لأجل القتل فقط
ضرار الطيب
عندما تحلق مقاتلات العدوان السعودي ، يصبح أي شيء هدفاً مشروعاً لها. أسواق ، أعراس ، منازل ، حدائق ، حيوانات .. أي شيء. كلاب صيد مسعورة لا يتحكم بها شيء سوى رغبة آل سعود في سفك الدم اليمني ، وكلما كان الضحايا أكثر عددا وأكثر مدنية ، كانت لهم أولوية الاستهداف.
منذ اليوم الأول للعدوان لم تكن هناك أي محددات أو قواعد عسكرية واضحة للقصف ، بل نستطيع أن نقول وبدون مبالغة بأن الهدف الرسمي للعدوان كان قتل المدنيين ، وأما ما سوى ذلك مما يتفلسف به المبررون والعملاء لم تكن سوى أهداف موضوعة بدافع “الإحراج”. في المناطق التي تدور فيها الاشتباكات بين المرتزقة والجيش واللجان الشعبية ، يأتي الطيران غالباً ليقصف المنازل المحيطة والمجاورة أكثر مما يأتي لضرب مواقع الجيش واللجان الشعبية. وعندما يخسر المرتزقة في مكان ما ، يأتي الطيران أيضاً ليقصف المنازل في ذلك المكان ، وهكذا تصبح المنازل فقط هي الأهداف الرئيسية وأما المعارك الميدانية فليست سوى عذر.
المناطق التي لا تدور فيها المعارك أيضاً تُقصف، بل أنها تنال القسط الأكبر من القصف .. وهذه المرة بعذر التجمعات المسلحة ، والحقيقة هي أن مقاتلات العدوان تنظر إلى هذه المناطق باعتبارها فريسة سهلة ، إذ لا يتطلب الأمر من قائد الطائرة سوى أن يلقي الصواريخ في أي مكان يشاء ، ثم يعود ليشاهد على التلفاز أشلاء المدنيين . لقد تفنن آل سعود في الإجرام طوال عام كامل ، حتى أنهم تجاوزوا العشوائية في قصف المدنيين إلى انتقاء الأهداف التي يتواجد بها أكبر عدد من الأبرياء الآمنين ، وكأنهم يتحركون وفق رغبة مصاص دماء . نتذكر الآن الأهداف السخيفة التي أعلنتها السعودية قبل عام لتبدأ عدوانها على بلادنا ، ونتذكر كل المجازر التي ارتكبتها في كل يوم من هذا العام ، ونقول بكل ثقة أن العدوان على اليمن منذ يومه الأول ، لم يكن مدفوعاً بأهداف سياسية أو عسكرية ، أكثر مما هو مدفوعاً بالرغبة الشاذة لمحض القتل والتدمير فقط.