نصر الله.. إيقونة المجد وصانع الكرامة..
طه العامري
في إطلالته الأخيرة وكعادته أثار السيد حسن نصر الله الكثير من المواقف التي عبرت عن صدق القول وقوة الإرادة ، وصلابة الموقف المبدئي وشفافية الطرح وعلنية الفعل ، حسن نصر الله ، رجل استثنائي في زمن عربي استثنائي ، وفي واقع دولي أكثر من استثنائي ،ومع ذلك فأن هذا الرجل لما يحمل من الصفات النبيلة سلب عقول وقلوب الجماهير العربية وبرز كقائد عربي يستلهم معاناة الأمة وتطلعات شعوبها ويترجمها إلى مواقف سياسية وعسكرية وثقافية .
في زمن الانخذال والارتهان والخيانة والتآمر يقف السيد حسن وحزبه العربي القومي الإسلامي ،ليقول لكل الدنيا إن هذه الأمة لم تجدب وإن أجدب بعض أبنائها والمحسوبين عليها ، وان هذه الأمة لن تنخذل وان أنخذل بعض أبنائها ، وإن هذه الأمة لن ترتهن وان ارتهن بعض بعضها أن الخيانة لن تنتصر والخونة إن المتآمرين لن يفلحوا لأنهم سحرة ولا يفلح الساحر حيث أتى ..
حسن نصر الله إمام الثوار وقائد المجاهدين ، وزعيم الأحرار ، نصر الله فنصره ، ووثق بربه فأيده ، أخلص لأمته فكرمته ، صدق مع شعوب الأمة فصدقوا كل ما يصدر عنه ، إنه فأيده السياسي والروحي والعسكري ، وصاحب المشروع الحضاري الذي به ننتصر وبه نتربع على عرش الحرية والكرامة والعزة والاستقلال ، إنه نصر الله الرجل الذي إن قال فعل ، وإن تحدث صدق ، وإن وعد أوفاء.. أسطورة المرحلة ، وأيقونة اللحظة النضالية العربية ، لفلسطين هو الرافعة الذي به ومعه تعود فلسطين القضية والهدف إلى الواجهة وهي بوصلة الرجل وقبلة حزبه حزب الله ، المقاوم الصامد الشامخ الذي لايهتز ولايهاب ولا تربكه تداعيات الأحداث كقائده الحامل لهموم الأمة والحارس لأحلامها ،في زمن الانكسار العربي المذل..
حسن نصر الله ضمير الأمة ولسان حال المغلوبين والمقهورين من أبنائها الذين يكتوون بسعار القهر والطغيان وكرابيج أشباه الرجال ممن قبلوا أن يعيشوا حياة ( الكلافين) في إسطبلات الصهاينة والاستعمار والرجعية.
سيدي لك نحني الهامات وإليك تشخص الإبصار كلما أطليت علينا ولنا ،فمن خلال إطلالتك سيدي نتطلع إلى مجد الأمة القادم على يديك وأيدي بقايا شرفاء وأحرار الأمة .