> 2,5 مليون نازح حتى الآن.. والعدد في تزايد
اعداد/ أمل الجندي
عام من المأساة التي يعيشها النازحون اليمنيون في ظل استمرار العدوان السعودي وتحالفه على اليمن حيث وصل عددهم بحسب تقديرات منظمات أممية إلى 2.5 مليون نازح في عموم محافظات الجمهورية وما زال النزوح مستمرا..
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود ۲٫۳مليون شخص نازح داخل اليمن في الوقت الحالي ، نصفهم في محافظات (عدن وتعز وحجة والضالع –( فيما فر 121 ألف شخص آخرون إلى خارج البلاد ..
ويحتاج نحو۲٫۷مليون شخص الآن إلى دعم لتأمين المأوى والمستلزمات المنزلية الأساسية، بما في ذلك النازحون والأسر المضيفة المستضعفة.
ويتخذ النازحون في الوقت الحالي ۲٦۰مدرسة، ملاذا للسكن ويمنعون۹1 الف طفل من الحصول على التعليم وجميعهم يعيشون في وضع معيشي صعب.
فيما أشار تقرير منظمة اليونيسف حول الوضع الإنساني في اليمن الى تواصل عملية نزوح الأسر بسبب استمرار القتال حيث بلغ إجمالي عدد النازحين في الوقت الراهن 2.5 مليون نازح ونازحة نصف هؤلاء تقريباً يتخذون من المدارس والخيام مأوى مؤقتا لهم …
فيما البعض يقطنون العراء ويعانون من شدة الازدحام وتردي خدمات الإصحاح البيئي.
تزايد اعداد النزوح
وبحسب الوحدة التنفيذية لإدارة النازحين فقد تجاوز عدد النازحين المليوني نازح بسبب العدوان و 44 الف نازح بسبب إعصار تشابلا.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن 80% من سكان الجمهورية اليمنية يعانون من كارثة إنسانية ويحتاجون إلى المساعدة حيث ازدادت معاناة النازحين وحاجتهم إلى الغذاء بسبب البرد القارس الذي شهدته بعض محافظات الجمهورية في الأشهر الماضية..
وتتفاقم المشكلة الاقتصادية وغلاء المعيشة وانخفاض الواردات التجارية مع معاناة النازحين وقد تم رصد حالات كثيرة من الأسر التي لا تجد ما تأكله وهذا أدى إلى سوء تغذية لدى الأطفال والمرضعات ناهيك عن المشاكل الصحية والنفسية.
واقع مرير
سيف الخطاب تجرع مرارة العيش بعد نزوحه من محافظة تعز مع أسرته بعد أن دمر العدوان منزله وأفقده أحد أبنائه وفقد قدرة العيش فيها بسبب انعدام كل وسائل العيش هناك فاضطر للنزوح إلى صنعاء وهو لا يملك سوى ملابسه التي يرتديها هو وجميع أفراد أسرته يقول بأسى بالغ: نحن أصبحنا مشردين.
أحد النازحين من صعدة يفضل العودة إلى مدينته والموت فيها على أن يتجرع مرارة العيش يوميا هنا في صنعاء وهذا يترجم واقع عمق الأزمة التي يعيشها المواطن اليمني.. حيث وصل الإهمال الصارخ وعدم الاكتراث للكرامة والمبادئ الإنسانية الرئيسية إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك تبقى مسألة النازحين والأشخاص المحرومين من المساعدات الإنسانية من أهم الأولويات الواجبة على الجهات المعنية والمنظمات العاملة في المجال الإنساني.
وناشد النازحون الجهات والمنظمات المعنية مساعدتهم وإمدادهم بالوسائل اللازمة والإغاثية من غذاء ودواء وملابس فهناك ما يعادل 80% من النازحين بحاجة إلى مواد إيوائية وهذه الكارثة الإنسانية لم تشهدها اليمن منذُ مئات السنين حيث تحول المجتمع اليمني من مجتمع مستقر ومستقبل للاجئين إلى مجتمع نازح، بسبب القصف الهستيري والعدوان الآثم الذي اضطر الكثيرين إلى النزوح إلى بعض المحافظات تاركين خلفهم كل شيء.
أوضاع سيئة للغاية
وفي ذات السياق ترى الناشطة الاجتماعية سمية الخولاني أن أوضاع النازحين سيئة للغاية وتحتاج إلى تكاتف المنظمات الإغاثية والجهات المعنية في مجال الغذاء والرعاية الصحية.
وتشير إلى أن المشكلة الرئيسية أمام النازحين تتمثل في فقدان عامل الأمان، في ظل الصراع القائم، يليها الاحتياجات المتمثلة في الغذاء والدواء والمياه لأكثر من مليوني نازح، خاصة أن الأسر النازحة من الصعب عليها توفير الغذاء والدواء بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الدخل.
وعن دور المنظمات الإغاثية الدولية في معالجة أوضاع النازحين تقول الخولاني :هناك تقصير كبير من جميع المنظمات حيث انه لا توجد هناك جهود ومساعدات دولية ومحلية ملموسة وواضحة بالشكل الذي يضمن كرامة الإنسان اليمني في ظل هكذا ظروف، إلا أنها لا تغني عن إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، فدور المنظمات الإنسانية يتمثل في تخفيف المعاناة ولا يمكن أن تكون قادرة على إنهائها.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن الأوضاع الاقتصادية للنازحين لا تختلف كثيراً عن أوضاع الكثير من الأسر اليمنية التي تعيش في ظروف اقتصادية صعبة، وأوضاع صحية سيئة للغاية، وغياب شبه كامل للخدمات الأساسية.
ويرون أن هذه المعضلات الاقتصادية زادت من معاناة اليمنيين.
وتشير التقارير الأممية إلى أن ما نسبته 80% من اليمنيين يحتاجون إلى شكل من أشكال العون الإنساني، وتزداد حاجتهم اليومية إلى تأمين الغذاء والدواء والمياه والصرف الصحي.
بالأرقام
فيما أكد عبدالوهاب شرف الدين مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بأمانة العاصمة ان عدد النازحين الى أمانة العاصمة خلال عام من العدوان بلغ 160 ألفا و751 نازحا موزعين حسب المحافظات حيث بلغ عدد النازحين من صعدة 73410 نازحين و 18359 من تعز ومن أمانة العاصمة 33925 ومن مارب 8376 نازحاً ومن الجوف 7138 نازحاً ومن حجة 4009 نازحين ومن عمران4032 ومن عدن 3204 ومن صنعاء 2265 ومن الحديدة 755 ومن لحج 658 ومن إب 707 ومن ذمار 365 ومن البيضاء 356 ومن المحويت 216 ومن أبين 172 ومن حضرموت 124 ومن الضالع 136 ومن شبوة 115 ومن ريمة 38 ومن المهرة 17 نازحا.
مشيرا إلى أن هناك كثيرا من المعوقات التي تواجه الوحدة منها قلة الموارد المالية لإغاثة النازحين بالشكل المطلوب خاصة مع تزايد أعداد النازحين بشكل مستمر والذي يقابله قلة المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل الجهات والمنظمات الإنسانية.