العدوان وخدمه المصون
عبدالرحمن الرياني
يقال إن أحد المعارضات الوطنية هذه الأيام التي تناضل من أجل الحرية والكرامة وأثناء وجودها في إحدى الدول التي باتت بقدرة قادر مدافعة عن القومية العربية تم طلبها بكافة رموزها للقاء مع أحد أركان الحكم في تلك الدولة وبينما هم في قاعة مجاورة لمكان الاستقبال في انتظار أن يفرغ المسؤول القومي من لقاءاته المتعددة لا حظوا وجود كمية كبيرة من الأحذية في نفس مكان الانتظار دقائق وامتلأ المكان بزوار المسؤول العربي جاءوا للبس أحذيتهم وجزماتهم عندها تأكد للمعارضين أنهم كانوا جنبا الى جنب في غرفة الأحذية … لاتعليق
لكن هذه القصة قادتني إلى حادثة سياسية ذكرها الكاتب الأمريكي بوب ودورد في كتاب خطة الهجوم مفادها ان مهندس الدمار العربي بندر بن سلطان كان في وضعية انتظار في المكتب البيضاوي إبان فترة حكم الرئيس جورج بوش الإبن وكان على يساره رئيس وزراء اليابان وعلى يمينه وزير خارجية بريطانيا وهو كما هو معروف حينها سفير للمملكة الأتوقراطية السعودية فدخل مدير شؤون البروتكول في البيت الابيض على الرئيس بوش وأبلغه بوجود الثلاثة وبسرعة أشار إليه الرئيس بوش أن يدخل بندر وهو بدرجة سفير على الآخرين رئيس وزراء ووزير خارجية اثنتين من أقوى الاقتصاديات في العالم وعموما وكما يقال في الحكم والأمثال العربية أينما تكن تضع نفسك إما عند الأحذية وإما في قمة الهرم والسؤال هو لماذا كان التصرف مغايرا في كلا الحالتين ببساطة في الحالة الأولى تم النظر إليهم كمرتزقة وبيادات ومهما عمل بهم ومهما لحقت بهم من إهانة على يد طويل العمر فيمكن مسحها بحفنة من الريالات وفي الحالة الثانية كان بندر بن سلطان رقما صعبا واخطبوطا حقيقيا فهو الشخصية التي لديها المام بالعديد من الملفات الشائكة في المنطقة وهو لاعب رئيسي في العديد من القضايا الإرهاب وأفغانستان والعراق وسوريا فيما بعد وقبلها ليبيا في قضية لوكيربي أما أولئك فلا شيء ،
-2 حكومة فيشي ووحيد الأيوبي والكونتر أو المثقف الجرذ :_
أذكر أن زميلاً عزيزاً بعث لي برسالة الكترونية قال ذلك الصديق الذي اعتذر عن ذكر اسمه لأسباب يعلمها الجميع انه سأل احد مستشاري عبدربه هل دورك هنا مرتبط بتنظيمكم السياسي أم بوظيفتك كمستشار لفخامته أجاب بسرعة وبلهجة سريعة تشبه الصينية أنا مستشار الرئيس هذه الإجابة لم تقنع الزميل فكان رده لكن حتى فخامته كوز في طاقة لا يستشار لا من قريب ولا من بعيد ؟ أجابه الزميل العزيز ورده الانفعالي وبتلك الطريقة جعلتني أطرح السؤال الأهم حول الدور الذي يقوم به عبدربه وحكومته ولماذا يتجنى عليهم خصومهم من بأنهم لا بيهشوا ولابينشوا على رأي اخوانا الشوام مجرد يافطة لا أكثر والحقيقة هي انني حاولت ان اجد وصف دقيق لوضعية فخااااااامته فلم اجد أكثر دقة من حكومة الجنرال “فيشي ” التي اعلنها الألمان في فرنسا بعد سقوط باريس تحت الاحتلال النازي وباتت كل قراراتها تصدر من قبل قيادة الرايخ الثالث في برلين ، عبدربه كان ولايزال مجرد كذبة ونكتة سمجة المضحك المبكي هو أن المحيطين به ليس لديهم ذلك الثقل السياسي وهنا يحضر في ذاكرتي السياسية وحيد بيه الأيوبي فبعد الانفتاح الذي أقدم عليه السادات في مصر بعد 1975م قامت حمى تأسيس الأحزاب وتقدم وحيد بيه الأيوبي بتأسيس حزب وتم دعمه من قبل أمن الدولة وأجهزة السادات كان وحيد الأيوبي هو الحزب وهو مكتبه السياسي وهو لجنته المركزية وكان يحلو له الجلوس في نادي الجزيرة وعندما يناديه أحد لا يجيب بحجة أن الحزب مجتمع مع نفسه ومع ذلك كان يصدر بيانا بصورة شبه يومية يوضح فيه موقف الحزب مما يجري في مصر ، صدقوني الأحزاب التي التحقت بعبدربه وأيدت العدوان على بلادها ليس لها من التأثير السياسي من منطلق أيدولوجياتهاومشاريعها السياسية شيء يذكر وهي شبيهه إلى حد كبير بوضعية حزب وحيد بيه والدليل على ذلك أنها في حالتها القومية تحولت الى المناطقية وفي حالتها الأممية صارت جزءاً من مشروع انفصالي صغير وفي حالتها الدينية تحولت للعزف على وتر الطائفية والمذهبية .
