صنعاء في يوم الحشر الأصغر
محمد السقاف
رغم خسائر الوقت والأموال التي أنفقها العدوان لاغتصاب أرض صنعاء كما فعل مع شقيقتها عدن ورغم عام كامل من الحرب القذرة والمجازر والدمار التي خلفها المعتوهون هاهي صنعاء تبعث في يوم السبت 26 مارس لترسم لوحة من الوفاء الجماهيري الوطني ولتصنع تحفة بليغة وموجزة للخارج ظهرت على هيئة فسيفساء هائلة من الرؤوس الشامخة والتي سطرت رسالة للحمقى مفادها (صنعاء أبعد من عين الشمس) .. صنعاء عصية على تجار الدماء والسلاح والمخدرات وعلى البعران الفاشلين المنتشين بأموال الغاز والبترول .. صنعاء واليمن كله سيكون مقبرة لهم ولكلابهم المسعورة ذوي العقد المذهبية والطائفية .. حملة الفكر التكفيري الضال وأصحاب السكاكين الحادة التي يقطعون بها الرؤوس البشرية بحجة أنها مجوسية كافرة أو علمانية فاسقة. أما رسالتي للمعتدين بعدما أبصروا يوم الحشر التاريخي فقد آن الأوان ليتوقفوا عن أحلامهم وغيهم وإلا فهذا الشعب العنيد غير مسؤول عن ضحاياهم وقتلاهم السابقين وبعدهم اللاحقون .. احذرهم .. توقفوا فهاهنا الرجال على قدر عال من الاحترافية لإعادتكم إلى بلدانكم داخل صناديق من الخشب .. كفوا عن حماقاتكم وأنقذوا أنفسكم من الغرق في رمال اليمن وصحاريه المتوحشة أو اذهبوا لإنقاذ البشرية وإعادة الشرعية في مكان آخر غير هذه الأرض العتيدة التي لا يعرف سر بأسها وشدتها سوى الذي سواها .. أهربوا قبل فوات الأوان وأجدوا لكم مبررا سريعا للخلاص إني لكم من الناصحين فالاستمرار ليس في صالحكم وليس بمقدوركم مهما كان خبثكم أن تخرجوا بماء وجهكم القبيح أو أن تحسنوا من تبعات فشلكم المخزي ولعنتكم الأزلية على صفحات التاريخ الإنساني المعاصر والمستقبلي. سامحني الله.. لا أدري لماذا أتوجه بالنصح لأولئك الحثالة وما شأني بهم ينتحروا أو يذهبوا للفناء الذي يستحقونه .. ففي كل الأحوال سينتصر شعبنا الصامد وسيحدث التغيير رغما عن حقارتهم وبشاعتهم لأنه ببساطة شعب لا يخسر أبدا في القتال أما حين يتعلق الأمر بنفايات قذرة يجب أن ترمى في مكانها اللائق .. يقوم شعبنا بكنسها وتنظيفها على أحسن وجه.. ثم إنه من يدري ربما إرادة الله وحكمته شاءت أن تتخلص البشرية من تلك العاهات المستديمة على أيدي رجاله البواسل في بلاد اليمن السعيد.