130 مزرعة دواجن منتجة تعرضت للتدمير المباشر و ( 3500 ) من البيوت الزراعية المحمية للخضار

> العدوان يدمر ٤٨٩٠ موقعاً زراعياً

تقرير / إشراق دلال

لم يسلم شريان الحياة الغذائي المتمثل بالقطاع الزراعي من القصف والتدمير فطيلة عام كامل من 27 مارس 2015م وحتى اليوم وهو يتعرض للتدمير المباشر وغير المباشر من قبل العدوان السعودي ،انه عدوان على المجتمع من باب الأمن الغذائي فهذا القطاع الذي يمد اليمنيين جميعا دون استثناء بالمنتجات الغذائية الزراعية والأعلاف للحيوانات بات اليوم جريحا فقد نصف إنتاجه جراء العدوان ، العدوان استهدفه لأنه أهم القطاعات الاقتصادية المنتجة بكل ما يمثله من أهمية استراتيجية في توفير وإنتاج الغذاء بشقيه النباتي والحيواني.
إضافة إلى كونه يشكل مصدر دخل رئيسياً لأكثر من 50 % من إجمالي القوى العاملة في بلادنا،  كما يعتمد عليه بشكل مباشر وغير مباشر أكثر من 70 % من إجمالي السكان في معيشتهم وحياتهم وهم نسبة الذين يسكنون في الريف..

أرقام مخيفة
وبحسب النتائج الأولية لحصر الأضرار في القطاع الزراعي الذي تنفذه وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة للإرشاد الزراعي خلال الفترة الماضية من العدوان فقد تم حصر (4890 ) موقعاً زراعياً متنوعاً تعرضت للقصف المباشر من طيران العدو من بينها عدد (978) موقعاً في اراضٍ زراعية تنتج أنواعاً مختلفة من محاصيل الحبوب والخضار والفاكهة والبقوليات وعدد ( 3500 ) من البيوت الزراعية المحمية المنتجة لمختلف محاصيل الخضار والشتلات وعدد (19) منشأة مائية ما بين سد وحاجز وخزان مائي وقنوات ري تم قصفها بشكل مباشر أبرزها على الإطلاق هو سد مأرب التاريخي رمز الحضارة اليمنية والذي يروي آلالاف الهكتارات من الأراضي الزراعية وعدد ( 98) مضخة مياه آبار وغطاسات وشبكات ري حديث متنوعة وعدد ( 35 ) منحل عسل وعدد(41500 ) خلية نحل، تم قصف وسائل النقل التي تحملها. وعدد ( 20 ) مبنى ومنشأة زراعية تمثلت في (هيئات ، مكاتب زراعة ، مجمعات إرشادية ، إدارات ري ، مشاريع تنموية ، محطات أبحاث ).
كما تم استهداف محجر المخا البيطري وهيئة تطوير تهامة اللذين يعتبران من ابرز أعمدة القطاع الزراعي والاقتصادي لبلادنا.
كذلك عدد ( 11 ) سوقاً مركزياً تجميعياً للخضار والفاكهة و ( 40 ) سوقاً شعبياً ريفياً وعدد ( 6 ) مراكز صادرات زراعية ومنفذي صادرات زراعية وعدد ( 30 ) حظيرة مواشي للأبقار والأغنام والماعز  و ( 22 ) قطيعاً متنوعاً من المواشي تم استهدافها في المراعي وعدد ( 130 ) مزرعة دواجن منها ( 97 ) مزرعة تم استهدافها كلياً وجزئياً بالقصف المباشر وعدد ( 19 ) مخزن تبريد ووسيلة نقل مبردة بالإضافة إلى ( 7 ) مشاتل نباتية و ( 6 ) جمعيات تعاونية زراعية و ( 5 ) وحدات للطاقة الشمسية عاملة في القطاع الزراعي..
الأرقام مرشحة للزيادة إذا ما أضفنا مواقع زراعية أخرى استهدفت بشكل مباشر في المحافظات غير المستقرة والتي لم يتمكن فريق الحصر من الوصول اليها وجمع المعلومات الكافية عنها نتيجة المعارك الدائرة والقصف العنيف كمحافظة تعز والجوف ومارب وأجزاء من محافظات لحج والضالع وأبين والبيضاء والحديدة وحجة .
كما أن الأضرار غير المباشرة والتي لحقت بالقطاع الزراعي نتيجة الحصار وانعدام المشتقات النفطية وغياب مستلزمات الإنتاج الزراعي في السوق المحلية أدت إلى جفاف وموت مساحات شاسعة من حقول الفاكهة والخضار ومحاصيل الحبوب والبقوليات وتعرض الإنتاج الزراعي المخزن والمعد للتسويق والتصدير للتلف.
ثروات المنطقة
يؤكد الخبراء أن استهداف القطاع الزراعي بالقصف والتدمير يهدف لتركيع الشعب اليمن لقوى الهيمنة وتنفذ السعودية هذه الاجندة كما يقول الدكتور عبدالرحمن الارياني الأستاذ بكلية الزراعة جامعة صنعاء مشيراً إلى أن الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد اليمني وهي أساس استقلاله وتطوره لذلك فقد كانت بالنسبة لقوى العدوان  الاهداف الأولى للقصف حتى تخضع الشعب اليمني وتجعله قابلاً للاستسلام حين ضربت كل مقومات الزراعة ومنعت كل جوانب النماء فيها منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لكن ما شهدناه منذ بداية الحرب المباشرة والساخنة على مدى أكثر من سنة وبصورة متواصلة ومن حصار شامل بر وبحر وجو لمنع كل ما يبقي على الشعب وأهمها القوت والوقود والدواء، وضرب بالصواريخ كل الموجودات والبنية التحتية الزراعية من مزارع إنتاج نباتي وحيواني ومزارع دواجن ومصانع الغذاء والزبادي وصوامع الغلال والآبار وخزانات مياه الشرب وقتل المزارعين في مزارعهم وفي قراهم وحتى أثناء رعي الأغنام وفي الطرق على ناقلاتهم ودفعهم للنزوح والابتعاد عن مزارعهم إلا دليل واضح على أن الزراعة والاقتصاد اليمني هو المستهدف الأول لقوى العدوان ، لكن الإنسان اليمني بحكم معاناته المستمرة لفترات طويلة تعلم كيف يحتاط لقوته ويتقشف ويدبر معيشته معتمدا على خالقه وخيرات أرضه ومخزونه الشخصي وصبره وجلده..
مؤكداً أنه لو توافرت النوايا الصادقة والتعلم من الدروس المعاشة لتوجهنا بصدق وإخلاص نحو دعم الزراعة والإصرار على الاكتفاء الذاتي من أرضنا الواعدة وهذا باعتقادي هو أهم مقومات النصر على الأعداء وهو ما جبر الجروح وحقق الأمن والاستقرار لأن الأمن هو أمن الغذاء إذا تحقق لن نخاف من قصف الطائرات أو البوارج سنبقى أعزاء حماة للأرض رغم كيد الأعداء..

قد يعجبك ايضا