الشيء المخزي هو سقوط المثقف فسقوط المثقف كارثة حقيقية ودليل على حالة الخواء والاستلاب لكن اعتقد أن الذي سقط ليس المثقف الحقيقي وانما هو المثقف الجرذ حد وصف الكاتب العربي عزالدين اللواج والذي حدد توصيفا دقيقا لمفهوم المثقف الجرذ يقول عز الدين اللواج: المثقف الجرذ هو ذلك الذي اعتاد أن يستمد حضوره وتأثيره من سيده الدكتاتور وعندما تميل كفة الصراع لصالح خصوم السيد القائد سرعان ما يغير موقفه فتجده في الخندق المضاد مع خصوم سيده تماما كما حدثت العديد من الحالات لمثقفين كانوا مقربين من صدام حسين أو معمر القذافي والآن يمارسوا في العهد الجديد نفس ما كانوا يمارسونه في زمن المهيب الركن أو في زمن الخيمة من قمع وإقصاء للآخرين وهذا ما لاحظناه عندما وجد القذافي كثيراً من أعوانه مع الناتو ووصفهم بالجرذان. فمعظم الذين ذهبوا لطويل العمر لم يكونوا سوى جرذان الثقافة بالطبع هناك استثناءات لمثقفين خرجوا ولم يسقطوا حتى اللحظة لكننا نعني تلك الفئة التي اعتادت على أن تكون مجرد جرذ في منظومة فساد وتسلق تبدأ ولاتنتهي ، ومع ذلك علينا أن نعترف أن دائرة الخيانة عندنا كبيرة جدا فاليمن ليست موريتانيا التي دفعت قوات الناتو5000$نعم خمسة آلاف دولار للموريتاني الذي سيقاتل الى جانب الناتو في ليبيا وفشلوا في إقناع مواطن واحد بينما في الحالة اليمنية هناك من يعرضوا خدماتهم بالمجان للخدمة مع السعودية وقطر والإمارات ويقدمون لذلك باستهداف مهابة اليمن دون حياء أو خجل ولم يتبق لنا سوف أن نرى ذلك النموذج الارتزاقي الفج الذي يذكرنا بالحالة في كينيا نموذج حركة شباب للإيجار أو بندقية للإيجار حسب وصف باتريك سيل لمجموعة أبو نضال الإرهابية الفلسطينية المنشقة وهنا أتذكر أنني كنت في لقاء مع زعيم عربي ذات يوم من أيام التسعينيات وفي أحد العواصم العربية وكان يومها أحد القيادات العربية المعروفة بدعمها القوي لحركات التحرر الوطني ويومها كان له رأي استفزنا نحن اليمنيين ومعظمنا طلبة على وجه التحديد قال الرجل الذي انتقل الى جوار: ربه وضعكم في اليمن صعب جدا اكثر من أي ساحة من ساحات العمل القومي لسبب واحد هو أن القرار السعودي في اليمن يمثل 70%من القرار اليمني فأي ظاهرة اعتراضية لا ترضى عنها السعودية سيكون مآلها الفشل لامحالة وعليكم أن تتصرفوا على هذا الأساس، معظم القوى السياسية اليمنية بل وكلها مخترقة من المخابرات السعودية وكل قياداتكم السياسية تتلقى دعماً مالياً من السعودية انتم مجانين إذا فكرتم أن تصنعوا سلطة أو معارضة ضد النفوذ السياسي السعودي في اليمن انتهى الكلام، ويومها شعرنا بما يشبه الصدمة من ذلك الكلام الذي قيل وبدأنا نتساءل فيما بيننا هل هذه نظرة الرجل الخاصة به أم أنها نظرة العرب لنا كيمنيين مرتزقة وعملاء للسعودية هل يعقل هذا ونحن الذين لدينا خبرة في العمل السياسي وتراكم سياسي وحركات ثورية يسارية وتقدمية وكنا على مدى سبعة عقود المخزون الايدلوجي والسياسي للمنطقة برمتها أيعقل هذا في بلاد شكل كفاحها للمستعمر التركي والبريطاني نموذجا رائعا ضد قوى التسلط والطغيان فجأة نصير مكب نفايات وحديقة خلفية للنظام السعودي الثيوقراطي المتخلف والأوتوقراطي المنغلق اين النقابات والاتحادات والحركات الطلابية التي عملت تحت الأرض وفوق الأرض أين تراكمات المعتقلات والسجون والانقلابات العسكرية هنا وهناك ؟ حقا لقد كانت صدمة لكن الزمن جعل ذلك النقاش وبكلماته المستفزة لنا يتحول الى أشبه بالهرطقات بعد أن توارى أمام حالات سياسية جوفاء لم تكن تؤمن بما تقول فكلمة العدو التاريخي للشقيقة أو للصداع السعودي كانت مجرد لفظ يشبه حكايات عقلة الإصبع وأمنا الغولة لكنها استخدمت لعقود من التضليل تحت شعار نحن هنا متلازمة مع تلك الحالة العدمية للناصرية الرسمية كسوق رائج في زمن الخواء السياسي ، الآن وبعد مرور عام على العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على بلادنا تذكرت ذلك اللقاء وشعرت أن كل ماقيل فيه لم يكن نوعاً من الشطط أو الجنوح أو عدم الواقعية ولنكن أكثر صدقية مع الذات السعودية بطائراتها وأساطيلها واموالها واحتياطيها النفطي ونفوذها السياسي على دول التحالف ليست أكثر من مشروع تجاري فاشل كما وصفها احد مراكز الدراسات والبحوث الأمريكية مؤخرا مشكلة اليمن في الجيوش الجرارة من العملاء والخونة والذين لديهم الاستعداد للعمل في أكثر من نطاق جغرافي ليس في اليمن ولكن في أي مكان يضعهم فيه أسيادهم في السعودية فدرجة العمالة والارتزاق في اليمن بالنسبة للسعودية تعتبر حالة متقدمة ولها العديد من الأوجه يكفي ان نعلم بأنها متراكمة منذ عدة عقود منذ مؤتمر حرض 1965م ربما قبل ذلك منذ حركة 1955م الأمريكية السعودية ربما قبل ذلك منذ مقتل الإمام يحيى 1948م ربما قبل وقبل حتى العام 1934م الذي شهد حربا بين اليمن ومملكة آل سعود ووقف فيه جانب كبير من اليمنيين الى جانب الجيش الغازي لبلادهم ، لكن ذاكرتنا المثقوبة ظلت على ما هي عليه واعتقدنا بطريقة خاطئة اننا خارج الطوق لكن الحقيقة كانت غير ذلك تماما وما هذه الجيوش من العملاء إعلاميون وأدباء فارون وساسة وبرلمانيون وشيوخ دين وشيوخ قبائل واكاديميون وأساتذة جامعات ورجال اعمال ومثقفون الادليل على تلك الحالة من الأعورار التي ظلت قائمة لعدة عقود جميع من يقفوا مع العدوان ظلوا يتصدرون المشهد اليمني طوال عقود للأسف الشديد وهم من أوجد تلك الحالة من الضبابية وعدم الوضوح هذا النوع الذي يقع في منطقة البين بين لديه الاستعداد لتشكيل حالة متفردة من العمالة لا تختلف عن تلك التي كانت قائمة في بعض دول امريكا اللاتينية والتي يعد نموذجاً “الكونترا” في نيكارغوا ورجال عصابات المخدرات في كولمبيا اكثرها وضوحا، نعم الكونترا اليمنية الحالية لاتختلف كثيرا عن نظيرتها اللاتينية التي لاتشعر بالخجل من العمالة والارتزاق فهي نفس الأسماء كانت لديها براعة عالية في قبض مبالغ طائلة من القذافي وصدام حسين والسعودية وايران وأمير قطر وبالطبع القدرة في التلون حسب ماتستوجبه ظروف الزمان والمكان مثال ذلك إحدى الشخصيات المعروفة في حكومة الفار هادي ذات يوم كان يلتقي بالليبيين ويقبض منهم بحجة انه مؤيد لعصر الجماهير وعندما يذهب الى العراق لاختراق الحصار المفروض عليه