمل تحت القصف وهدير الطيران، أعددنا أنفسنا لتقبل مشيئة الله ونشعر بالرضا ليقيننا بأننا على حق وأننا في الطريق الصحيح، استعدنا حياتنا وصرنا نعمل بشكل طبيعي”.
تماسك وثبات
تروي مروة تفاصيل لحظات العمل وحوافزه، فتقول:عشنا من خلال عملنا أحداث ومراحل العدوان بكل تفاصيلها وصبرنا على بعضنا وواسينا أنفسنا بأنفسنا كفريق عمل طوارئ. لم يفتر هممنا غياب الحوافز والمكافآت وطول ساعات العمل، كنا نستحضر الحال التي يعيشها المقاتل في الجيش أو اللجان الشعبية في جبهات القتال فتهون وتتضاءل معاناتنا.
تضيف: كانت نظرت الناس لنا حين نلتقي بهم في أي مناسبة أو حتى أثناء ذهابنا وعودتنا من الإذاعة تشعرنا بالفخر وبقيمة الدور الذي نؤديه. كان أثر تلك النظرة أو الكلمة التي نسمعها من أناس نعرفهم وآخرين لا نعرفهم تنسينا ضعف المردود المالي وتحفزنا للاجتهاد وبذل المزيد.
وتختم المذيعة مروة نجم الدين حديثها معنا قائلة: الحمد لله اليوم عاد الكثير ممن كان قد انقطع عن العمل في بداية العدوان وخفت الضغوط علينا إلى حد ما.. اليمن منتصر والأمور إلى خير وكل طواقم العمل فخورة بما قدمته ونحن ثابتون ومنتصرون بإذن الله”.
نداء الواجب
أما المخرج الإذاعي نيازي الرازحي، فقد استهل حديثه بالظروف التي وجدوا أنفسهم مجبرين على العمل في ظلها، وقال:لا شك أن الأشهر الأولى كانت الأصعب لأسباب كثيرة منها أن الطاقم كان محدودا في ظل أخطار كبيرة، فكنا فريق طوارئ ونتج عن ذلك طول ساعات العمل يوميا بلا فترة راحة، ويضاف إلى هذه الضغوط عدم استقرار الموازنة المالية خلال تلك الفترة، فمر أول شهرين من دون مخصصات مالية ثابتة.
وأضاف: لكن نداء الواجب كان أقوى والصبر والتضحية أمر لابد منهما. فقد شعرنا أن العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني على بلادنا جزء من مؤامرة عالمية كبيرة وأن نوايا قوى الاستكبار والطغاة هي استعباد الشعوب الحرة تحت مسمى صناعة “شرق أوسط جديد” هدفه النهائي تفتيت العالم العربي والإسلامي وتقسيم المقسم، ومن هذه القناعة عملنا المستحيل لإخراج العمل بصورة جيدة.
تنوع المضمون
يرى الرازحي أن تنوع المضمون الإعلامي، “شكل امتيازا لإذاعة صنعاء ولبرنامج يمن الصمود”. ويقول: جعلنا المادة الإذاعية حسب مقتضيات الحال وما يواكب الأحداث.. تستمع للخبر والتقرير والتحليل والرأي، مقالات ومنشورات وتغريدات، معلومات، للمقاطع الوثائقية، والقصيدة بأنواعها: الأغنية الوطنية اليمنية والعربية، الأنشودة، الزامل، المسرحية،.. الخ.
دموع الفرح
ويستذكر الرازحي بعض المواقف المؤثرة قائلاً: تنقلنا من مكان إلى أخر أثناء القصف واهتزاز المبنى ومع طلقات المضادات على يد رجال الجيش واللجان كان بث الأثير يرافقها بقصيدة الراحل الكبير البردوني “فليقصفوا لست مقصف وليعنفوا أنت أعنف” إما بصوته أو مغناة. لقد مررنا بمواقف معبرة شكلت نقطة فارقة على المستوى الشخصي لي.
من هذه المواقف يذكر: يوم قصف العدوان لمنطقة نقم، حينها انتشرت الأقاويل نية العدوان توسعة بنك أهدافه ليشمل وسائل الأعلام، وبالرغم من هذا حضر كل الطاقم بل بعض من لم يكن أسمه في الوردية حضر في ذاك اليوم، وعبر (الواتس) تواصل معنا أحد المواطنين بأن طفلتين من أهالي نقم كانتا في الشارع يوم القصف وبشكل عفوي وجدن أنفسهن في الدائري وأنهما موجودتان في منزله مع عائلته وأطفاله.
يتابع: عملنا نداء عبر الإذاعة وانتظرنا ساعة ليأتينا الرد بأن أهل الطفلتين سمعوا النداء واتصلوا بالمواطن وتوجهوا للمنطقة فالتأم شمل الأسرة من جديد. كان الموقف مؤثراً لدرجة أن الطاقم ذرف دموعه من الفرح، حينها تبين لي أهمية عملنا هذا وأنه واجب إنساني قبل أن يكون واجبا دينيا ووطنيا.
ويختم الرازحي حديثه بتوجيه “تحية لكل الشرفاء في هذا الوطن الغالي، وفي المقدمة للجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل في كل الجبهات، ولأسر الشهداء وأسرتي وأخوتي وزملائي الإعلاميين الصامدين في كل وسيلة إعلاميه مقروءة ومسموعة ومرئية، للقيادات الإعلامية والقائمين على صنع القرار واطلب منها التسريع بحل كل مشاكل وسائل الإعلام الرسمية عموما وإذاعة صنعاء خصوصا.
تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا