السيناريوهات الفاشلة للعدوان ومرتزقته في الحديدة
جميل أنعم
من يرى المشهد من أعلى بإمكانه مشاهدة التحرش بالجيش واللجان الشعبية تحرشاً عنيفاً في أكثر من جغرافيا لتشتيته، فما حدث في تعز كان هدفه الأقرب هو سحب الجيش واللجان من أكثر من منطقة وإدخاله إلى تعز، وبهذا يقلص تواجده في الجوف ومأرب والأهم الشريط الساحلي الغربي، تمهيداً لإنزال بحري على الشريط الساحلي باب المندب – المخا – الخوخة – الحديدة .. وعلى قاعدة الوقاية خيرٌ من العلاج، سأحاول رسم مايراد من الحديدة بعين العدو وبعين أبناء تهامة على وجه الخصوص ..
اليمن مقبرة الغزاة من الرومان حتى الأتراك بني عثمان، لذلك اعتمد الغزاة من عهد الاستقلال الأول 1915م وحتى 2015م على الأدوات الداخلية كعنصر بشري استخباري وعسكري يتكامل مع العدو الخارجي “بريطانيا أمريكا إسرائيل بني سعود” لغزو البلاد واحتلاله وبصورة مؤقتة ولتتمكن الإرادة اليمنية الأسطورة المعجزة من الصمود والتصدي والانتصار وبزمن قياسي لاحقاً تماماً كما حدث في عام 1928م 1934م في الجزئية التي تخص فقط احتلال الساحل الغربي لليمن عامة ومدينة الحُديدة بصفة خاصة “الرئة التي يتنفس منها اليمن اقتصادياً منها” وباحتلال الحديدة تُخنق صنعاء وبعامل الزمن تسقط . وبالزمن الحالي ينسحب ذلك على إيران الثورة والوطن العربي ككل، هذه حقيقة لا يزال البعض مكاراً ومعانداً في عدم استيعابها، ولن نتطرق لما حدث في 1928م و 1934م بالتفصيل فذلك أصبح مسطراً في الكتب والمراجع خسرناً وذلاً وهواناً للأدوات الداخلية المتحالفة مع بريطانيا 1928م ومع بني سعود وبريطانيا 1934م وحلّت بهم النقمة الشعبية لعشرات السنين .
إذا العدو السعودي الصهيوني الأمريكي لن يعتدي على الحُديدة إلا بوجود أداة داخلية خائنة توفر الدعم الاستخباري والعنصر البشري العسكري يتمثل في الإخوان المسلمين حزب الإصلاح وأتباع الإسلام التكفيري السعودي الوهابي بمختلف مسمياته من السلفيين وجماعة الدعوة وأنصار الشريعة وقاعدة وداعش إضافةً إلى الظاهرة الصوتية لبعض عناصر الحزب الاشتراكي والناصري، ولحسن الحظ فإن هذه الأدوات الداخلية المتحالفة مع العدوان ليس لها حاضنة شعبية في مدينة الحديدة والمديريات والريف فهي عبارة عن أفراد وخلايا نائمة تكفيرية هنا وهناك أقصى ما يمكن أن تفعله هو الاغتيالات والهجمات الانتحارية أحزمة ناسفة، سيارات مفخخة والتي باتت تلفظ أنفاسها مؤخراً .
ومعركة تدمير الحُديدة بالوقائع فاشلة قبل أن تبدأ وبائسة وخائبة إن حدثت وسترتد نقمة شعبية من أبناء تهامة على العملاء والخونة الذين تحالفوا مع العدو الخارجي لتدمير الحُديدة كما تم تدمير عدن والجنوب وتعز، نعم معركة الحُديدة فاشلة ونقمة شعبية للخونة ستمتد لعشرات السنين للأسباب والعوامل التالية :
1- أبناء محافظة الحُديدة بقضهم وقضيضهم مع الجيش واللجان الشعبية وبنسبة كبيرة جدا تتخطى الـ 90 % ضد العدوان، وبالتالي الحاضنة الشعبية لقوى العمالة والارتزاق والغزو والتدمير صفر % .