في زمن المهيب يهاجم الرجعية وحلفائها وفجأة وبلا مقدمات تجده حاضرا في دمشق جناح العروبة وقلبها النابض ويهمس في اذن الرفيق عبدالله الأحمر بأن النظام في العراق يتآمر على سوريا وعندما يلتقي بقائد المقاومة أو بالمرحوم فتحي الشقاقي يؤكد له الدعم القوي للجهاد وحزب الله وفي ذات الوقت دعمه للثورة الإيرانية وعدم اتفاقه مع الليبيين والعراقيين على خلفية قضية الصدرين الأول والثاني وهكذا واخيراً علاقات قوية مع أمير قطر ومع الحكم في السعودية ودعمه للناتو في ليبيا وتخليه عن رجل الخيمة وتخليه أمام الريال السعودي عن الثوابت القومية ، هكذا تبقى العمالة رائجة ومطلوبة عندما يتحول الساسة الى سماسرة ، أذكر أن حاكماً عربياً التقى ذات يوم بوفود من مختلف الساحات العربية في إطار فعاليات احد الملتقيات القومية فوجئ الجميع ان الوفد الوحيد الذي لم يف بالتزاماته برغم تخصيص موازنة مالية لها هو الوفد اليمني والسبب هو انهم لم يجدوا مبنى مناسباً فاضطروا المساكين لتقاسم المبلغ وعملوا فعاليات من خلال مجالس القات ، حالة العبث القائمة في العمل السياسي اليمني ربما يعود سببها الرئيسي الى كون الأحزاب تحولت الى قبائل فاقدة لمكارم القبيلة وعندما وصلت الى المأزق التاريخي المتمثل في الحرب العدوانية التي تشن على اليمن لم تقدم مشروعها الوطني المعبر عن الانتماء للوطن فكان طريق الهروب الى الأمام هو الأقصر
-3 من هم شركاء التحالف ولماذا انتهت الخطبة دون دعاء
قائمة طويلة اعتقد انه في لحظة كتابة هذا المقال هناك اكثر من مليون يمني يقف الى جانب العدوان من خلال نقل المعلومة ونشر الإشاعة وتجييش واستعداء الرأي العام ضد وطنهم أقصد العالمي بالرأي العام لدى العدوان، جيش الكتروني يقدر بالملايين من جماعة الإصلاح والمشترك في الداخل والخارج هذا الجيش مدعوم مناطقيا ومذهبيا وطائفيا ومدعوم إعلاميا من خلال مئات الصحفيين والكتاب في الداخل وفي المنفى أي والله في المنفى ومدعوم من خلال المساجد التي هاجمت السيسي وحكام الخليج في أزمة مرسي العياض وسكتت عن الكلام عندما هاجمت تلك القوى بلادها عسكريا 25 الف مسجد يتواطأ مع العدوان لأول مرة في التاريخ واذا ما نطق الخطيب يوم الجمعة فهو يمارس تلك الحالة من التورية والتقية التي ينكر رجال الدين السنة وجودها في مذهبهم الحالي عندما يقول اللهم رد عدوان المعتدين ورد كيد الكائدين فلو سئل من الحوثيين لقال قصدت التحالف ولو سأله الإصلاحيون لقال قصدت الحوثيين ولهذا انتهت الجمعة دون دعاء، هناك قيادات وقواعد أحزاب المشترك التي لا تنسجم الا مع سياسة التقاسم والمساومة ، الكارثة والجريمة التي تحدث للشعب اليمني لم تتوقف في أي لحظة والسبب هو أن العديد من تلك القوى اتخذوا من حالة العداء الشديدة بين السعودية والحركة الحوثية سوقا رائجة لبناء تحالفات وإعادة تموضع جديد على الصعيد السياسي بمنأى عن القناعات الفكرية والسياسية وهذا مايمكن فهمه من خلال حالة التناقض في المواقف لتلك القوى وهو اعتراف صريح من تلك القوى بأن ايدلوجيتها السياسية باتت من الماضي وأنها أساساً لم تعد متمسكة بها .
