> 17 مؤسسة ووسيلة إعلالامية تعرضت للقصف .. و ٢٠٠ مليون دولالار خسائر أولية
تقرير/ خالد النواري
لم يعر العدوان السعودي الأمريكي الغاشم أي اهتمام بالمعاهدات الدولية والاتفاقية المتعلقة بضمان سلامة المدنيين في النزاعات والحروب حينما شن عدوانه على بلادنا في منأى عن كل تلك المواثيق وتجرد من إنسانيته موجهاً أسلحته الفتاكة في صدور الأطفال والنساء الآمنين في مساكنهم ، وسط حالة من الصمت المخزي للمجتمع الدولي الذي تخلى عن المبادئ والقيم وشعارات حقوق الإنسان التي طالما تغنى بها.
آلة الدمار وأسلحة الفتك والتنكيل طالت كل شيء على الأراضي اليمنية ولم تستثن أي شيء ، بما في ذلك قطاع الإعلام الذي يفترض أن يتمتع العاملون فيه بحماية القانون الدولي الإنساني من الهجمات المباشرة باعتبارهم مدنيين وغير مشاركين في أي عمليات حربية ويصنفون ضمن المدنيين المشمولين بتلك الحماية ، ويعتبر الاعتداء على الصحفيين انتهاكاً صارخاً لكل الاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف وبروتوكولها الملحق ، بالإضافة إلى أن تعمد توجيه هجوم مباشر ضد أشخاص مدنيين بما فيهم الصحفيين يرتقي إلى جريمة حرب بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
قنبلة نيترونية
محمد شمسان شاب في مقتبل العمر ظل الحلم يراوده منذ الطفولة بأن تكون له بصمته في مجال الإعلام ، بدأ مسيرته المهنية كمراسل ميداني لقناة اليمن اليوم بالإضافة إلى نشاط مع إذاعة “يمن إف أم” .. اجتهد كثيراً حتى يظهر قدراته وإبداعاته وتفانى في إعداد التقارير الميدانية وخاصة المتعلقة بكشف جرائم العدوان من خلال النزول الميداني للمواقع الآهلة بالسكان والتي تم استهدافها في العاصمة صنعاء.
وفي 20 إبريل 2015م كان شمسان يستعد بمعية الطاقم الفني لمغامرة صحفية جديدة دون أن يدور بخلدهم المصير المجهول الذي ينتظرهم حيث كانت المفاجأة غير المتوقعة حينما ألقت طائرات العدوان قنبلة شديدة الانفجار تبين لاحقاً أنها قنبلة نووية تكتيكية بحسب تأكيدات خبراء في الأسلحة النووية لموقع فيترانس الأمريكي – وقد أحدثت دماراً هائلاً في منطقة فج عطان والتي يوجد فيها المقر الرئيسي لقناة اليمن اليوم الأمر الذي أسفر عن استشهاد الإعلامي محمد شمسان والإداري أمين يحيى وحارسي القناة منير عقلان وحزام محمد زيد بالإضافة إلى إصابة آخرين ووقوع دمار كبير في القناة وتلف الأجهزة التقنية وأستوديو البث وتضرر المبنى الإداري.
شهداء صدق الكلمة
وقدمت قناة المسيرة الفضائية كوكبة من شهداء الإعلام يتقدمهم مصور القناة بلال محمد شرف الدين الذي استشهد أثناء توثيق جريمة قصف العدوان لمنطقة الجراف ، والشهيد هاشم محمد الحمران مصور القناة الذي استشهد بمنطقة ضحيان في صعدة ، ويعتبر أصغر شهداء الإعلام حيث استشهد وعمره لم يتجاوز 15 عاماً والتحق بالقناة بعد مرور شهر من العدوان، وقبلهم استشهد مراسل القناة خالد محمد الوشلي عند تفكيك عبوة ناسفة في دار الضيافة بذمار ، كما استشهد مصور القناة عبدالله أحمد الأمير الكبسي في محافظة تعز.
حملة تحريض
القصف الذي تعرضت له قناة اليمن اليوم سبقه حملة من التحريض من قبل وسائل إعلام العدوان التي حرضت على استهداف وسائل الإعلام التي تقف ضد العدوان بهدف إسكات كل الأصوات التي تنقل الحقيقة وتكشف جرائم العدوان.
وعلق رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة على الحادثة بالقول: نطالب بوضع حد فوري للهجمات على الصحفيين واحترام ما تبقى من حرية صحافة في البلاد ويظل الصحفيون هم المراقبون الذين ينقلون ما يحدث في اليمن إلى الرأي العام.
وفي 30 إبريل 2015م استهدف طيران العدوان الغاشم مكتب قناة المسيرة الفضائية في محافظة صعدة مما أدى إلى تدمير كلي للمكتب وتضرر المباني السكنية المجاورة.
قرصنة واستنساخ
ولم يتوقف استهداف الوسائل الإعلامية عند قصفها حيث عمد العدوان على القيام بأعمال قرصنة ضد القنوات الفضائية اليمنية (اليمن وعدن وسبأ والإيمان واليمن اليوم والمسيرة والساحات) حيث تم حجبها والتشويش عليها من القمر الصناعي نايل سات بتاريخ 16 إبريل 2015م ، في محاولة لتمرير جرائم العدوان وعدم ترك أي هامش لحرية التعبير وصدق الكلمة ونقل الحقيقة كما هي للداخل والخارج.
