ليست نيران صديقة .. !

عبدالخالق النقيب

الحرب التي جاءت لتخليصنا من المجوس ، نموت بسببها واحداً تلو آخر ، هذه الحرب تم شنها كخيار جغرافي تاريخي معلن ، هي لم تخطئ مسارها يوماً ، مذبحة سوق الخميس بحجة ليسوا ضحايا بالخطأ ولن يكونوا آخر من يُقتل من اليمنيين ، لقد تم استهدافهم وفق إحداثيات تم رصدها بتقنيات أكثر دقة في التقاط الأشخاص والتمييز بين الأهداف ، ولسنا أغبياء ..!
الأخطاء التي لا حصر لها لا يجرؤ الأغنياء على ارتكابها إلا في حق اليمنيين وحدهم ، عشرات يسقطون يومياً في هذه الحرب ، بطريقة مدروسة من أول يوم ، كل قطرة دم تهدر هي ضمن إرادة عسكرية تستميت في حرب خاضتها بحثاً عن انتصار يمنحها الفخر ، بينما نحن نموت هكذا بلا ضجه وبلا سبب أو جلبة من العالم ، قتلنا بدم بارد وبهذه الطريقة متعمد ، لكنكم ستدفعون ثمن هذا ..! ولن يتآكلنا الموت كما تظنون ، لازال فينا عرق ينبض ، وجئنا إلى هذا الوجود من صلب يمني تعلم قديماً كيف يستعيد صلابته بعد كل سقوط ، هذه الرائحة التي تفوح من وارء حدود المملكة جنوباً لن تفرط بدماء أبنائها ، ولم تهن علينا أنفسنا لنسمي كل المذابح التي تم ارتكابها بحقنا أنها مجرد أخطاء ، الغلطة رقم كم ؟؟ حين يبلغ عدد القتلى عشرات الآلاف علينا أن نفيق ونصحو..!
حين ننهض من تحت الأنقاض نكتشف أننا لسنا مجوساً ، إننا نقتل فقط لأننا يمنيون ، وأن هذه النيران ليست نيراناً صديقة ..!
a.alnageeb@yahoo.com