-4 الإعلام المعادي وتبرير القتل :-
سياسة التضليل الإعلامي التي جرى اتباعها سياسة طبقت بطريقة بلهاء بالرغم من حالة الضخ الرهيب التي سبقت الحرب والتي اعتمدت على نقل كل ما يتعلق بالوضع القائم في اليمن إلا أنها وأثناء الحرب لم تنجح من الاستفادة من تلك المعطيات التي يفترض أن تستثمرها بنجاح أثناء الحرب فمنذ دخول صنعاء من قبل الحوثيين وجماهير ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م بدأت الآلة الإعلامية للعدو السعودي باستخدام مصطلح “الانقلاب الحوثي ” بالرغم من ان الدخول تلازم بتوقيع اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي وقعت بحضور السيد جمال بن عمر مندوب الأمين العام للأمم المتحدة وباركتها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي مع الاستعمار من خلال سفرائها المعتمدين بصنعاء وهي الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومع ذلك وبالرغم من التأييد الدبلوماسي ظل الانقلاب انقلابا ، تلك الحالة من الارتباك في الخطاب الإعلامي لم تكن سوى جزء من حالة متكاملة من التخبط والعشوائية للخطاب الإعلامي عكست نفسها على المصداقية وهنا يمكن لنا أن نكتشف ذلك دون عناء من خلال العديد من التساؤلات فكم هو عدد المرات التي تم الاعلان فيها عن تحرير مأرب من المستعمر اليمني وكم هي المرات التي أعلنت فيها تحرير عدن من نفس المستعمر وكم مرة اعلن هادي والمقدشي والعسيري عن قرب حسم معركة تعز وصنعاء والضالع والبيضاء والجوف وعمران من المستعمر اليمني في كل مرة يتأكد فيها كذب الأخبار كانت المصداقية تنهار وتسقط الى الحضيض لكنها دائما سياسة المكابرة والتضليل ، يكفي في كل مرة أن تنتقل من الحدث أو العربية والجزيرة والإخبارية السعودية الى فرنسا 24 أو روسيا اليوم أو BBC لتعرف حجم الفرية والتضليل الإعلامي الحاصل في المقابل ربما ظهر ذلك الغباء الإعلامي بوضوح منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن حيث اعلن يومها عن استشهاد عدد كبير من أعضاء اللجنة الثورية منهم يوسف الفيشي وآخرون تحديدا في عدن وهي الكذبة التي سرعان ما انكشفت للرأي العام المحلي والعربي والدولي، فالإعلام الخليجي بكافة قنواته وبإمكانياته الرهيبة ظهر للعالم اجمع في حالة كسيحة وعرجاء بالرغم من ان العالم الغربي بأجهزته الإعلامية المعادية للعرب كان رديفا قويا لذلك الإعلام من منطلق وحيد هو عدم تتبع عثراته وحالات السقوط المتكررة له ، واعتقد انه في ذلك تكمن العديد من الأسباب والمسببات والتي من اهمها:-
عدم وجود خبراء حقيقيين في الشأن اليمني للتحدث في الحالة اليمنية بعمق وطني فمعظم الذين جرى استضافتهم في تلك القنوات كانوا يرون في الرافعة المذهبية والمناطقية الترمومتر الذي تقاس عليه مواقفهم السياسية وهي حالة تجعلنا نفهم لماذا نسبة الإطلالة من من منطقة واحدة ومن طيف سياسي وديني واحد تعادل ال80%هذه الرؤية اشعرت رجل الشارع البسيط انه يتعرض لقصف ديني مذهبي ينطلق من مطابخ امنية رائحتها تفوح بالنتانة المذهبية والطائفية وهو ما عبر عنه الرئيس اوباما وعدد كبير من مراكز الدراسات والبحوث الأمريكية والغربية والألمانية التي جاء انتقادها اكثر حدة للملكة الأتوقراطية السعودية واتهامها لنظام آل سعود بتأجيج الكراهية ، فمعظم المحللين اليمنيين الذين أطلوا من استديوهات الحدث والعربية لم يكونوا كإعلاميين على تلك الدرجة من الاحتراف والمهنية والقدرة التحليلية للوضع اليمني وهذا ينسحب على الجميع بما في ذلك الخبراء العسكريين الذين تعاملوا مع الوضع بعقلية ركيكة اقرب للتنجيم وابعد ماتكون عن التحليل يكفي ان معظمهم كان يطالب بتكثيف القصف الجوي وعدم الانزلاق بحرب بريه ستكون لها عواقبها وكأن لسان حالهم يقول مزيدا من الدمار يقرب يوم الانتصار .