2- الطبيعة السلمية لأبناء الحُديدة تجنح دائماً للسلم وتسجل حضوراً حاسماً ضد قوى الغزو والاحتلال في الماضي والحاضر وحتى المستقبل، وبالتالي انعدام ذراع عسكري استخباري تهامي مواكب للعدو، إذن ذراع عسكري تهامي صفر % .
3- أعضاء وعناصر التنظيمات السياسية والعسكرية المتحالفة مع العدوان في محافظة الحُديدة جميعهم وبأدنى حد هم من أبناء المحافظات الوافدة إلى محافظة الحُديدة، وبكل صراحة ووضوح ولدقة المرحلة نقولها بأنهم من محافظات المحويت، ريمة، حجة، تعز . والمؤطرين في الإخوان وإتباع الإسلام التكفيري هؤلاء إن قاموا وغامروا بتشكيل ذراع عسكري وعلى قلتهم وتعاونوا مع العدو الخارجي لتدمير الحُديدة وتشريد أهلها التي احتضنتهم سينالون النقمة الشعبية، ولن تستطيع أي سلطة سياسية مقبلة من السيطرة عليها بالمستقبل، ويكفي هنا أن نذكر بأن النقمة الشعبية التهامية تجاه الظاهرة الصوتية المتعاطفة والمتعاونة مع العدوان قد لاحت بالظهور شئنا أم أبينا، فقط هذا للعقلاء وبإعادة تصويب المواقف قبل فوات الأوان وليتذكر هؤلاء ماذا حل بمن تعاون مع الخارج ضد الداخل من بريطانيا وبني سعود خلال المراحل السابقة، ونهاية العدوان اتفاق سياسي يقذف بالعملاء والخونة إما للذل والخسران والهوان في الداخل أو للمنافي في الخارج، والعدو السعودي سيضطر بالأخير للاعتراف بالجيش واللجان الشعبية كم ثثلة للشعب اليمني وبترتيب سياسي ما، هذا ما قال ويقول وسيقول التاريخ بذلك حتماً .
4- مقاتلين مرتزقة من أبناء تهامة وفي كل جبهات القتال في اليمن معدوم وبالكاد يُذكر، بالرغم من تمكن حزب الإصلاح من حشد القليل من المقاتلين من العاطلين عن العمل من المقاهي والكورنيش والحواري تبخر هؤلاء بمجرد استلام مبالغ 500 و 2000 ريال سعودي للمقاتل واستلام سلاح سعودي انتهت بعودة هؤلاء إلى أهاليهم وبسرعة البرق قبل رعود طائرات الموت الأمريكية السعودية الصهيونية
5- العامل العسكري .. لن نخفي سراً إذا سطرنا بالقول وبعد 11 شهراً من العدوان الغادر بأن الجيش واللجان الشعبية طبقت التجربة الفيتنامية، تجربة حزب الله المقاوم، تحت الأرض وخنادق وما شابه، وإن حدثت معركة الحُديدة لا سمح الله فهناك سلاح نوعي سيُستخدم في المعركة سيقلب الموازين ليس في اليمن وحسب بل في المنطقة العربية إلى هنا والقول المباح انتهى وكلام الفصل للميدان -وحسبنا الله ونعم الوكيل- إذن حاضنة شعبية صفر، مقاتلين من أبناء تهامة تحت الصفر، أسلحة نوعية فوق الصفر وتصل إلى ما وراء المحيطات والبحار، وكما أسلفنا القول المباح هنا ينتهي ليبدأ الفعل المستباح .
6- مشايخ وأعيان محافظة الحُديدة حسموا أمرهم من زمن الإعلان الدستوري والبعض الآخر نأى بنفسه بعيداً، وأحداث 1928م، 1934م، 1962م ماثلة في الذاكرة التهامية، والنفر الوحيد منهم حاول الظهور لكن سرعان ما أرتد إلى صفوف الوطنية اليمنية والإرادة اليمنية .