كما قام العدوان بجريمة استنساخ بعض القنوات بنفس الاسم والشعار من عاصمة العدوان الرياض وهي قنوات اليمن وعدن والمسيرة بالإضافة إلى إطلاق موقع مزيف باسم وشعار وكالة الأنباء اليمنية سبأ والتي أصبحت أبواقاً تنشر الأخبار المضللة والكاذبة باسم العدوان ومرتزقته.
حجب المواقع
كما دأب العدوان على حجب العديد المواقع الالكترونية اليمنية وفي مقدمتها الموقع الرسمي لوكالة سبأ ووكالة خبر وصحافة يمن والمسيرة نت والمؤتمر نت وغيرها من المواقع الإخبارية بهدف تحييد تلك المواقع عن القيام بدورها المهني في إيصال الحقيقة وفضح ما يقوم به العدوان من جرائم وحشية ومجازر جماعية ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب بالإضافة إلى التدمير الممنهج للبنى التحتية والمنشآت الخدمية التي تقدر تكلفتها بمليارات الدولارات ، بالإضافة إلى استهداف بعض مقرات الصحف كما حصل لمقر صحيفة اليمن اليوم في منطقة السبعين بصنعاء ، وتوقف عدد من الصحف الأهلية بسبب الظروف الناتجة عن العدوان ومنها عدم توفر المشتقات النفطية في ظل الحصار الجائر من قبل العدوان وكذلك عدم توفر المستلزمات الطباعية من أوراق وأحبار.
استهداف الإعلاميين
وتواصلت جرائم العدوان وسقوط المزيد من منتسبي الإعلام حيث تم استهداف مراسل إذاعة صوت أمريكا المقداد مجلي بغارة جوية أثناء قيامه بإعداد تقرير ميداني في منطقة حمام جارف ليفارق الحياة إثر إصابته بشظايا الصاروخ.
* وفي جريمة غير مسبوقة يندى لها جبين الإنسانية ، تم استهداف المخرج الإعلامي بقناة اليمن الفضائية منير الحكيمي وزوجته الموظفة بالقناة سعاد حجيرة وهما في منزلهما برفقة أطفالهما بمنطقة بيت معياد، وذلك بصاروخ طائرة غادرة مما أدى إلى وفاتهما وأطفالهما الثلاثة في جريمة وحشية كشفت زيف ادعاءات العدوان وهمجيته وعكست سقوطه الأخلاقي.
كما توفيت الإعلامية في قناة عدن جميلة جميل في ظروف غامضة بصنعاء بعد أيام من توجيهها نقداً لاذعاً لقيادة القناة وبطانة الرئيس الفار هادي وسوء إدارتهم للقناة والعاملين فيها وتحويلها إلى بوق يخدم العدوان.
أبراج الإرسال تحت القصف
الأضرار التي لحقت بالمؤسسات الإعلامية جراء العدوان كانت كبيرة حيث تعرضت (17) جهة إعلامية للتدمير الكلي والجزئي منها مقار قنوات فضائية كما هو الحال باليمن وسبأ واليمن اليوم ومكتب قناة المسيرة التي تعرضت للقصف المباشر وكذلك قناة عدن الفضائية بكريتر ، والإذاعات المحلية مثل إذاعة حجة وصعدة والحديدة وتعز وإب وأبين وعدن التي تعرضت أيضاً للقصف والتدمير ومكاتب الإعلام وفروع المؤسسات الإعلامية في عدد من المحافظات وكذلك مؤسسات الجمهورية و14 أكتوبر التي تعرضت للاعتداء والنهب ، بالإضافة إلى أبراج الإرسال الإذاعي والبث التلفزيوني الأرضي التي تعمد العدوان قصفها بهدف إسكاتها ولا يكون هناك بديل للمتلقي والمتابع المحلي سوى وسائل إعلام العدوان الذي عمد إلى بث برامج تحريضية عبر موجات (إف إم) التي قامت بتغطية عدد من المحافظات الحدودية.
العدوان وحّدنا
محاولات العدوان المضنية فشلت في تكميم وسائل الاعلام اليمنية المناهضة للعدوان واستمر العطاء والإبداع من رحم المعاناة حيث استعادت القنوات عافيتها بعد قصفها وحجبها وتغلبت على كل محاولات التشويش واستمرت في نقل الحقيقة ودحض افتراءات قنوات الزيف والتضليل متسلحة بعدالة القضية وبصدق الكلمة والصورة من أرض الميدان ، كما ظل الصوت الإذاعي مزلزلاً وهو يشدو على مدار الساعة وجسد البرنامج الإذاعي (العدوان وحّدنا) لوحة من التلاحم والتحدي والصمود في وجه العدوان.
المصداقية تتفوق على أبواق الفتنة
ورغم الإمكانات المحدودة فقد تمكن الإعلام المحلي من التفوق على امبراطوريات إعلامية وذلك بالكلمة الصادقة في حين تخلت أبواق الفتنة عن أبجديات المهنية والمصداقية لتفقد ثقة شريحة واسعة من المتابعين.
ملاحم بطولية
وشكل الإعلام الحربي إضافة نوعية للتصدي للعدوان وإظهار الحقيقة للجمهور حول الأحداث التي تشهدها جبهات العزة والشرف سواء على صعيد الجبهة الداخلية أو ما وراء الحدود وأظهر الانتصارات والملاحم البطولية التي سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية ليصبح ذلك الإعلام نافذة حية من أرض المعركة والتي أخرست المشككين وأربكت حسابات العدوان.
ووفقاً لمصادر في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون فقد بلغت خسائر القطاعات الإعلامية التابعة للمؤسسة 160 مليون دولار، فيما تقدر الخسائر الناتجة عن العدوان على عدد من الجهات الإعلامية الخاصة أكثر من 50 مليون دولار.