لحظة يا زمن…طافش
محمد المساح
ليس مربوشاً كحالة.. نصف مجنون أو مجنون كامل, ليس مصاباً بحالة فقدان وعي..أو لديه حالة انفصام.. واردواج شخصية, ولا تعتريه حالات صرع مفاجئة.. كما أنه لا يخشى رهبة الأماكن المظلمة.. ولا يخاف الحواف والهاويات, حتى الخرف لا يناسبه على الاطلاق.. ما زال على بدايات العمر يعشق الحياة حسياً وواقعياً.. لا تنتابه أحلام اليقظة.. أو السرحان.
مُجلِّس عقله.. تمام التجليس.. كما أنه.. خاض به مراحل زمنية للتسليك.. والتدحيق.
“التسليك للسيارة.. والتدحيق للحمار الأكديش” شلكه ودحقه.. وأصبح.. في “الفورمة” كما يقولون أصحاب المهن.
وليس مريضاً حباً.. أو صادفته انتكاسات عاطفية أو محبطات أو خيبات مثل هذا القبيل أو غيره.. أو غيرها.. لم تجزع عليه، إلا.. إذا حصل مثل هذه الأشياء عليه أو احتفظ بأحداثها ووقائعها لنفسه.. فتلك مسألة.. لم يشر أو يلمح عليها.
ليست هناك بالتأكيد.. أية مظاهر تبدو عليه أو تعود, إلى عبقرية نادرة.. أو جنون عظمة أو ما شابه ذلك مثل هذه الأشياء بعيدة عنه, بعد السماء عن الأرض, كما أنه لا يتميز لو قلنا.. بالعزلة والابتعاد عن الآخرين.. قطعاً لا.
عادي.. كالعاديين والبشر الطيبين السائرين والعابرين في دروب المدينة .. يقتات من عمله الشاق يطرق الخشب ينشره ويقطعه, يركب ويشكل ويكون.. مثل غيره.. وعلى الباري أحياناً وهي أحياناً نادرة.. ما يتحصل على مبلغ مجز.. وأغلب الأيام.. اللقمة.. والقات.. ومتطلبات الحياة.. إذا.. الأمر طبيعي.. قلت له.. أحمد الله.
لكنه.. قفز من مكانه.. وقال: أنا مريض بالطفش.. تركته.. وأنا لا أعرف ما هو الطفش.