7- العامل الدولي ليس بمصلحة العدو السعودي فهناك تفاهم أمريكي إيراني الاتفاق النووي الإيراني، الاتفاق الأمريكي الروسي في سوريا، تصاعد التنديد الدولي بالضربات الدولية للطيران المعادي، انشغال أمريكا بالانتخابات الأمريكية، كلها عوامل وأسباب تشير إلى أن العدوان يلفظ أنفاسه الأخيرة والتي يريد العدو السعودي استباقها باحتلال ميناء الحُديدة كورقة تفاوض تُحسن من وضعه البائس والخائب والذي قد يأخذ ثلاثة سيناريوهات محتملة: والهدف هو احتلال ميناء الحُديدة.
– السيناريو الأول .. تكرار سيناريو احتلال عدن ..
سياسياً إعلان هدنة وعسكرياً غارات جوية مكثفة وقصف عنيف من البوارج وإنزال بحري لجيوش مرتزقة غازية والتي التحمت مع جزء من الحراك الجنوبي والإخوان والتكفيريين قاعدة وداعش وأنصار الشريعة وسلفيين وعملاء لهادي وبحاح، وبذلك تم احتلال عدن والمطار والعند … هذا السيناريو قد يتكرر لاحتلال الحُديدة – المطار – باجل باب الناقة، ونقطة الصفر ستكون إعلان هدنة إنسانية لوقف إطلاق النار (طبع اليهود) يترافق ذلك مع هجمة إعلامية شرسة لترويج وتسويق معركة تحرير (تدمير) الحُديدة، يتبعه غارات عنيفة وقصف من البوارج والمدمرات البحرية تمهد لإنزال بحري لجيوش عربية أفريقية في نقطة ما على الساحل شمال ميناء الحُديدة أو جنوبه، يتوفر فيها طريق مُعبد إسفلتي يحقق انتشار للمدرعات والجيوش وبسرعة فائقة لتصل إلى مدينة باجل باب الناقة أو القرار مصنع إسمنت باجل، ومن جنوب ميناء الحُديدة لتصل إلى “كيلو 16” لتطويق الحُديدة وقطع الإمدادات والمحاصرة والزحف … الأدوات الداخلية هنا تكاد تكون معدومة بالمقارنة مع الجنوب الحراك وميليشيات هادي والدواعش والتي حسمت المعركة ميدانياً، وبالتالي هذا السيناريو فاشل وسيحقق المجازر والتدمير والتهويل الإعلامي لا أكثر ولا أقل وحصاده فوضى واغتيالات عارمة كما يحدث في عدن .
– السيناريو الثاني .. تكرار سيناريو “فرضة نهم” …
وفرضة نهم هنا “كيلو 16″، مجموعة مسلحة من الإخوان والسلفيين والدواعش تخترق الإجراءات الأمنية بالسيارات المتفجرة والأحزمة الناسفة للأفراد تحقق سيطرة مؤقتة لجولة كيلوا 16، تؤسس لحشد مجاميع من المرتزقة متزامن مع هجمة إعلامية وقصف جوي وبحري وإنزال بحري لمقاتلين مرتزقة في نقطة ما على الساحل الحُديدي لمدرعات أيضاً تنتشر وبسرعة تجاه كيلو 16 وإسقاط الحُديدة إعلامياً، قبل التوجه عسكرياً نحو المدينة والميناء … أيضاً سيناريو أفشل والمجازر والتدمير حصاده والهزيمة النكراء حليفه الأبدي .
– السيناريو الثالث … سيناريو الدريهمي – الحُديدة – ميناء الصليف ..
