بعد عام. .التحالف يسقط أخلاقياً..
أحمد يحيى الديلمي
مصيبة آل سعود ومسؤولي دول الخليج النفطية أن عقولهم في جيوبهم لذلك اعتقدوا أن بإمكانهم شراء الذمم واستقطاب ضمائر البشر إلى منحدر التأييد المطلق للأعمال التي تترجم رغباتهم المريضة بالمال وإن على حساب مقدرات وحياة الشعب اليمني وكل مواطن فيه .
صحيح أنهم من خلال المليارات التي أنفقت لتمويل شراء الأسلحة التدميرية الفتاكة والصفقات التجارية المشبوهة ضمنوا صمت الدول المستفيدة ، واستمالة المنظمات الدولية والأقليمية .
وصحيح أن لعاب حكام بعض الدول العربية سال لملايين المال المدنس فبادروا إلى المشاركة في التحالف الهمجي المشبوه استناداً إلى مبررات واهيه وشعارات خادعة . وصحيح أن المال المدنس ذاته استطاع شراء ذمم المرتزقة والعملاء من أبناء الوطن وانحدر بهم إلى مجاهل الخيانة والمجاهرة بالعداء المطلق للوطن إلى جانب استقطاب شذاذ الآفاق والمرتزقة من عدة دول بما في ذلك الشركات المشبوهة التي تتاجر بدماء البشر تستغل فقر وحاجة الواحد منهم لتزج به في حرب عبثية ليقاتل ويفقد روحه في حروب عبثية لا ناقة له فيها ولا جمل . فيموت في أرض تلعنه وتحت سماء تقبح فعله يموت منبوذاً مجهول الهوية لا أحد يثني عليه ولا يتشرف بفعله .
أخيراً وهو الأهم استطاعت السعودية وبعض دول الخليج المتخمة بالثروة التماهي مع الرغبة الصهيو أمريكية ممثلة في دعم تناسل جماعات التطرف والإرهاب وخلق العقل الوهابي التكفيري بما فرضه من أنماط تفكير منغلقة دلت على التخشب الذهني والإفلاس القيمي من أجل تشويه الإسلام واستهدافه من داخله، وقد حدث ذلك بالفعل فتكررت حوادث السحل والحرق والصلب والتمثيل بالجثث وكان لليمن نصيب وافر من أفراد هذه الجماعات الضالة التي يراهن عليها المعتدون والمرتزقة من أبناء الوطن لإسقاط مضمون الدولة وإشاعة الفوضى وإذكاء الفتنة الطائفية والانقسامات المذهبية تمهيداً لإشعال أول حرب مذهبية وفتنه طائفية .
نعم كل هذا حدث للأسف إلا أنه عرى بني سعود وكشف عورتهم خلال العام المنصرم أرادت السعودية والدول التي تحالفت معها تحويل اليمن إلى حقل تجارب وميدان لترجمة الرغبات المبيتة والخطط التي أعدت سلفاً ، ومن أجلها بادرت أمريكا إلى تقديم الدعم اللوجستي والاستخباري ، كذلك فعلت دول أوروبية وإسرائيل استناداً إلى شعارات الزيف والابتذال الخادعة ومنها نصرة ما يسمى بالشرعية المفقودة .
بادرت السعودية ومن لف لفيفها إلى شن عدوان همجي سافر كانت العاصمة التاريخية لليمن صنعاء قبلة أولى الهجمات وعلى مدى العام ألقت طائرات المعتدين آلاف الأطنان من أسلحة الدمار الفتاكة والقنابل المحرم استخدامها دولياً وهنا يحق لنا التساؤل : بعد انقضاء العام الأول ما الذي حدث ؟!!
* إن استمرار همجية وغطرسة واستهتار العدوان والعودة إلى قصف نفس الأهداف التي تعرضت للقصف في الأيام الأولى للعدوان . كل ذلك يؤكد الإحباط والفشل الذريع الذي مني به تحالف العدوان ، وأن الصمود الأسطوري والتضحيات الجسيمة من أبناء اليمن أفشل العدوان ومنعه من تحقيق أي من الأهداف التي أعلن عنها الساسة والعسكريون من أول وهلة.
* إن خطة شراء الذمم لضمان الصمت بالمال بدأت تتلاشى على وقع الاحتجاجات وبيانات الإدانة والاستنكار الصادرة عن بعض الدول والمنظمات .
* إن أوراق اللعبة تكشفت على وقع هستيريا الضربات الجوية رغم وجود التفاهمات التي سعت إلى التهدئة وهو ما دل على السقوط الأخلاقي المريع الذي انحدر إليه المعتدين بقيادة بني سعود فأكد الافتقاد لإرادة الفعل واتخاذ القرار .
استناداً إلى ما ورد على لسان المناضل / صالح الصماط رئيس المجلس السياسي لأنصار الله ، الذي قال أن التناقضات وعدم الثبات على المواقف واحترام العهود أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن السعودية ومن معها مجرد أدوات لتنفيذ توجهات وقرارات أمريكا المستفيد الأول من هذا العدوان ومعها إسرائيل، وفي هذا تأكيد على السقوط الأخلاقي المريع .
أخيراً في زمن الخذلان واللهث وراء المصالح وغياب نجدة الإسلام ونخوة العروبة وأخلاق الأمم نجد أنفسنا في اليمن لوحدنا معتمدين على الله سبحانه وتعالى، فالعدو بعد عام يبدو أكثر وحشية وغطرسة ورغبات الحقد والثأر النتنة تتعاظم في ظل الصمت المريب ما يوحي أن أمريكا لم تستنفد أهدافها من هذه الحرب وأنها مستمرة في دعم الإبادة الجماعية وتتلذذ بقتل اليمنيين بدماء باردة، وهو ما يتطلب منا أن نكون أكثر جاهزية وأن يكون الحشد اليوم نوعياً يعبر عن استمرار الصمود الأسطوري لمقاومة العدوان ودحر المرتزقة والعملاء في كل جبهات القتال .
بالمقابل على تحالف العدوان أن يدرك بأن صبر الشعب قد نفد وأنه ضاق ذرعاً بالأساليب الخادعة ، وهذا يعني أن ما بعد 26 مارس سيختلف عما قبله وأن الخروج الجماهيري الحاشد سيحدد ملامح مرحلة جديدة عنوانها عام جديد من الصمود والتصدي الحازم للعواصف الكاذبة .
ومن الله نستمد العون والنصر المبين .