ايضا معظم المحللين هم من الذين يمكن لنا ان نطلق عليهم من الجيل الرابع من الاعلاميين الذين لم تنضج خبرتهم بعد وفي هذه الحالة يكونون عرضة للأوامر والإملاءات من قبل المطبخ الإعلامي أو الغرف الإعلامية والتي يشرف عليها مجموعة من اللبنانيين الخبراء في الإعلام الموجه وهم بقدر ما يجيدون الصناعة الإعلامية بحكم التخصص الا انهم يفتقرون الى المعرفة الدقيقة بالواقع اليمني وهنا يكمن الخلل الذي تكون له تداعياته على الصعيد المهني وفي هذا السياق بالذات ربما لاحظ الكثير من اليمنيين الاخطاء التي تحدث بصورة متكررة حول اسماء الأماكن ومواقع الحدث لقد اعادوا لنا حجة مكان عصيفرة ومأرب وضعوها في لحج وهكذا ، لكن اعتقد ان السبب يكمن في المصدر الذي يعطي المعلومات والذي يفترض ان يتمتع ولو بالنزر اليسير من المصداقية الأخلاقية وهنا اتطرق الى المواصفات التي يفضلها السعوديون في صورة العميل المطلوب فكما هو الحال لتلك الشخصية الأردنية المحروقة في بلادها والمكروهة من غالبية الشعب الأردني بسبب اقليمتها وعنصريتها تجد الوضع أكثر كارثية في الحالة اليمنية على سبيل المثال مراسل لأحد القنوات متورط في العديد من القضايا المالية من نصب واحتيال الى خيانة أمانة الى سرقة الى ومعظمها في الإطار المهني وعلى زملاء مهنته وخلال عشر سنوات ظل في وضع مالي مزر طاف على الجميع يسار يمين وسط ليبرالية وكتب في معظم الصحف من الإخوان للحوثيين مثل هذا الشخص مشروع عميل جاهز بدون عناء ، شخص آخر من الكتيبة الاعلامية للمقاولة الشعبية دائب ومنذ وصوله الى الرياض بعقد العديد من الاجتماعات مع إعلاميين سعوديين وكلما التقى بأحدهم عرض خدماته وقدم له السيفي الخاص به مرفقا مع بعض المواد الصحفية التي نشرت له وفي كل مرة يقدم نفسه بأنه من قوى الحداثة والعصرنة والمدخل دائما استخدامه لثقافة تحقير الذات يبدأ حواراته اليومية بوصفه للقبيلة بأقذع الأوصاف وفي منتصف الحوار يصل الى أن الجميع يمارس العهر السياسي يعني النخب طبعا باستثناء شخصه وقبل ان ينتهي من حواراته اليومية يردد عبارة يا أخي نحن شعب كذا وكذا واذا ضرب الحذاء بخده صاح الحذاء وفي احد اللقاءات سأله اعلامي سعودي كيف تتكلم عن شعبك بهذه الطريقة انت يمني وهنا انفعل صاحبنا قائلا يمني لكن اصلي تركي ؟ هذه النوعيات الرخيصة من البشر هي التي تحاربنا وهي التي تناصر العدو هنا تذكرت ذلك الصديق الذي يقطن الرياض هذه الأيام كنت في احد الزيارات الى الجماهيرية الليبية قال لي ذلك القومي ونحن لا نزال في الطائرة شوف لو ما قدموا لنا الدعم يقصد الليبيين سنذهب الى القطريين واذا لم سنذهب الى السعودية وهاهو اليوم استبدل صورة عبدالناصر وجورج حبش بصورة سلمان التي لا تفارق منزله باعتبار سلمان الأمين الجديد للقومية العربية .
حالة الفشل الذريع تبدت خلال عام من العدوان من خلال رفض معظم الاعلاميين العرب دعم الموقف السعودي من المرحوم هيكل الى عبدالباري عطوان الى نبيه البرجي في لبنان ناهيك ان كبار المحللين العرب هاجموا السعودية واعتبروها تمارس الانتحار السياسي .