نفس الخطوات قصف جوي وبحري وإنزال بحري لمقاتلين محترفين من كل العالم والالتحام مع أدوات الخيانة الداخلية والهدف هنا متواضع جداً .. ميناء الحُديدة والمدينة والإمتداد شمالاً لميناء الصليف وجنوباً للدريهمي، يتوج بإعلان وقف إطلاق النار والتفاوض، أماني البؤس والخيبة.
الأهم بأن العدو السعودي أصبح كتاباً مفتوح للشعب اليمني العظيم، فمعركة تدمير الحُديدة وبكل السيناريوهات المحتملة – إن حدثت- ستبدء أبثلاثة عناصر أساسية :-
1- إعلان هدنة إنسانية يهودية صهيونية أمريكية تكفيرية سرعان ما تترجم إلى هجمة إعلامه تدشن بمسمى معركة تحرير (تدمير) الحُديدة .
2- قصف جوي وبحري عنيف جداً جداً لإيقاظ الخلايا النائمة .
3- إنزال بحري في منطقة ما بها طُرق “معبدة بالإسفلت” تُحقق انتشاراً سريعاً لحشد المقاتلين العملاء والمرتزقة لمواكبة الغزو والاحتلال والنهب
4- العنصر المجهول الذي نجهله هوية الجيش رأس حربة الغزو والعدوان، كويتي أو عربي سوداني أو إسلامي سنغالي تركي أو أفريقي أريتيريا أو الحبشة أو كتائب لبعض أو ما ذكر وعلى الجانب الآخر الصامد والمُتصدي المنتصر بعون الله سبحانه وتعالى، لن نقول أكثر من أن السلاح النوعي الحاسم سيدخل ميدان الشرف والكرامة سلاح مجهول الاسم معلوم الفصل، مقابر بحرية ومقابر برية وجثث الغزاة والمرتزقة أمام الجميع شهود عيان وعدسات التلفزة ترصدها وتوثقها جثث متناثرة في السواحل وكيلو 16 وباب الناقة وجبل القرار في باجل والدريهمي والصليف والخوخة موثقة ومسجلة بالصوت والصورة، سيحدث من هذا مالم يحدث في ميدي ولا عدن ولا الضالع ولا حتى مأرب، اليمن مقبرة الغزاة الجدد .
وأعتقد اعتقاداً يصل إلى مرحلة اليقين بأن مايروج له العدوان باستهداف ميناء الحُديدة، ما هو إلا فقاعة صابون يريد العدو استثمارها كضغط على صنعاء الصمود ليحقق إنجاز مايتم تداوله تحت الطاولة لمصلحة قوى العدوان يتم إخراجها بصيغة ما سياسية، وما جولة ولد الشيخ الأخيرة إلا بداية لذلك، ومع ذلك وإن حدث ما لا نتمناه فالشعب اليمني العظيم لها .. وهاهم أبناء وأعيان ومشايخ محافظة الحُديدة بقضهم وقضيضهم، يعلنون وعلى الملأ وسلمياً بالتظاهرات السلمية الرافضة للعدوان والغزو والاحتلال والتدمير وتوابعه، وتُعلن النفير العام للتصدي والانتصار .
فهل وصلت إليكم الرسالة أيها العملاء وخونة الداخل، رسالة أبناء تهامة واضحة كل الوضوح ومن يتآمر على الحُديدة من الداخل ستناله النقمة الشعبية التهامية الخالدة “شئنا أم أبينا” فلا عدوان خارجياً بدون إسناد داخلي، قاعدة يفهمها أبناء تهامة جيداً والوقاية خيرٌ من العلاج، تهامة كانت ومازالت مع الداخل ضد الخارج ومن يتعاون مع الخارج ضد تهامة بالتدمير ستلاحقه نقمه شعبية لن تردعها أي سلطة سياسية، وستلاحقه لعنة أبناء تهامة وإلى الأبد، لا أقول هذا من باب ضعف بل من باب جبروت وقوة حليم، والحليم تكفيه الإشارة والحمار بـ(…..) يفهم، وكفى بالله هادياً ونصيراً .